chapitre 16:

828 54 18
                                    

ساعة لم تكن تنجز الا عملها,متحولة ثارتا لجحيم طارد اللاعبين في اسوء كوابيسهم ,و ثارتا اخرى لراحة استحضرت الصبر حتى نفاده ,لتبدأ مهمة الجحيم مجددا ...و عقارب الساعة في هده اللحظة اعتبرت اكثر شيء درفت الدموع رضيانا عنه,فان كان العقرب الصغير مؤشرا للثانية صباحا ,و الاكبر حجما صارخا بخمسة و اربعين دقيقة ,فان صوت مالك العرش لم يعتبر الا التاكيد الموثق عن اكتمال الاربع و العشرين ساعة المحددة للحكم...وسط الممر المكتض، اصوات الفرح انسجمت مع حركات عناق تدفقت معها دموع النجاح ,دماء اختلطت بالعرق ,اصوات سيارات الاسعاف سمعت قادمة ...لكن لا احد اهتم, لا احد توقف متسائلا عن دور هده السيارات ان كان هدف اللعبة موتهم , الكل سارع راكضا لغرفته غير آبه استفسار الطبيب عن جروحه, غير مدرك للفرصة الخاطية امام كيانه في التواصل مع العالم الخارجي, فئران كان تشبيههم المجازي في عقول الاطباء ...جيش من الاطباء مر امام سوكجين الدي لم يتوقف لوهلة عن التفكير في رئيس العصابة , خطى للامام زافرا,متظاهرا الامبالات...ليعود خطوة مقتنعا بالمبالات , و كاي رجل يضع كرامته امام انفه , هو اكتفى بدل الاطباء عن موقع السطح ،فكما يقال :" لن تندم بآداء الخير مقابل الشر "....و هذه العبارة كانت وحدها العماد المعتمد في إنقاد نامجون....أو ربما لأن ضميره لا زال يصرخ عليه بإنقاد أخيه..لا أحد يعلم ، حتى هو لم يكن يعلم ، مزيحا هذه الأفكار التي لم تعتبرها إلا المشوش على ذهنه ، هو أراد الإتجاه لغرفته، لكن أقدامه المثالية يبدوا أنها غير موافقة... تاركا أولوية القيادةلخطواته المتزنة, هو باشر التقدم مستكشفا سجنه , هدا السجن الدي قطف أرواح الملايين كما تقطف الأزهار من الحديقة العامة, عجوز خرف ,نطق تحت أنفاسه المتقطعة بعد أن رأى الأحشاء المتفرقة ,الحيطان الملطخة , لون أصبح يعافه بعد هده التجربة السعيدة ,ولم يكن هدا اللون الا الأحمر....أحمر قاتم... يسير تحت الكمرات التي ترصد كل تحركاته، فكرة العجوز يراقبه قد إستولت على باله ، نحن اللعب و هو الطفل الذي يكسرها...و كم كان خاطئا في توقعه بأن صاحب العرش كان وراء شاشاته يراقب حالتهم ...نمل مسحوق على واجهة الأرض  بدى مصيرهم ....لكن العجوز لم يكن خلف شاشاته...هو كان وسط المدرسة..وكالمعجزت وسط هدا الكابوس, جسد صاحب العرش قد ظهر أمامه ,أمام مقلتيه كان يتحرك دلك الجسد بخطوات متفاخرة ,جاهلا وجود المحقق خلف ظهره ,أو على الأقل هدا ما ظنه سوكجين ,يسير متقدما وسط الجثث,طريقه مستقيم فان وجد بشرا ميتا على طريقه يخطوا فوقه ,إنه الشيطان بعينه ,شيطان يرتدي زيا أبيض...و كأي محقق وضعت الفرصة أمام عينيه , هو لن يتركها تفلت..فقد باشرت خطواته تلاحق الاخر بكل صمت و خفاء استطاع جسده تَصَنُعَه .....
........................................................................

