6

1.3K 66 7
                                    


****

نظرتُ إلى الرجال الذين اجتمعوا بأمرٍ من جيفري و الذي جاء زيارة إلى المدينة ليوليني مهمة القيادة من بعده.. كنتُ أعرفهم فرداً فرداً بالرغم من أنني لم ألتقي ببعضهم إلا مرة أو اثنتين و رغم أن عددهم كبير.. لكن هذه ميزتي.. أحفظ التفاصيل.. أكمل جيفري المراسيم و أقسم كل رجل ولائه لي ثم تفارقوا و بقينا أنا و جيفري و أمجد..

قال جيفري متنهداً و كأنه قد تخلص من حملٍ كبير:

ـ لا حاجة لك بأن تطلب موافقتي على أي أمر بعد اليوم.. لكن يمكنك استشارتي دائماً.. كما أنني لا أرضى بأن تقلّ زياراتك لي.. فأنت مؤنسي الوحيد بعد اعتزالي..

ـ لا تقلق.. لن يتغير شيء سوى توليي مهامك..

أومأ برأسه و أبتسم بتعبٍ بات لا يفارقه.. و يزيدني قلقاً عليه.. أشعر و كأنه يشكو من مرض.. أو أنه شارف على مفارقتي.. و هذا الشعور لا أحتمل التفكير به فكيف لو أصبح حقيقة؟..





(قبس)

كنتُ أستمع لجيمس باهتمام تام.. فهو يلقي علينا محاضرة بآخر التطورات بين عصابة قتام و عصابة المعروف بكونور.. وضح جيمس أن العداوة بين العصابتين في تفاقم.. إذ عُثر على ثلاث شاحنات قد تم تفجيرها قبل فترة و قد تبين أنهن كنَّ محملات بالأسلحة التي اُتلفت مع الانفجار.. انتابني فضول كبير بأن أسأل يحيى إن كان التفجير فعلته.. لكني أعلم بأنه لن يتحدث بشأن عمله مهما أصبحت علاقتنا متينة.. فتبقى مهننا متضاربة ولا يمكن مناقشة تفاصيلها..

بعد أن انتهى جيمس من محاضرته القصيرة تلقينا أنا و هانك مهمة جديدة فخرجنا في إحدى سيارات المكتب و لاحظتُ أن هانك التزم الصمت طيلة اليوم.. كان متصلب المعالم و بدا عليه التوتر.. فسألته بعد أن أخرجت السيارة من المرأب:
ـ ما خطبك؟ تتصرف بغرابة اليوم.

مسح على فمه و أشاح بوجهه نحو النافذة.

ـ لا شيء.

ـ قد أستطيع مساعدتك.

هزّ برأسه وقال:
ـ لا أحد يستطيع مساعدتي..

ـ إنك تقلقني..

لم يُجب.. فزادني صمته قلقاً.. يبدو أن الأمر جدي للغاية..




****

في مساء يوم السبت اتصل بي يحيى و قال حالما أجبتُه:

ـ باوعي من الشباك.

ابتسمتُ و قلت:
ـ لا تكول واكف جوه مثل العشاق؟

فأحسستُ بابتسامته و هو يجيب:
ـ باوعي..

نهضتُ من سريري لأقف عند النافذة و أبعد الستارة عنها متوقعة رؤية يحيى في الشارع.. لكن ما رأيته كان الثلج و هو يتساقط بخفة فرفرف قلبي فرحاً و هتفت:

جحيم السُلطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن