1

23.2K 422 11
                                    

الفصل الأول

في تلك الليلة المميزة تلألأت حديقة فيلا
آل العزمي بالأضواء الساطعة ، حيث تعالت أصوت ضحكات وهمهمات الضيوف ..
صمت الجميع مرة واحدة والتفت كل منهم برأسه عند نزول أميرة هذا الحفل التي تتميز بعينان واسعتان جميلتان لونهما أزرق صافي. كالسماء في فصل الصيف ..
ظلت تتمايل بجسدها النحيف  على صوت حذائها وكأنها سندريلا بهذا الفستان الضيق وكأنه جلد ثاني من جسدها
الجميع بدأوا ف تهناتها بيوم مولدها سلمت عليهم بغرور ومن ثم صعدت على المسرح وبدأت في التحدث :
_أولًا بشكر بابي جدًا على البارتي التحفة دي

بحثت بعينها عن والدها حتى وجدته واقفاً ينظر لها بحب مبتسمًا لحديثها مدت يديها تدعوه بأن يصعد إلى  المسرح وبالفعل أتجه الأب لها ليأخذها بين ذراعيه واصلت حديثها قائلة :
ثانكس بابي بجد على كل حاجة عملتها ليا وعلى السعادة اللي دخلتها حياتي من بعد موت مامي
ابتسم والدها السيد عزمي المنياوي ذلك الرجل المميز دائما في كل شيء حياته وشغله وطيبة القلب ومن ثم تحدث قائلاً بحب:
_بنوتي الجميلة كبرت سنة وراحت من حياتها سنة بمرها لكن حلوها هيفضل معاكِ كل سنة وإنتِ طيب حبيبة بابي دايما بحب أعمل مفاجأة ولكن مع لارين مفاجأتي تختلف فهي مختلفة عن الجميع

ابتسمت لارين بفخر ورفعت رأسها بغرور نتيجة لحديث والدها تعالت همهمات الحضور عن تلك المفاجأة وكل منهم ينظر لهم منتظر أعلانها بأعين تملئها الفضول ، وأعين ناظرة لهم بحقد وكره ، وأعين سعيدة لسعادة لارين واحدها ، أشار عزمي لينظروا جميعهم لتلك الستائر التي بدأت تنفتح لتظهر أحدث سيارة صفق الجميع بحرارة ، واما عن لارين فقفظت بفرحة ومن ثم ذهبت لسيارتها الجديدة التي تتميز بلونها الأحمر الناري كم تُحب صعدت إلى السيارة وبدأت في أشعالها وبعد مدة من الزمن أطفأت محركها وأسرعت تقبل أبيها ..
بدأت الموسيقى الصاخبة تعلو الجميع أصبح يتمايل ، قرب منها أحد الشباب
المتميز بطوله  وعرض منكبيه ليطلب منها الرقص

____________
هناك على البعد من لارين جلست حكمت تتحدث مع هشام إبنها الوحيد قائلة له :

_قوم يا واد إنت اتلحلح كدا وروح صاحبها على الأقل إنت مش شايف العربية اللي بمليون جنية اللي جيلها وكأن مفيش غيرها ولا محدش خلف غيره طب يشوف ويساعد أقريبه في البزنس بتاعهم

نظر لها إبنها ببرود وتحدث بسخط :
_من يوم مكان عندها 19 سنة ونفس الكلمة على لسانك قوم ياواد اتلحلح وصاحبها ياماما دي واحدة مغرور أوي التناكة في دمها فكرة إن محدش في جمالها  اللي زي دي هتتجوز سبيني بقى خليني قاعد جنبك وبعدين هو مش إبن عمك روحي قوليله على مشروعك الجديد وهو هيدكي الفلوس اللي محتاجها

أجابته والدته بسخرية بعدما حركت شفاتيها يميناً ويساراً وكأنها لم تكن من العائلات الراقية قائلة:
_جبت المفيد ياحبيبي هروحله حاااضر عاوز أمك تقلل من كرامتها وياعالم هيرمي لي كام أنا هسكت خليك قاعد

______________

بعيدًا من تلك الأمور في ذلك الحي الشعبي مكان الساعين والباحثين عن رزقهم، فوق ذاك المقهى تحديداً في شقة الحاج علي المكونة من غرفتين وصالة صغير قد تكون طرقة، جلس في غرفته على مكتبه يتابع أعماله في هذه اللحظة رن هاتفه لينظر للهاتف ويقوم فجأة ومن ثم يضغط على ذر الرد قائلاً
_الو أهلا وسهلا بحضرتك أيوه طبعا طبعا شيء يسعدني أكيد فرستك هتكون عندك بأقرب فرصة ماتقلقشي

قفل مع المتصل وابتسم بسخرية قائلاً:
_ااااه منكوا لله كلكم إيه الشغلانة دي

_________________
القى سؤاله عليها بثقة وكأنه متوقع قبولها بالرقص قال لها بطريقة ملفتة:
_تحبي ترقصي معايا؟
عقدت ذراعيها ومن ثم رفعت رأسها وردت بسخرية :
_ترقص معايا ها إنت صديقي تعرفني كويس لا صح يبقى فكر كويس أوي قبل ماتطلب الطلب دا ..
نظر لها بصدمة فهي قوية مغرورة وكأنها تريد أن الجميع يكرهها ، لم يخرج من فمه أي كلمة بل ذهب وتركها بمفردها

في هذه اللحظة دخل الخدم بقطعة الجاتوه الكبيرة الموضوع عليها صورتها ورقم أثنان وعشرون..
بدأ الجميع بالغناء لها وبعدما انتهوا أطفأت لارين الشمعة ليبدأ الخدم بتقطيع الجاتوه وفتح مائدة الطعام
أنتهت الحفلة والجميع  بدأوا بالأنصراف

___________________

في صباح يوم جديد أشرقت الشمس لتعلن عن يوم جديد ملئ بالمفاجأت ،في فيلا ال عزمي تحديداً الساعة التاسعة صباحًا أستيقظ عزمي من نومته وجهز نفسه ليذهب إلى شركته ولكن قبل النزول من الدور العلوي وكالعادة فتحت غرفة إبنته ليطمئن عليها وجدها تغط في ثبات عميق كالملاك أتجه نحوها ومن ثم قبلها من وجنتيها وتركها ..
نزل إلى الطابق السفلي تحدث مع أحد الخادمات قائلاً:
_أبدوا تنظيف الفيلا مستنين إيه لمَ لارين تصحى وتتعصب
أومأت أحدهن دون كلام تستمع لحديثه ، واصل كلامه ملتفت نحو غرفة المكتب:
_في حد مهم جاي دخليه بسرعة أول مايجي.

بعدما ذهب وغاب طيفه في غرفة مكتبه بدأوا الخدمات في تنظيف الفيلا وفي تلك اللحظة رن جرس المنزل ، فتحت أحدهن الباب ومن ثم بدأت في الحديث :
_أيوا يافندم أمورني
تحدث الضيف باقتضاب:
_عزمي بيه موجود ؟
أومأت الخدمة برأسها علامة على الموافقة قائلة :
_أيوا يافندم موجود نقوله مين
نظر لها بسخط ورفع حاجبه قائلاً:
_أظن أنه سابلك خبر وقال يدخل وسعي أنا عارفة فين مكتبه

أستغربت الخادمة ليتركها في صدمتها ويتجه نحو المكتب ومن ثم دخل ليبتسم ويتحدث :
_اهلا بالكبير اللي تعبني بطلباته

أستدار عزمي بمقعده ليجد ذاك الشاب الطويل الذي يتميز بعرض منكبيه ليقوم فجأة من مكانه بسعادة ويقول:
_أهلا أهلا أخير وصلت تعالى أقعد ياسيف
جلس سيف بأحد المقاعد يستمع لحديث عزمي بعدما بدأ في الحديث قائلاً:
إنت عارف ياسيف إن لارين هي كل حاجة ليا فما يجيلي رسالة زي دي فلازم أموت من الخوف

أمسك سيف بهاتفه ليرى رسالة المجهول ليقوم مرة واحدة من مكانه ويقول بغضب...

يتبع..

            "أحببتُ حارسي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن