" الفصل الخامس "

583 43 19
                                    


 
قراءة ممتعة

____________________________________

أيقظها من نومها صوت لارا وهي تهتف باسمها مراراً وتكراراً، أخرجت رأسها من تحت الغطاء ببطء لتقع أنظارها على لارا المبتسمة أمامها، دارت عينيها أرجاء المكان لتتذكر أخيراً بأنها ما زالت هنا، عالقة في هذه القلعة.! 

إذاً لقد كان حلماً !! حديث والدها وطفولتها تلك كانت حلماً، سحقاً، لوهلة كانت سعيدة في منامها والآن عادت لأرض الواقع، رفعت رأسها بانزعاج وهي تبعد خصلات شعرها المبعثرة عن وجهها لكنها ما لبثت إلا أن عادت لاحتلال وجهها بتمرد رافضةً الابتعاد.

ليس حظها العاثر الذي وضعها هنا ولا لعنتها الهالكة فقط الآن شعرها انضم لقائمة المتمردين في حياتها !! بوجه متجهم كانت تحدق روز بشرود لنافذة حتى قطع شرودها حديث لارا :

- آنسة روز، هل تسمعيني ؟

أدارت روز رأسها لها لتنظر لها بعينين تصارع النوم قائلة بصوت ناعس :

- ماذا ؟!

أشارت لارا بإبهام يدها اليمنى للباب مجيبة بلطف :

- لقد حان موعد الإفطار، الجميع مستيقظون وينتظروننا.

أشاحت روز بصرها عن لارا بعبوس لتقول بصوتٍ متذمر :

- سحقاً لساعة.

- عفواً ؟!

طرفت  لارا بعينيها مندهشة من جملة روز الغريبة، لتكمل الأخرى بنبرة بائسة وحزينة بينما تشد الغطاء حول نفسها :

- أريد النوم ولو قليلاً.

وهنا تحول اندهاشها الطفيف إلى تعجبٍ كبير، فقالت لارا متسائلة بينما تنحني قليلاً لتصل لمستوى نظر روز :

- ألم تنامي جيداً ؟!

عبست روز  أكثر من سؤال لارا لتجيب بنبرة خاملة مليئة بالنعاس :

- لا، تلك الساعة تدق وتدق في كل رأس ساعة، إنها مزعجة.!

انحنت لارا أكثر لها مستندة بكفيها على وركيها كي لا تقع على وجهها وقالت بهمس :

- عن أي ساعة تتحدثين ؟!

 صمتت روز فور سماع سؤال لارا المتشكك لتعتلي ملامحها الذهول، ما هذا ؟! هل تفوهت بشيءٍ سخيف من دون وعيها ؟! سحقاً، لم يكن عليها التحدث، فعلاً سحقاً لتلك الساعة.! 

هرب النوم من جفنيها بعدما استوعبت حجم ورطتها، الآن كيف ستشرح للارا الأمر ؟ هل تدعي بأنها كانت تحلم أم أنها لم تستيقظ من نومها بعد ؟ أم تتجاهل سؤالها كلياً وكأنها لم تطرحه على مسامعها ؟

خيارات كثيره أمامها والآن عليها اتخاذ إحداهن للهروب من هذا المأزق؛ نظرت روز لها بارتباك لتقول ببلاهة مصطنعة :

قلعة كساندراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن