3

1.6K 77 2
                                    




استفقتُ على صوتُ والدتي وهي تعاتب والدي.

ـ المفروض انته من البداية تمنعها من هالشغلة، مو تسويلها واهس و تشجعها. شفت هسه شصار؟ لو رايحه البنيه من ايدنه جان كدرت تسامح نفسك؟ اريد أعيش مرتاحه مثل باقي النسوان ما اكدر لأن بنتي و زوجي اربعه وعشرين ساعه معرضين للخطر و الموت.

اجابها والدي بصوتٍ متعب:

ـ البنيه بخير والحمد لله، تركي اللوم و هالكلام هسه. لو ادري ان اعتراضي ممكن يفيد جان اعترضت، بس بنتج من صغرها متخذه قرارها ومحد كدر يوكف بطريقها.

ـ هي تسمع كلامك، بس تصير زينه فهمها انها لازم تترك هالشغل و تشوفلها غير شي.

ـ مو وكت هالحجي، و بنتج مو صغيره حتى نقرر عنها، هاي حياتها و وظيفتها التعبت حتى وصلتلها، ما راح اتدخل و امنعها.

زفرت أمي بقلة صبر:

ـ ياربي صبرني عليهم راح يجلطوني، واحد اعند من الثاني.

قلتُ لهم بصوت مبحوح:

ـ شنو صار؟

التفتَ كلاهما إليّ بلهفة ونهضا يسرعان نحوي. أمسكت والدتي بيدي وقالت بعينين دامعتين:

ـ شصار؟ الشغل الكتلتي روحج عليه اجه ينهي حياتج لو ما لطف ربج.

خاطبها والدي قائلاً:
ـ مو وقت هالحجي.

ثم نظر إليّ و قال:٠
ـ العملية ما نجحت للأسف، العصابة و جماعة الشركة كدروا يشردون.

قلتُ بقلق:

ـ هواي تأذوا من جماعتنه؟

تردد لثانية ثم قال بأسى:

ـ خمس جرحى و ثلاثة انقتلوا، و من جماعتهم ثنين قتلى و ستة جرحى، بس اخذوا جرحاهم وياهم لذلك ما عدنه احد نحقق وياه أو نستفاد من معلوماته. أما جماعة الشركة فسهل نتعرف على قتلاهم، لذلك اكو أمل نوصل لرئيسهم.

ضغطتُ على شفتيّ بضيق، إذاً نحن الخاسر الأكبر في هذه المعركة.

قالت والدتي معاتبة:

ـ ماما هسه انتي بيا حال و تفكرين بالبقية، دشوفي نفسج الطلقة إلا شوية و توصل للرئة، ما صارلج كم ساعة من طلعتي من العملية.

قال والدي مؤيداً:

ـ أي بابا، لتفكرين بشي حالياً، ارتاحي و استعيدي صحتج و احنه نهتم بالباقي.

سألته:
ـ شوكت يصير أطلع؟

ـ تحتاجين كم يوم على ما يطيب الجرح.

ـ زين بس طمني، هانك بخير؟

أومأ برأسه:
ـ لا تشيلين همه، جان ينتظرج اثناء العملية و تطمن على صحتج يالله راح، كال بالليل يرجع يزورج.

جحيم السُلطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن