VII

2.7K 92 46
                                    

التحرشُ الجنسيٌّ.. فظيعٌ أليس كذلكَ؟

من منَا لم يختبِر أبسط أشكالِ التحرشِ؟
الألفاظُ المسيئة.. اللّمسات المباغتَة..
وقد يصلُ الأمر للإغتصابِ حتّى!

هذهِ الأفعال إن عاشهَا أحدهُم في سنّ مبكرة، قد تؤثرُ على حياتهِ الإجتماعيِة ورؤيتهِ للأشخاص من حولهِ..

إغتصابُ أحدٍ يعني إجبارهُ وإرغامهُ على تقديمِ خدمةٍ جنسيةٍ هُو لا يرغبُ بهَا..

ولكِن.. ليتَ الأمر يقتصرُ على تقديمِ خدمةٍ..

فعندَ حصول ذلكَ للضحيّة، ولأول مرّة..

تقدمُ الضحيةُ نفسهَا قُرباناً.

تُعطي هذه الرُوح المسكينةُ من طهارةِ جسدهَا، من حُب كان مخزّناً لشخص آخرَ..

من تفاصيلَ لا يستحقُها الجانِي المُتوحشُ!..

وماقَد يزيدُ الأمرَ فظاعةً.. ويجعلُ هذا الفعلَ مُتجرداً من كافة أشكال الإنسانية..

هُو تهديدُ الضحيةِ!

وأعني بذلكَ إرغامَها على الخُضوعِ لهذَا الفعلِ الوحشيّ..

فإن لم ترضَى بخدمةِ الطرفِ الآخرِ، سيقوُم بإيذائهَا أو إيقاعهَا في مشاكلَ لا تُحمد عُقابهَا..

وإن إمتلكَ المُعتدي دليلاً على أي ذنبٍ إقترفتهُ هذه الرُوح البريئة..

تنسدُ كلُّ أبوابِ النجاةٍ أمامهَا..

تصبحُ غيرَ قادرةٍ على إبصارِ النورِ.. ويغلقُ بابُ النجاةِ أمامهَا، هي عمياءُ لا ترَى سوى الظلامِ.. مجبرةُ على الإختيارِ..

إمّا الظلامُ أو الظّلامُ!

المُعتدِي يفوزُ.. يحصلُ على مبتغاهُ، متى ما أراد وكمَا يريدُ..
ولمَ قد يتوقفُ؟ فشهوةُ الحيواناتِ عمياءُ عن إدراكِ الصوابِ.

أمّا المُعتدى عليهِ.. ما مصيرهُ؟
هُو خضعَ للأمر الواقعِ.. وحصلَ لهُ ما حصلَ..

والأسوأ أنهُ رضي بذلكَ، رضيَ على مضضٍ..

هُو لا يشعرُ بالأمانِ، لم يعد يثقُ بأحدٍ..
هُو مجردُ لعبةٍ تم إستعمالهَا لتحقيقٍ غاياتٍ مُنحطةٍ..

ليتَ الأمرَ يقتصرُ على الأذَى الجسدِي!!

فالمُغتصبُ في هذهِ الحالةِ.. مُغتصبٌ مرتينِ!

Two Lips || One Storyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن