النهاية : 9

3.4K 377 311
                                    







توسطتِ عقارِبُ الساعةِ العاشرةَ مساءً ، تزامن معها هطولُ قطراتٍ من الهتانِ محاولاً إنعاشَ قتلى الليلِ الذين حاولوا الصمود طويلاً ، نازعين أقنعتهم منتظرين طبطبةَ السَّمَاءِ المواسيةِ لهم

خلتْ شوارع ذاك الحيّ من كائنٍ كان ، كلٌ ذهب لموطنه الا أربعةٌ كانوا قد اُحتجزوا في مركزِ الشرطة تحت مُسائلةٍ حول شجارهم العنيف

ثلاثتهم قد بدت حالتهم مزريةً من كدماتٍ وانتفاخاتٍ وبهذلةِ هندامٍ ، رابعهم بدا كالمنتصر بجروحه المتوسطةِ

رمق الشرطي بنظرةٍ ملولٍ ، داعكًا شفتيه التي حملت زاويتها جرحٌ دامي ، وكدمةٌ يسار خده الشاحبِ

مكلمًا إياهُ بعد أن انتهى من البقيةِ

" يجب على وصيك المجيئُ لإخراجك"

نظر لهُ مطولًا مقطبًا حاحبيه بِـملامِحِ يأسٍ حاول إخفاءها

" قلت لك أنني في الثامنةَ عشر لذا لا أحتاجُ وصيًا!"

-" أرني هويتك "

أغمض عيناه بيأسٍ وغضب ناطقًا بصوتٍ عالٍ

" نسيتها!"

-" إذًا اتصل بوصيك."

زفر الهواء بقوةٍ مخرجًا كمًا كبيرًا
مالذي سيفعله مثلًا ؟ يتصل بعمهِ ؟ ، على جثته!
لن يكونَ هذا الشخصُ وصيًا عليهِ حتى لو كان مكتوبًا هكذا على الأوراق!

جالسٌ على كراسيّ الإنتظار ينتظر المجهول ، مالذي عليه أن يفعل؟

الوضع بدا لايطاق ، رغبةٌ عارمةٌ في لكمِ الشرطي أمامه وإلحاقهُ بالبقيةِ كانت تلوحُ في ذهنه

فتحَ قائمةَ الاسماءِ بهاتفه ، ولم يحتوي الا خمسةُ أرقامٍ لاغير

رقمُ والدهِ وكيرا والبقيةُ تخصُ عمله

أخذ يحرك إصبعه بسرعةٍ ماسحًا الشاشةَ بشكلٍ أفقيٍ مفكرًا بِـ هل يتصلُ بالطويلِ ذاك؟ ، وسرعانَ ماتراجع نافضًا رأسه بسرعةٍ

وعندما همّ بإغلاقِ هاتفهِ ، وسعَ عينيه لرقمِ كيرا والذي ضغط عليه عندما كان شاردًا ..
فُتح الخطُ وأغلقه هو مباشرةً و بورطة

مُستهترْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن