دافعاً بكبريائه إلى أقصى بعدٍ من التنازلِ ، كان لا بُد من الإعتذار .
حتى و إن لم يسبق لكلمات ممُاثلة أن فارقت شفتيه قط .
يداه كانتا دائما تقومان بمسحِ و تنظيف فوضى كلماتهِ.
سحب درج الخزانة الصغيرة بجانب السرير ، مستخرجا علبة طبية صغيرة ً .
تناول المرهم بين أصابعه و جعل لمساته السلسة تتسرب فوق جلد صاحبة الآنين المُتألم ، تنقبض جفناها كلما زاد عمق الإحتكاك بتلك الكدمة الزرقاء .مُعكرة صفاء الهدوء ، كغيمة من الشر تحمل طُنا من الألم ؛ هكذا بدت تلك البقعة القرمزية .
طرد الهواء من رئتيه بِعنفٍ ، مرهق من تأنيب الأنا الشديد .
إستلقى جانبًا ، يحدق بإهتمام في تقلص ملامح الفتاة ، في قطرات العرق الباردة التي كانت تهوي الواحدة تلوى الآخرى .
" كل شيء بشأننا خاطئ ، القدر أخطأنا و نحن دفعنا الثمنْ "
همس بضعفٍ بكلماته ، الواحدة تلوى الأخرى بينما يستقبل على طرف أنامله تلك اللفحات الساقطة من على جبينها الممُطر .
" هذا الشخص سيءٌ ، أتمنى أن تستطيعي كُرهي ،أتمنى أن تغادري دون التفكير بالنظر للخلف أو تفقد المكان الذي كُنا فيه "
" هكذا يجب أن ننتهي بِسرعةٍ"
توالت ساعات الليل الحالكِ ، ساحبةً النوم من عيون الطبيبة الشابة .
إستيقظت بضعف تفتح عيناها ليقابلها المزيد و المزيد من الظلام .
الدفئ الغريب الذي كان آتيا من الجنب كان مفزعًا حينما علمت أن مصدره شخصٌ .
بالأحرى شخص غير مرغوب
ذلك جعل دواخلها تنتفض و تتداخل ، الأمر كان مفاجئا و صادِمًا .
تسللت بهدوء بحرصٍ على عدم إحداث أي ضوضاء .
رمت خطواتها نحو المطبخ ، بحاجة لسقي هذا الحلق الجاف .
تُعيد ربط الأحداث السابقة ،اليوم كان يوما أولا شاقا جدا ..!!
بداية من الوصول المتأخر إلى 'تاي' وصولا إل الكارثة الطبية التي أحدثتها أخيرًا .
كل هذا كان مرهقًا بالفعل ، مالذي كان يفكر به والدي حينما قرر رمي هُنا و الهرب بعيدا ...!؟؟
هل أنت سعيدٌ أبي ؟ هل تستخدم الحمام بمفردك و تتأخر في تناول الفطور بدون القلق على نفاذ المأكولات الخفيفة لأن لا أحد سيشارك بها ؟!
![](https://img.wattpad.com/cover/113485959-288-k62689.jpg)
أنت تقرأ
نِداَء الطَواَرئ ْ || Emergency Call
ספרות חובבים« يهْتز الجهاز الأسود بجيبه ، يركض مُسرعا ما إن عرف وجهته ، حين تتوقف الحياة عن منحك الفرص ، يستقيم خط النبض ، و يتوقف القلب عن الخفقان حينها هل ستقول وداعا ؟ هل ستذهب ببساطة؟» " حين تبني سعادتك على تعاسة أحدهم فإنها ستصير تعاسة شئت أم أبيت فالحي...