توسطتِ عقارِبُ الساعةِ العاشرةَ مساءً ، تزامن معها هطولُ قطراتٍ من الهتانِ محاولاً إنعاشَ قتلى الليلِ الذين حاولوا الصمود طويلاً ، نازعين أقنعتهم منتظرين طبطبةَ السَّمَاءِ المواسيةِ لهمخلتْ شوارع ذاك الحيّ من كائنٍ كان ، كلٌ ذهب لموطنه الا أربعةٌ كانوا قد اُحتجزوا في مركزِ الشرطة تحت مُسائلةٍ حول شجارهم العنيف
ثلاثتهم قد بدت حالتهم مزريةً من كدماتٍ وانتفاخاتٍ وبهذلةِ هندامٍ ، رابعهم بدا كالمنتصر بجروحه المتوسطةِ
رمق الشرطي بنظرةٍ ملولٍ ، داعكًا شفتيه التي حملت زاويتها جرحٌ دامي ، وكدمةٌ يسار خده الشاحبِ
مكلمًا إياهُ بعد أن انتهى من البقيةِ
" يجب على وصيك المجيئُ لإخراجك"
نظر لهُ مطولًا مقطبًا حاحبيه بِـملامِحِ يأسٍ حاول إخفاءها
" قلت لك أنني في الثامنةَ عشر لذا لا أحتاجُ وصيًا!"
-" أرني هويتك "
أغمض عيناه بيأسٍ وغضب ناطقًا بصوتٍ عالٍ
" نسيتها!"
-" إذًا اتصل بوصيك."
زفر الهواء بقوةٍ مخرجًا كمًا كبيرًا
مالذي سيفعله مثلًا ؟ يتصل بعمهِ ؟ ، على جثته!
لن يكونَ هذا الشخصُ وصيًا عليهِ حتى لو كان مكتوبًا هكذا على الأوراق!جالسٌ على كراسيّ الإنتظار ينتظر المجهول ، مالذي عليه أن يفعل؟
الوضع بدا لايطاق ، رغبةٌ عارمةٌ في لكمِ الشرطي أمامه وإلحاقهُ بالبقيةِ كانت تلوحُ في ذهنه
فتحَ قائمةَ الاسماءِ بهاتفه ، ولم يحتوي الا خمسةُ أرقامٍ لاغير
رقمُ والدهِ وكيرا والبقيةُ تخصُ عمله
أخذ يحرك إصبعه بسرعةٍ ماسحًا الشاشةَ بشكلٍ أفقيٍ مفكرًا بِـ هل يتصلُ بالطويلِ ذاك؟ ، وسرعانَ ماتراجع نافضًا رأسه بسرعةٍ
وعندما همّ بإغلاقِ هاتفهِ ، وسعَ عينيه لرقمِ كيرا والذي ضغط عليه عندما كان شاردًا ..
فُتح الخطُ وأغلقه هو مباشرةً و بورطة
أنت تقرأ
مُستهترْ
Novela Juvenilتساؤلٌ بات طريحًا في أعماقِ لُبي ، عن غرابةِ إقترابكَ من حصونِ سدي أ راضٍ أنتَ عن اقتحامِ إدلهمامٍ خاويَ الوفاضِ؟