" الفصل الثالث "

577 45 6
                                    

قراءة ممتعة

________________________________________

بدأت بفتح عينيها رويداً رويداً، الرؤية لديها ضبابية لكن نور الشمس الساطع المتسلل من النافذة متجهٌ نحوها يؤذي عينيها المشوشتان، وأيضاً يوجد هناك الكثير من الضوضاء الغريبة التي تخترقُ مسامعها.

أغمضت عينيها عدة مرات لكي تستعيد بصرها، وما أن استعادت وعيها ودارت ببصرها أرجاء المكان حتى وجدت نفسها في مكانٍ لم تألفه من قبل، هي ليست بغرفتها !! هذه الغرفة مختلفة، جدرانها عتيقة بان آثر السنوات الطوال عليهم، وأثاثها قديم الطراز متهالك نسبياً وبهتت ألوانه، إنها مختلفة تماماً عن غرفتها، أين هيا الآن ؟ ومن أحضرها إلى هنا ؟!

استقامت بسرعة من على السرير واضعة يدها اليسرى على جبينها، تسترجعُ بذاكرتها ما حدث لليلة البارحة، أجل لقد تذكرت ما حدث، لقد تم اختطافها !

زاغت عيناها من الصدمة وقفزت على الفور من السرير وهي مذعورة مما تراه، هل يعقل بأن ما خطر في بالها صحيح ؟! هل يمكن أن تكون في أسوأ مكان من المفترض أن لا تكون فيه ؟!

هذه كارثة لو كان ما استنتجه عقلها صحيح، لكنها لم تنتظر طويلاً حتى تتأكد من ذلك، فلقد اتجهت نحو باب الغرفة وخرجت منها راكضة تبحث عن المخرج من هذا الكابوس.

دارت حول نفسها مرعوبة تحاول تخمين طريق الخروج من بين هذه الممرات، أي طريق تسلك ؟ وأين يمكنها أن تجد باب الخروج ؟

لا يهم، كل هذه الأسئلة ليست مهمة، المهم الآن أن تخرج من هنا بأي طريقةٍ كانت، سلكت إحدى الممرات تهرول وتدعو بأن يكون نهايته ما ترجوه وأن لا يطول بقاؤها هنا أكثر، فهذا المكان بث فيها الرعب بشكل هستيري جعلها تهرب منه كما يهرب الإنسان من الموت.

وهي في طريقها للبحث سمعت صدى أصوات مجموعة من الأشخاص، فتوقفت فجأة واحتضنت نفسها من شدة الخوف بيدها اليسرى، أما يدها اليمنى فقد استقرت على قلادة الزمرد الخضراء ذات الإطار الذهبي الصغير التي تطوق عنقها، تلتمس منها الأمان والقوة وهي تطرح على نفسها هذه الأسئلة.

هل هذه الأصوات حقيقية ؟ أم يهيئ لها ذلك ! ربما تكون حقيقية، لكن ماذا لو لم تكن كذلك ؟ هي لا تحتمل أي مفاجأة من هذا المكان.

بتردد كبير قررت روز  الاقتراب من مصدر الأصوات، وعكس خطواتها الراكضة سابقاً هي الآن تخطو على مهل، و في كل خطوة كانت تجوب بنظرها المكان خشيت أن تتفاجأ بأمر مرعب، تارة للخلف وتارة لليمين وأخرى لليسار، وهي ما تزال متشبثة بقلادتها تردد بصوت هامس مذعور :

- إنه وهم، هذا ليس حقيقي، إنه وهم، هذا ليس حقيقي.

نعم من كان سيصدق بأن روز الفتاة الواثقة والقوية والجريئة بأعين الجميع ترتعد خوفاً من منزلٍ قديم الطراز، صاحبة الخطوات الثابتة ستهتز ركبتيها طلباً لثبات، وصوتها الهادئ سيرتعش هكذا من خلال همساتها غير المسموعة، إنه أمراً غير منطقي.!

قلعة كساندراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن