الفصل:"الثامن"

778 15 7
                                    

الفصل:"الثامن"

تغير لون السماء الى درجات الالوان العديدة تعلن عن الشروق و الذي كان و كأنه عالم آخر يجول فيه المرء حين يتأمله،و هكذا كان حالها فهي باتت تتأمل هذا الكون الساكن منذ ان اعتادت ان تستيقظ مبكراً،كانت تتأمل لون السماء و هو يتحول من الأزرق الداكن الى الازرق الفاتح،و لكن هذه المرة هي تنظر فقط دون تأمل فعقلها شارداً.

قامت من مقعدها حين سمعت صوت اقدام خارج الغرفة،فتحت باب غرفتها بهدوء و حذر شديد كي لا يسمعها احد ثم نظرت ذات اليمين و ذات الشمال فلم تجده،قررت ان تنزل ادراجها الى الاسفل فربما قد يكون هناك و بالفعل وضعت اطراف قدمها اليمنى على الدرج و هي تتسلل الى الاسفل، حتى اتاها صوته من خلفها:-واقفة عندك بتعملي ايه؟

و حين سمعت ذاك الصوت انفزعت و استدارت بسرعة اليه و لكن تعرقلت قدميها و وقعت على الارض،ظلت تدور  على الدرج لا ارادياً حتى وقعت الى الاسفل و كان صوت انينها يزداد و هي تفرك قدمها اليمنى,و لم تمر ثواني حتى كان هو في الاسفل يجلس بجانبها ،امسك قدمها اليمنى و ظل يحركه في دوائر.
ثم قال لها و هو ينظر في عيناها العسليتان الدامعة:-
بتوجعك؟

نظرت اليه بألم و هي تحرك رأسها بمعنى نعم،ثم هم هو بالوقوف حينما علم ردها و لم تشعر بنفسها حيث كان هو يحملها ،وضع يداً اسفل ركبتيها و يداً اسفل رأسها متجهاً بها الى غرفتها.

وضعها على سريرها و دثرها جيداً ثم نزع هاتفه من جيبه و اتصل على الطبيب و اكد عليه ان يأتي سريعاً ثم اغلق الهاتف،
ظلت شاردة بضع دقائق و كان صراعها النفسي يضرخ بداخلها ان تحادثه فهي لم تتحدث معه منذ ايام و لكن مرت عليها كالشهور بل كالسنون العديدة فحنو الأخ لا يعوض ابداً،و لكن شيئاً ما بداخلها يخبرها ان لا تتحدث الآن فهذا ليس بالوقت المناسب.

و اخيراً قررت ان تحادثه و ليكن ما يكون فهي تريد ان تصالحه و رفضت ان تستمع الى ذاك الصوت الداخلي الذي يدفعها الى السكوت، فقالت بصوت هادئ و مليئ بالالم و الندم:-
كنان...هو انت مش هتكلمني خالص

انتبه لصوتها فأدار وجهه لها ثم قال :-
انتي غلطي و لازم تتحملي نتيجة غلطك

و حين سمعت ما قال ترقرقت الدموع في عينيها مجدداً لتنفجر في البكاء هاتفةً:-
انااا...انااا آسفة و الله مش هعمل كدة تاني انااا بسس....عايزاك تكلمني..و كما...

و عندما سمع بكائها لم يصمد طويلاً فهي شقيقته الوحيدة و التي كانت دائماً محببة إلى قلبه و هي مدللته، فهو يخاف عليها كثيراً ،هو بالنسبة اليها ليس فقط شقيقها بل والدها او على الاقل هو  يعتبر نفسه كذلك منذ وفاه والدهما،و يتحمل كل مسؤلياتها كأب.

جلس بجوارها و مسح عباراتها،ثم ازاح خصلة من شعرها الكستنائي من على وجهها و وضع يده على فمها لتتوقف عن الحديث هاتفاً:-
ششششش...خلاص كفاية...بطلي عياط

عِشْق وِجْدَانِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن