VIII

3K 91 54
                                    


الخِيانَة.. بمَ يمكنُ تفسيرهَا؟

هَل هي إثمٌ لا يغفرُ؟ أم هيَ فقَط أحد الأخطاء الطبيعية التِي يمكن للإنسان إرتكابهَا؟

حسناً إن كانَت من الأخطاء الطبيعيّة التِي يمكنُ للإنسان الوقوعُ فيها..

لمَ الخائنُ مكروهٌ من قبلِ الجميعِ؟

وضعَت إيمِي الصّغيرةُ كل آمالهَا في هذهِ الغريبةِ المدعوةِ إيفي.. لكنّ أملهَا خابَ..

فالسّهمُ الغادرُ شقّ ظهرَ الصهباءِ بعنفٍ ومزّقهُ إلى أشلاءَ!

ياليتَ الألمَ كان جسدياً.. لم يكن وقعهُ ليكون شديداً بقدرِ المُعاناةِ التِي سببتهَا خيانةُ إيفي لقلبِ إيمِي..

أو على الأقلِ هذَا ما تظنّهُ ~

آخرُ ما كانَت تتوقعهُ إيمِي هُو أن تقومَ صديقتهَا المفضلةُ بالوِشايةِ بهَا!

الخيانةُ ليسَت نهايَة العالم يا إيمِي! إن الأمر بسيطٌ.. إيفي غريبةٌ في آخر المطافِ..

هذَا ما كانَت إيمي تحاولُ إقناع نفسهَا بهِ.. ولكنّ ما حدثَ يؤلمهَا، يؤلمهَا بشدةٍ ويمزّقها إرباً إرباً..

هي رأت حياةً جديدةً مع هذهِ المدعوةِ إيفي.
تمكنّت إيمي من إخفاء الأمر عن أمهّا:
كانَت تصرفُ كل مدّخراتها لشحنِ بعض الإنترنَت لهاتفهَا..

تنامُ متأخراً كي تتمكن من الحديثِ معهَا..
وأحياناً تهملُ إمتحاناتهَا أيضاً!

ولكنّها الآن رأت بأم عينهَا، أن الإهتمام المُفرط لا يؤدِي لشيء غيرِ السّخط وخيبةِ الآمالِ..

هي لم تشعُر بهذَا اليأسِ في حياتهَا حتّى عندمَا حُبسَت في القبوِ.

في نهايةِ المطافِ، التعاملُ معَ الخيانةِ وحدهَا قد يكونُ هيّناً..

ولكنّ التعاملَ معَ الخيانةِ والإغتصابِ هُو لأمرٌ قاسٍ على هذهِ الرّوح المسكينةِ التِي لم تطلُب شيئاً من هذَا الكونِ غيرَ السّلامِ..

ليزّا كانَت من العواملِ الأساسِيّة التي تحكمُ خناقَ إيمِي ولا تتركُ لهَا مجالاً للنهوضِ أو الشعُور بمقدارِ ذرّةٍ من السعادةِ..

كلّماَ وجدتهَا قابعةً لوحدهَا في أحد الزّوايَا..
تنتشلهَا من عالمهَا الخّاص كي تعذبَ رُوحهَا بأشدِ الطُرق بشاعةً وشهوانيّةً..

مهمَا كانَت الحوادثٌ.. لا بأسَ بأن نقعَ أرضاً..

ولكنّ المصيبةَ تكمنُ في عدمِ النّهوضِ مجدداً.

Two Lips || One Storyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن