عِشْق وِجْدَانِي

الفصل :"الاول"

كانت تمشي وهي غاضبة،شاردة في ماضيها المؤلم الذي لم يفارقها.و بسبب هذا الماضي اللعين ،لم يكن يومها يخلو من الكوابيس و الآلام. تجمعت العبارات في مقلتيها و التي جعلت عيناها الزرقاوتان تزداد لمعاً. أخذت الدموع تهطل من مقلتيها كالامطار العزيرة في فصل الشتاء حتى أصبح نظرها مشوشاً.

لم تكن تعلم ذات العيون الزرقاء وجهتها ظلت تمشي حتى فوجأت انها تتجه الى ذا العيون الرمادي الذي كان ملامحه حادة كالذئب . شعره الغزير الاسود كسواد الليل و ناعم كنعومة الفراء و البشرة الخمرية.و بالرغم من حدة ملامحه إلا انها لا تميل إلى القسوة.

كانت عيناها الزرقاء كالمحيط الهائج في ليلة عاصفة و شعرها الطويل الناعم الذي يصل الي نصف ظهرها.و مع أن خصلات شعرها السوداء ناعمة إلى أن شعرها مموج بطريقة ساحرة و فاتنة

دخلت ذات العيون الزرقاء إلى مكتب ذا العيون الرمادي غاضبة كالثور فأفاقته من شروده قائلةً:
- انت السبب يا كنان باشا...انا كنت بثق فيك اكتر من نفسي بس طلعت زيهم كلهم...بص بقى انا مش عايزا اشوفك هنا تاني
ثم صرخت هاتفة: اطلع بره شركتي و عالله ألمح ضلك هنا تاني

وقف في شرود بلا أي رد لم يكن يستوعب ما قالت... فاق من شروده على باب المكتب الذي إغلقته ذات العيون الزرقاء بقوة لتخرج كل غضبها .... و بينما كانت تتجه إلى أسفل لتخرج من الشركة كان هو يتجه اليها صارخاً :
- ايكزززززززز استني!!!
*****************************************
!!!!ستووووووووووووووووب!!!!

فركت عيناها بنعاس فهي لم تعتاد بعد على الاستيقاظ في هذا الوقت المبكر ...دلفت داخل المرحاض لتغتسل و بعد دقائق دلفت للخارج
-صباح الخير يا مامي
-صباح النور يا قلبي...يلا عشان تكلي
-لا مش جعانة انا هاروح بأه الشركة
-طيب بس خلي بالك من نفسك يا ايكز
-حاضر متقلقيش يا حبيبتي ...سلام

توجهت إلى الشركة فكان هذا أول يوم لها ...علامات التوتر بدت على وجهها ولكن كانت متلهفة لتبدأ العمل ...خطت أول خطوة لها في هذه الشركة و اخذت تسأل على مكان مكتب المدير
**************************************
اخذت هاتفها بعد أن انتهت من الفطور الشهي الذي اعدته الخادمة . ضغطت على أرقام و انتظرت حتى يجيب الطرف الآخر و بعد ثواني سمعت الطرف الآخر هاتفاً :
-الو ...ازي حضرتك يا طنط هايدي
-كويسة يا ابني ...المهم ايكز بنتي جاية الشركة النهاردة
-تنور يا طنط بس ليه؟
-ما يا ابني هيا لازم تبدأ تروح الشغل و تعتمد على نفسها انا عايزاك تديها شغلانة تليق بيها
-متقلقيش ...بس انتي قولتي اسمها ايه تاني؟
-اسمها ايكز
- ايكز ماشي ..انشاء الله افتكر اسمها
ضحكت هايدي مقهقة قائلةً: يلا سلام علشان معطلكش
-سلام
**************************************
كان يجلس بشموخ كعادته على مقعده شارداً في الأوراق التي امامه حين سمع صوت طرقات خفيفة فدخلت السكرتيرة وقالت بنبرة رقيقة
-مستر كنان في واحدة برة عايزة حضرتك....
رد عليها بصوت رجولي دون أن ينزع نظره عن الأوراق التى امامه:
-دخليها
دلفت ذات العيون الزرقاء إلى الداخل و نظرها مسلط على الأرض بخجل حتى سمعت صوته يقول:
-اتفضلي اقعدي .....انتي اكيد اللي جاية للشغل الجديد