" الفصل التاسع "

802 62 59
                                    


قراءة ممتعة ❤️

_____________________________________


في دوامات التفكير كانا غارقين، هو في معضلته التي تورط بها وهي في بحور ذكرياتها.

كانت تقف أمام النافذة في غرفتها مستندة بظهرها على الحائط القريب منها، تحدق في اللا مكان، لا يمكن لأحد أن يصف شعورها الآن، هادئة بشكلٍ مخيف، حزينة بشكلٍ مؤلم، ووحيدة، هذا ما هو الأمر عليه مع روز، كأنها جرة خاوية لا يوجد بباطنها شيء؛ زفرت أنفسها بثقل ثم أدخلت يدها في جيب بنطالها لتخرج منه تلك القصاصة، حررتها من طيها لتقرأ ما كتب بها عنها.

ذاك المعلم الأثري الذي عثرت عليه في صغرها لم يكن الأمر بمعجزة كما ذكرته تلك الصحيفة بل كانت لعنة عليها، ما زالت تتذكر أحداث تلك الرحلة وكيف وقفت أمام معلمتها بكل براءة تخبرها عن المعلم الأثري الذي تراه، لقد وبختها معلمتها في وقتها وطلبت منها عدم الكذب لكن روز لم تفهم الأمر، كانت صغيرة لتفهم أن ما تراه لم يكن لأحدٍ آخر رؤيته، لقد أصرت على رأيها لتسبب بذلك جلبة و من ثم تصبح بعد ذلك حديث الناس بعد أن تم اكتشاف المعلم الأثري حقاً مدفوناً تحت المكان الذي كانت تشير له.

مخيفة، غريبة أطوار، ساحرة، عفريتة، مختلة وشيطانة، هذه هي الألقاب التي أُطلِقت على روز في ذاك الوقت من قبل زُملائها بالصف، لو كانت تعلم بأن هذا ما ستؤول إليه الأمور لما أخبرت أحداً بهذا المعلم وابقت الأمر سراً، لربما لن تكون هنا الآن.

أغمضت عينيها بأسى ثم طوت تلك القصاصة التي ذكرتها بالماضي الأليم، وعادت لتحدق نحو غروب الشمس بهدوء.

عدة ثواني قطع سكونها طرقاتٌ على الباب، ليفتح بعد ذلك ببطء ويطل الطارق برأسه على الغرفة، ليجدها في مكانها عند النافذة متجاهلة تماماً الباب، دخل الغرفة بصمت وتوجه نحوها ليناديها بعد ترددٍ كبير جاذباً لانتباهها :

- آنسة جوناثان.

تنهدت روز بقلة حيلة ثم استدارت برأسها لترى مطرق الرأس ذاك وهو يحاول لملمت كلماته بخجل، رفع رأسه نحوها ليردف قائلاً : 

- سأحاول إيجاد حل.

- ليس هناك حل، لقد انتهى الأمر.

- لا تقولي ذلك، لو أسرعنا في إنهاء المهمة سنخرج من هنا.

لحظةُ صمتٍ حلت على المكان يترقب بها ديف ردت فعل روز على حديثه، لتستقيم بعدها في وقفتها قائلة :

- أجل، علي إنهاء المهمة الليلة.

- الليلة ؟!

قلعة كساندراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن