2

3.9K 361 188
                                    



يسيرُ بترنحٍ عائداً إلى ذاكَ الذي من المفترضِ أن يكونَ ملاذهُ ، ولكنه أشبَهَ بجحيمٍ على الأرض ، شيءٌ يمكنهُ تبني كُل الأسماءِ إلا كونهُ منزلًا

بدا متعبًا جداً  ، بخطىً ثقيله ، وجسدٍ أثقل ، ندوبٌ جسديةٌ كانت تزيدُ فقط من حِمله ، كان يحملُ فوقهُ العالمَ حتى ، لكنهُ لم يلاحظ ، حملَ شقاء قلبهِ وتعابيرَهُ الساخطة ، حملَ تذمراتِ الماريّن ، وخُطاهم ، حتى زقزقةُ العصافيرِ كانت تُثيرُ حُنقه ، كان كُل شيءٍ يُدَسُ في خاطرهِ ويثقُلَ هو أضعافًا مُضاعفة...

توقف عند مبنىَ شققٍ عليهِ آثارُ القِدَمِ ، حتى عكّر حاجبيهِ بكلِ ضيقٍ وغضب ، كانت تعابيرهُ المخدوشةُ تصرخُ بالسخط ، سخطٌ قد غيرت الأيامُ لونهُ وزادت غُمقَ لونه

وصل إلى وجهته  ، وقف أمام بابِ الجحيم كما يسميه

تنهد بكلِ ضيقِ مخرجاً كماً من الهواء الزائد

وفتح الباب والذي لم يكن مقفلاً بالأساس ودخل

كان المكان مظلمًا

تساءلَ ' هل ربما قد خلد الى النوم؟! '

أغلقَ الباب وأنزل نِعليه وما كاد أن يدخل إلا بصوتِ تحطمٍ لزجاجٍ ما

أغمض عينيه بغضبٍ ، لقد إكتفى من المشاجراتِ لليوم!

يُريدُ أن يرتاح!


" جين! ، أين كنتَ أيها اللـ*يـن؟!"

نطق رجلٌ مبعثرُ الهيئةِ مقرفُ الشكلِ ، تفوح منه رائحةُ شرابٍ مُزعج ، ذو مِزاجٍ سيءٍ بشكلٍ دائم

نظر إليه صاحب المقلتينِ السوداوين بهدوءٍ رُغم تخبطات تلك الأمواج داخلها

وبنبرةٍ مشبعةٍ بالسخرية ، نَطقَ

" وماذا يهمكَ أنت؟ "

أشتاط الرجل غضباً ، وتصاعدت الدماء حتى أوداجهُ وصُدغه ، كان الشاحبُ متمرسًا بإثارةِ غضبِ هذا الماثل

" تتحدث إلى عمك أيها الوقح بهذهِ الطريقة ! "

رفع حاجبيه بدهشةٍ ممزوجةٍ بإستهزاء

" عم؟ ، أرجوك لا تُمازحني ، لستُ بمزاجٍ يسمح بذلك"



مُستهترْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن