قلعة كساندرا

" الفصل الرابع "

قراءة ممتعة ❤

_____________________________________

في المساء، دخلت الفتاة الهادئة لقاعة الطعام التي كان يتجمع بها البقية لتناول وجبة العشاء، فورما وصلت إلى الطاولة حتى قالت بأكتافٍ متدلية من الإحباط :

- لقد رفضت الخروج أيضاً.

- مجدداً.!

هتف ديف بها بضيق غير مصدق لتصرفات روز الطفولية من وجهة نظره، فتحدث زاك غير مبالي بما تفعله وهو يهم بتناول عشائه قبل أن يبرد أكثر :

- دعكم منها، هي تريد ذلك.

إلتفت ديف ليمينه حيث يجلسُ زاك بجانبه تماماً بينما يترأس هو الطاولة ليرد بغضب :

- هل تريد توريطنا في مشكلة ؟ لا يمكن أن نتركها هكذا، هي لم تتناول شيئاً منذ الصباح.

ترسمت ابتسامة ساخرة على وجه الفتاةِ الشقراء الجالسة بجانبِ زاك، قائلة بنبرة لم تخلو من التهكم :

- ماذا ! هل نقوم باختطافها أيضاً وإجبارها على الأكل ؟

عبست ملامحه من ردها غير الضروري، ليجيبها ديف بصرامة رغم فتور نبرته :

- هذا ليس وقت السخرية، سأذهب أنا لها.

وقف ديف متجهاً لغرفة روز وحاجباه ملتحمان ببعضهما من تصرفاتها العنيدة، احتجاز نفسها في الغرفة ! من دون تناول أي شيء أو طلب أي شيء ! رفض الخروج والحديث ! هل تفكر بقتل نفسها أم ماذا ؟! هذا كثيرٌ عليه.

وصل أمام باب غرفتها وأخذ نفساً عميقاً ثم طرق الباب بهدوء فهو لا يريد أن يتشاجر مع عود الثقاب القابع خلف هذا الباب؛ انتفضت من الرعب عندما سمعت الطرقات لتدير برأسها نحو الباب تنظر إليه بتوجس مترقبة من يكون خلفه، وكأن وحشاً قابعاً خلف الباب سينقضٌ عليها فورما يفتح ليقضي عليها، لا يمكنها السيطرة على خوفها الهستيري وهي متواجدة بهذا المكان السيئ.!

عدة طرقات متتاليات ينتظر مسببها إذن الدخول، لتتمتم بعدها  روز بصوت مرتعش ونظرات متأهبة للمفاجأة القادمة خلف الباب :

- تــ..تفضل.!

فتح ديف الباب برفق وما أن رأته روز حتى طرحت أنفاسها المحتجزة في صدرها خارجاً، ثم ارتدت قناع قوتها لتقول بصوت حانق بعد أن أدارت وجهها لجهة النافذة :

- هذا أنت ! ماذا تريد أيضاً ؟

- عليك النزول وتناول وجبة العشاء.

تمتمَ بها بهدوء خشيت أن يشعلَ نيران غضبها، لتجيبه روز بفتور من دون النظر إليه:

-  شكراً، لست جائعة.

زفر ديف بيأس منها ليهتف بنبرة حازمة رغم انخفاض صوته :

- توقفي عن عنادك فأنتِ لم تأكلي شيئاً اليوم، هل تريدين قتل نفسك بهذه الطريقة ؟!