Part 6

1.5K 192 59
                                    

دافعاً بكبريائه إلى أقصى بعدٍ من التنازلِ ، كان لا بُد من الإعتذار .
حتى و إن لم يسبق لكلمات ممُاثلة أن فارقت شفتيه قط .
يداه كانتا دائما تقومان بمسحِ و تنظيف فوضى كلماتهِ.
سحب درج الخزانة الصغيرة بجانب السرير ، مستخرجا علبة طبية صغيرة ً .
تناول المرهم بين أصابعه و جعل لمساته السلسة تتسرب فوق جلد صاحبة الآنين المُتألم ، تنقبض جفناها كلما زاد عمق الإحتكاك بتلك الكدمة الزرقاء .

مُعكرة صفاء الهدوء ، كغيمة من الشر تحمل طُنا من الألم ؛ هكذا بدت تلك البقعة القرمزية .

طرد الهواء من رئتيه بِعنفٍ ، مرهق من تأنيب الأنا الشديد .

إستلقى جانبًا ، يحدق بإهتمام في تقلص ملامح الفتاة ، في قطرات العرق الباردة التي كانت تهوي الواحدة تلوى الآخرى .

" كل شيء بشأننا خاطئ ، القدر أخطأنا و نحن دفعنا الثمنْ "

همس بضعفٍ بكلماته ، الواحدة تلوى الأخرى بينما يستقبل على طرف أنامله تلك اللفحات الساقطة من على جبينها الممُطر .

" هذا الشخص سيءٌ ، أتمنى أن تستطيعي كُرهي ،أتمنى أن تغادري دون التفكير بالنظر للخلف أو تفقد المكان الذي كُنا فيه "

" هكذا يجب أن ننتهي بِسرعةٍ"

توالت ساعات الليل الحالكِ ، ساحبةً النوم من عيون الطبيبة الشابة .

إستيقظت بضعف تفتح عيناها ليقابلها المزيد و المزيد من الظلام .

الدفئ الغريب الذي كان آتيا من الجنب كان مفزعًا حينما علمت أن مصدره شخصٌ .

بالأحرى شخص غير مرغوب

ذلك جعل دواخلها تنتفض و تتداخل ، الأمر كان مفاجئا و صادِمًا .

تسللت بهدوء بحرصٍ على عدم إحداث أي ضوضاء .

رمت خطواتها نحو المطبخ ، بحاجة لسقي هذا الحلق الجاف .

تُعيد ربط الأحداث السابقة ،اليوم كان يوما أولا شاقا جدا ..!!

بداية من الوصول المتأخر إلى 'تاي' وصولا إل الكارثة الطبية التي أحدثتها أخيرًا .

كل هذا كان مرهقًا بالفعل ، مالذي كان يفكر به والدي حينما قرر رمي هُنا و الهرب بعيدا ...!؟؟
هل أنت سعيدٌ أبي ؟ هل تستخدم الحمام بمفردك و تتأخر في تناول الفطور بدون القلق على نفاذ المأكولات الخفيفة لأن لا أحد سيشارك بها ؟!

نِداَء الطَواَرئ ْ || Emergency Call حيث تعيش القصص. اكتشف الآن