أختنق،إنني أختنق
تبدو الدنيا باهتةً بلا ألوان،
وصَدري يخْتنق،رُوحي تختنق.
لا أقوى على وصفِ ما أَشعُر به،
كل ما أستطيعُ قولهُ أنني أختنق،
إن العالم يَخنِقُني،وروحي تَخنِقُني،
وأَلمٌ فظيعٌ يجتاحُ قلبي،ماهذا الشعور؟
وماهذا العِبءُ الثقيل؟
ما الذي ارتكبته بحقِّ هذا العالم ليعاقبني هكذا؟
ليعاقبني بهذا الشعورِ الذي يُهلِكُنيلا تنتقم مني أيها العالم فلم ارتكب جُرما،
لا تعاقبني وإن عاقبتني فلا تعاقبني هكذا،
لا تأخذ مني كل شيء،
لا تعاقبني بالوحدةِ فقد سئمتها،"لا أحد حولك" تهمس لي بهذا في كل مرة أكون بها تعيسا،وحيدا،ومحطما.
إنني وحيد،وحيد أشدَّ الوحدة،
بيد أن التخلي ليس بالمعضلة،
إننا نسأم،ونستمر في التخلي عن بعضنا،
نهجر بعضنا البعض،ونغادر تاركين فراغا
في قلوب من نغادرهم،
ويحينُ دورهم ليُترَك فراغٌ في قلوبهم كما تركوا هم فراغا،
إنه يستمر،وبلا نهاية،
إننا نعاقب بعضنا،إننا نستمر في أذية بعضنا البعض،
لقد اعتدنا على ذلك،
إننا نتبادل جرح بعضنا البعض،نتبادل اللوم ونتبادل الشتائم،لم أكن لأقولها سابقا ربما لكنني سأقولها الآن،
إن هذا العالم مُقرف،مقرف إلى حد الغثيان،إننا مقرفون ولسنا إلا نكرات،إننا نكرات نحاول جاهدين أن لا نكون كذلك،سحقا لكل شيء،
سحقا للذين جرحونا وسحقا لهذا العالم،
ربما لم أجرح أحدهم من قبل وربما فعلت،
لكنني لا أريد أن أكون كذلك،أخشى بعد وقت ليس بطويل أن أغدو مثلهم،أولئك الذين هجروني قد اختاروا ابشع الطرق لفعل ذلك،واستمر الأمر حتى بعد هجرانهم،سحقا لهم،لست آبه بأحد،
لست آبه إلا بنفسي،هكذا كان من المفترض
أن أكون،منذ البداية.ربما الأنانية ليست خلقا حميدا لكنني لا اكترث طالما أنها ستحميني،إنني أتفهم الآن لمَ هذا العالم يعج بالمجرمين والمتوحشين،إنهم نتاج كل هذا،إنهم ينتمون إلى هذا العالم لأن هذه هي حقيقته،إن هذا العالم بغيض وسيظل دوما كذلك،كم أكره هذا العالم الآن وكم أتمنى زواله وكأنه لم يكن،كم أكره كل هؤلاء البغيضين حولي،
هؤلاء المنافقين والحمقى يعج بهم العالم.إنني تعيس،ولا أهتم إن كنت قد بالغت فهذه هي حقيقة العالم مهما أصررت على الإنكار ستجد دوما الزاوية التي أنظر منها قريبة منك،ستجد دوما خطايا هذا العالم تحيط بك،وحينها ستتذكر هذا الكلام جيدا جدا،
ستتذكر أن عالمنا ليس إلا عالماً بغيضاً.
كُتبت في ٢٣/٦/٢٠١٩
أنت تقرأ
رسائل لا تصل
No Ficciónالنسيان لا يجرُّ معه سوى الذكريات الحُلوة ، ويُبقي خلفه أطناناً من الذكريات الموجعه تستهلك أرواحنا ببطء. ملاحظة: ليست كل الرسائل في هذا الكتاب موجهه للشخص ذاته بل هو كتاب جمعت فيه كل الرسائل التي كتبتها لصديق، لنفسي، وللعالم.