7

2.6K 96 25
                                    



****

لم أنم تلك الليلة.. بل قضيتها في التفكير و البحث عن حل للمصيبة التي أوقعتُ نفسي فيها.. كان بإمكاني تدبير الأسلحة لكونور لكنني كنت أعلم بأنه لن يكتفي بها.. بل سيظل يستغل نقطة ضعفي حتى يأتي اليوم و يسلبها مني.. لذا كنت أبحث عن حلول أخرى.. منها أن أقتله.. لكن ذلك لن ينتهي إلا بقتل عدد كبير من رجالي.. ولستُ بهذه الأنانية لأنهي حياتهم من أجل حياة تهمني.. في الساعة الخامسة فجراً اتصلت بأخي يامن.. الذي لم ألتقي به منذ فترة و الذي لا أتواصل معه بل أكتفي بمعرفة أخباره عن طريق أحد رجالي الذي يراقبه بين حينٍ و آخر.. لكنني وجدتُ بأنه لا بد من اطلاعه على قراري أول الناس.. و لضيق الوقت فإنني لم أحتمل الانتظار حتى الصباح بل أتصلت فور اتخاذ قراري.. فأجابني بصوت متعب حين أيقظته من نومه:

ـ الو؟

ـ يامن.. احتاج اشوفك.. هسه..

تلاشى التعب من صوته و قال بقلق:

ـ خير صاير شي؟

ـ من نلتقي نحجي، أشوفك بمكانه المعتاد بعد نص ساعه.

أنهيت الاتصال و خرجتُ من بيتي لأنطلق بسيارتي إلى الحديقة التي نلتقي فيها أنا و أخي عادةً، انها حديقة عادية ترتادها العوائل ليلعب أولادهم فيها، و لأنها ليست ملفتة للنظر بأي شكل من الأشكال فهي مكان مناسب للقاءاتنا.. وصلتُ قبله و جلست على الكرسي الخشبي الخاص بنا حتى حضر بوجهٍ لم يخلو من آثار النوم و شعر لم يتم تمشيطه.. لم يجلس بل سألني بقلق و هو يقف أمامي:

ـ شصاير؟

أومأتُ له بأن يجلس.. ففعل بقلة صبر و كرر سؤاله فقلت:

ـ راح اسلم نفسي.

قال بذهول:

ـ شنوو؟؟

ـ عندي مشكله... و حلها الوحيد اني اسلم نفسي..

ـ شنو من مشكله؟ كول يمكن أكدر اساعدك.

تنهدت و قلت:

ـ لو اكو الها حل ما جان اتخذت هيج قرار.

ـ يحيى حالياً أبد مو من صالحك هالخطوه، انتظرني من الكه طريقة تخففلك الحكم.

ـ لا تحمل نفسك هالمسؤولية، اني اختاريت هالطريق و اني اتحمل نتائجه.

أمسك بذراعي قائلاً:

ـ انت تعرف اني ما درست القانون بس لخاطر اكدر اوكفلك بهيج لحظة، انتظرني بس كم شهر عالاقل.

ـ عندي بس اليوم و باجر.. وراها ينقتل شخص عزيز عليه.. لازم اسلم نفسي حتى احميه..

عقد جبينه بتساؤل:

ـ منو؟

ـ مو مهم منو، المهم ان ما اريده يتضرر بسببي، ردت اشوفك خاف ما تصير فرصة نتشاوف بالمحكمه..

جحيم السُلطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن