خاطرة بالخفاء

يتيمة

كنت اسير ذات يوم
يوم كأحد ايام الشتاء العادية
يملئه السكون
فقط هجمات الرياح من تغني بصخب
والكل يعم في النوم
كان يوماً موحشاً بارداً
غائماً
شوارع شبه فارغة
فقط الاكياس الورقية مستيقظة
تتراقص على غناء الرياح
وعزف المطر
سرت وقد تسلل البرد
بين ثنايا روحي
حتى شعرت بأن اعضائي تتجمد
ومع هذا كله فقط كنت ارتدي الكثير من الثياب
حتى لمحت جسدها النحيل
طفلة ذات عينان تسرق النظر وتخطف القلوب
مثل خضار السلام
مع شعر بخيوط ذهبية مهملة
تصافعها الرياح بقوة
كانت ملتصقة بالحائط
الذي يعود الى احد الازقة
كادت تخترقه
لتطلب الدفئ
كانت حافية الاقدام
وقد ترك الزمن اثار مخالبه على اقدامها الصغار
ترتدي بلوزة باليه
تحتضنها بشدة ولااعلم من تطلب الدفئ
البلوزة ام الطفلة
كانت وحيدة
سرت اليها بجسدي الذي قشعر من منظرها
جلست امامها فنظرت لي بخوف وكأنها قد فقدت الثقة بكل من حولها
سألتها اتشعرين بالبرد
فقالت
انا لا اشعر
لقد سرقو شعوري
منذ ان رأيت رجلاً غريب يصفع امي
ورأيت دمعة ابي الضعيفة
وهو مكبل بسلاسل حديدية
كنا نطالب بالسلام
هذا ماقالته امي وهي حزينة
فقدت شعوري
حين رأيت رصاصة حديدية
استقرت في راس ابي
وصدر امي
وزرعت ذكرها بين خلايا عقلي
انا لااشعر منذ ان اصبحت يتيمة
بلا حنان ولا سند فقد اصبحت ضعيفة
فريسة بسيطة
لكل حيوان مزيف يمثل البشرية
لسعات البرد مجرد دغدغات بريئة
اما كلام الناس فهو ظربة عنيفة
يتيمة مشردة بربرية وسوقية
كلمات يلقيها اولئك الحيوانات البشرية
انا لا اشعر .....
واغمضت عيناها
وكان وجهها ملون بصبغة بنفسجية
عندها ايقتنت بأنها ماتت ولحقت ذويها ......
فقط لانها يتيمة
(ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء)