الفصل الأول

3.5K 64 3
                                    

#قلبي_الأعرج  #مقدمة
قد يرميك القدر يوماَ في جوف الظلمات ،،، ولكنك لاتدري أن هذه الظلمات هي بداية طريقك للنور الذي سيضيء حياتك ؛ فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

#الفصل_الأول
الظلام يخيم علي المنزل إلا من ضوء خافت يخرج من غرفة خالية من الروح يسكنها الوجع واليأس💔 يتملكها حطام أنثي.
-بينما تقف في شرفة المنزل الكبير سيدة تجاوزت الستين من عمرها ينتابها الهم والحزن علي حياتها الماضية والحالية تتملكلها ذكريات سنين مضت وحادث أليم فقدت فيه جزءًا منها وشريك عمرها تركاها في وجع لاينضب.
&مشهد يرجع بها ليوم مشؤوم وهي تصرخ من ألم المخاض ويهديء من روعها زوجها وهو يقود سيارته في طريقه إلي المستشفي.
فاطمة: الحقني يامحمووووود .... بمووووت .
محمود: اهدي ياحبيبتي احنا علي وصول ... هانت خلاص.
فاطمة وهي تضع يدها أسفل بطنها: آآآآه ... بموت من الوجع ... يارب هونها عليا.
- وهنا تبكي طفلة ثلاث سنوات: ماما .... ماما ... ماما.
محمود: اهدي ياحبيبتي ... ماما كويسة ... هتجيبلك أخوكي يان...........
&وهذا آخر ماتذكرته فاطمة عندما أفاقت من غيبوبتها وهي تنظر لبطنها المنخفضة بذهول وهي تنظر إلي أخيها الواقف بجوار سريرها ومعه ممرضة ترتدي الأبيض وتنادي علي الطبيب.
-فاطمة تسأل : فين بطني ؟؟؟... طب فين ابني؟؟؟... طب رجلي في الجبس ليه؟؟؟
- أخوها يميل عليها: إهدي يافاطمة ... اهدي ياحبيبتي.
-فاطمة تكرر أسئلتها: فين محمود ياعادل ؟؟؟ فين نور؟؟؟
ينظر لها بمنتهي الأسي : استعوضي ربنا يافاطمة.
شعرت فجأة بمنتهي العجز وخافت أن تكرر الأسئلة ،،،فهناك أشياء الجهل بها رحمة من رب العالمين.
#سهام_العدل  في هذه اللحظة يدخل الطبيب : مدام فاطمة ... حضرتك إنسانة مؤمنة ومتعلمة وقدوة فلابد من الرضا بقضاء الله وقدره.
- فاطمة وهي تشعر بثقل في لسانها: أأأنا أنا مش فاهمة حاجة ...تنظر لأخيها بحسرة وقهر وكأنها تخشي الإجابات :فيه إيه ياعادل ...قولي فيه إيه ... اللي في بطني مات ... وتهبط دموعها بغزارة في صمت ... إنا لله وإنا إليه راجعون ... اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها.
وتكمل بقهر أنا راضية ومش هعترض بس اندهلي محمود ... قوله إني هادية وراضية وده إختبار من ربنا لنا ...نادي عليه ياعادل وخليه يجيب نور.
- وتنادي وهي تتلفت حولها : محمود ... محمود... نور... نور.
- يحتضنها أخيها : محمود عند اللي أحن منه عننا ... ربنا يجعله من أهل الجنة.
- ترفع رأسها له  وجهها قداختفت ملامحه من أثار البكاء : بجد أنت بتتكلم جد ياعادل ...لاء لاء قول لاء
وتصرخ : محمود.... محمووود...ثم ترمي برأسها علي الوسادة ... ثم تبتلع ريقها بصعوبة وتشعر أنها في اللاشيء ثم تستأنف والحزن يطيح بكل ذرة في كيانها : طب نور بنتي ... بنتي ياعادل تقولها وهي تتمني ألايجيب لو كانت الإجابة ستقتلها .
أجابها عادل مطمئناً : نور بخير الحمد لله خرجت من العلمليات وزال الخطر ...بس ...بس ...

₱أفاقت من ذكرياتها علي حركة مريبة في حديقة المنزل وشبه شبح يتنقل خلف الأشجار ...شعرت هذه المرأة ال قوية برعب بعض الشيء فاتجهت للمكتب وأخرجت سلاحاً حاداً واتجهت إلي الحديقة تنادي علي حارث المنزل: ياإبراهيم ... ياإبراهيم ...ياإبر.....
وفجأة تشعر بجدار خلفها يلثمها بيده وباليد الأخري يكتف يدها من الخلف ويهزها بحرفية ليسقط السلاح من يدها وقد نجح في ذلك ... رغم قصر قامتها ، حاولت جاهدة الدفاع عن نفسها ودفعه من الخلف بقدميها ولكن لامحالة .
∅تحدث هذا الشخص لتهدئتها :إيه ياست أنتي أنا مش عايزة أذيكي ...اهدى والله ماغرضي أأذيكي ...وبدأ يترك يدها ويرفع يده من علي فمها.
التفت له ونادت بصوت عالٍ: ياإبراهيم ...ياإبراهيم ...أنت يازفت.
بعد أن نظر لها: اهدي ياامي أنا مش حرامي والله ..
بدأت تتفحصه بنظرة مريبة ثم قالت بعصبية: أنا هوديك في داهية...أنا هبلغ الشرطة .
-أقسم لك بالله ياأمي أنا بس كنت بتخبي هنا بس لبعد الفجر... أرجوكي بس ساعديني أنا مش مجرم.
- أحست بوجود لغز وراء هذا الشخص ولكنها التمست الصدق في كلامه : خلاص فهمني بتتهجم علي بيتي في وقت زي ده ليه.
- أمسك يدها بتوسل : أقسم لك ياست الناس أنا .... ولم يكمل كلامه حين أحس بحركة سريعة خارج سور الحديقة ...ترك يدها فجأة واستأنف حديثه بهدوء: أرجوكِ بس ندخل وهفهمك .
نظرت له نظرة استنكار ثم أكمل : أقسم لك أنا مش مجرم ...متخافيش مني.
واجهته بيدها بقوة ودفعته في صدره : أخاف من مين ... دا أنا أوديك في داهية.
- أرجوكِ وطي صوتك أنا طمعان في كرمك بس دخليني بيتك .
رق قلبها لتوسله ولا تعلم مالعاطفة التي تجذبها له؟
- خلاص اتفضل ادخل وأشارت بيدها ناحية مدخل المنزل.
وأشار هو بأن تتقدمه .
₱جلسا سوياً بالتقابل علي كرسيين في مكتب بسيط يكسوه الطابع الكلاسيكي .
بدأت فاطمة بالكلام : وإيه اللي حدفك علي بيتي في وقت زي ده ...ومين اللي بيطاردك.
تنحنح الفتي ثم جلي حنجرته وقال متحرجاً: شيكات بدون رصيد والشرطة بتطاردني.
فغرت السيدة العجوز شفتاها من الصدمة ثم استعادت قوتها وقالت بصوت يشوبه الصدمة : نصاب !!!
اندفع الفتي قائلا: لا لا مش نصاب والله.
- أمال إيه الشيكات دي ؟؟؟
- اتنصب عليا ...هحكيلك الحكاية من أولها .
- قالت بنفاذ صبر : احكي.
- حكي بأسي: شغل والله مانصب ...أصل أنا بوزع لشركات أي حاجة يعني بلقط رزقي زي تسويق كده ... آخد منهم البضاعة وبعدين أوزعها علي التجار والمحلات بسعر الجملة ويطلع لي نسبة من الشركة ومن الزبون ...
فاطمة أ دفت بحماس : طب وإيه اللي رماك علي البلوة دي ؟؟؟
- أكمل قائلا: في مرة أخدت من شركة كمية بضاعة كبيرة ونزلت أوزعها أخدها مني تاجر كبير علي انه هيعطيني فلوس البضاعة ونسبة تخصني بجمعها في شهر بس استني يجمع لي الفلوس لتاني يوم... وأنا بما انه تاجر وله اسمه في السوق فرحت بالنسبة ووافقت ... روحت تاني يوم عمل نفسه ميعرفنيش ولا اخد مني حاجة ...اتجننت كنت بكسر له في المحل ... عماله اتجمعوا عليا ورموني بره المحل وانا معييش اللي يثبت عليه حاجة ... والشركة أخدت عليا شيكات ووصلات أمانة بضعف البضاعة ضمانا لحقها  دلوقتي اشتكوني والشرطة بتطاردني.
قامت فاطمة من مكانها واقتربت منه: عشان أنت غبي وهنا مفيش مخ وأشارت بيدها علي رأسه.
- عندك حق ياست الكل ... واديني بدفع الثمن.
- سألته فاطمة : اسمك إيه؟؟.
-مصطفي.
-فين أهلك من كل ده يامصطفي؟
- ميعرفوش حاجة ياست الكل ... احنا ٦ أولاد و ٣ بنات... وأهلي حملهم تقيل وأبويا علي المعاش.
- رق قلبها لحاله وسألته: اتعشيت يامصطفي؟
- تسلمي ياامي ملوش لزوم.
- استني هنا ثواني ورجعالك .
- اتفضلي
&خرجت من الغرفة وسارت في طرقة ونادت : عزيزة ...عزيزة .
جاءت لها سيدة تصغرها بقليل : أؤمريني ياأبلة فاطمة .
ردت فاطمة : لو سمحتي ياعزيزة جهزي عشا معايا ضيف .
ردت عزيزة بانصياع: حاضر ياأبلة فاطمة ... بس ...بس ..بس .
قلقت فاطمة : بس إيه ..
انطقي قلقتيني.
ردت عزيزة بحزن: نور ياأبلة لاراضية تاخد أدويتها ولاتتعشي .
تنهدت فاطمة بأسي سنين طويلة في حلقة مغلقة : الصبر من عند يارب.
عزيزة : احنا هنسيبها كده ياأبلة ... كده هتدخل انتكاسة تاني .
فاطمة والتفكير يملؤها : ربك هيدبرها يافاطمة ... وقد لمعت فكرة برأسها قد تحل عذاب السنين الذي عاشته.

#يتبع ... رأيكم بصراحة واللي عنده أي انتقاد بناء أنا متقبلاه ومرحبة به .
#قلبي_الأعرج
#بقلم_سهام_العدل

قلبي الأعرج حيث تعيش القصص. اكتشف الآن