وسط دلك الممر الفارغ ,وقفت حيطان سُبغت بدم إسود لونه,حُفرت بخدوش أظافر أزالت جمالها السابق , لو كان باستطاعت الحيطان الصراخ لبكت , لازالت دندنات كوك حاضرة,دندنات بطيئة طمأنة البشر ,معلنة عن نبضات قلبه الخفيفة ...تنفسه إنخفض مع إنخفاض صوته ...صوت بح ...وسط أرضية الممر استلقى جسده بكل راحة ,وسط أرضية المدرسة لازالت أعينه مفتوحة تحدق بالسقف الأبيض أعلاه , وسط الأرضية تفرقت شفاه المغني تاركةً الدماء تسيل من ثغره ,لتُرسم إبتسامته الجانبية ...لا أحد منهم هُزم , تعادل لو صح القول ..., صوت سيارات الاسعاف بدا للحظة أبعد بكثير , أغمض أعينه بكل بطئ مستمتعا بأنفاس الأخر المستلقي الأرضا مقابلا له ، لو صح القول كانت وضعيتهما "وجها لوجه " أو ربما جسدا لجسد؟ , الآخر غرقت خصلاته الوردية في دم لم يكن خاصته و لا خاصة جيون، و كالحقيقة العلمية ,حقيقة غير قابلة للمجادلة ,قد أيقن الطريحَيْنِ أرضا أن كلمة صديق ستصبح العلاقة بينهما...ياللغرابة,تعبير"صديق" قد تتعتبر آخر الأشياء التي قد تنادي بها بشرا قد طرز جسدك بالجروح , لكن هدا حقا لم يكن منطقهما , فان كان الأمر كدلك لما سمعت في منتصف أنفاسهما المنخفضة , أمام أعينهما المغمضة ,في قلب بركة دمائهما ,حروفا تخرج من بين شفتيهما بكل رضا قد تعبر عنه نفس العاقل :
-جيون جنغكوك
- بارك جيمين
صمت دام عدت دقائق بين الاثنين لتقاطعها دندنات جيون المتكررة و المنصت لم يكن الا جيمين , جو هادئ استقر بينهما و هو حقا لم يُوَالِم حالة أبدانهما المتوعكة , صوت حداء سُمع ارتطامه بالأرض لم يجدب انتباههما فهو قد أخد هيئة اللحن لصوت كوك ولم يزد الا جمال المقطوعة المسموعة من طرف الوردي , خطوات هدا القادم ناحيتهما لم تكلفهما حتى عناء فتح تلك الأعين المظلمة ......أُظْلِمت بقساوت الحياة ...فالمشهد القادم كان غريب،أو غير متوقع ،ربما؟...فكتلك الأفلام الغامضة ، أحداث قد تصور فيها غير مفهومة ، قد يستنتج ذلك المشاهد ، أحداث لم يكن لها دور ربما يقول بنفسه بعد إنتهاء مشاهدة هذا الفلم ، هذه العبارة الفارغة بالداة كانت تنطبق على ما كان يشاهده جين، فالعجوز لم يمنع نفسه من الوقوف بمنتصف المختل و المغني ، محدقا بهما ، حروف الخبث خانة إبتسامته الشبه بريئة ، ينقل يديه إلى جيب سترته العلوي ، جيب صمم فيها خصيصا ليحمل وردةً سوداء ، سوداء كقلب مالك العرش، ممسكا بتلك الوردة هو إنحنى واضعا إياها بالمنتصف، محدقا باللون الأحمر الذي إنضم لسوادها ...منظر رائع، رائع لا تفسير له ، و لا تفسير لما يدور برأس العجوز، لما قد يضع تلك السوداء بين أجساد مغمية عنها ؟ لا أحد يملك الجواب ، أدار ظهره مبتسما بمكر متجها إلى حيث غرف اللاعبين...باحثا عن الجوكر الفائز  ....فكما لا أحد  يعلم ، "العجوز ليس إلا الخدعة في لعبة شطرنج."
........................................................................
PDV jin:
3:17 لا زالت خطواتي تتبع خاصة ذو السترة البيضاء ، لم يتوقف و لو لوهلة بعد حادث الوردة ، هل هو حتى عجوز ؟ ...لكن و بعد كل هذا الوقت ، تصرفاته فضحت معرفته  لخطواتي الملاحقة و عقلي  المتساءل، و أنا لا زلت مترددا في العودة لنجدة ذلك المختل الوردي أو تركه للتهلكة ...معلنا عن نفسي بعد كل محاولات إخفائه ، فما الفائدة .كأنك تكذب على شخص له علم بالحقيقة ،و لذلك و بكل ثقة تقدم جسدي ، فلم تعد الخطوات الفاصلة بيني و بينه إلا قليلة ، خمس خطوات على الأغلب، لتتوقف حركته ، فجأة أدار رأسه لليسار...إن كان هناك تشبيه لحركته ، لإن وصفته بالرجل الآلي ، هل هو حتى إنسان ؟.... ،  تقدم نحو الجالس أرضا....جالس مقنع، تقدم نحو v .. واقف أمام نائمٍ مستند على الجدار، غرته السوداء منسدلة على قناعه ، مغطية أعينه التي لم يظهر منها سابقا أي شيء للأعين الفضولية المحدقة بكيانه كلما تقدم ماشيا..بأعينه المملوءة تجاعيدا ، هو إكتفى بمراقبة النائم ، رافعا يده برفق ، مقربا إياها للقناع المشقوق، لامسه بكل رفق لن يستيقظ له الشخص ... وأنا لم أكن إلا مشاهدا بلا دور قد أثارته تصرفات عجوز، متلهفا لما سيقوم به ، لم أتوقع تحرك يد الذي سبق وظننته نائما ، ممسكة بكوع مالك العرش بكل حزم ، أعين العجوز إنتقلت محدقة بخاصة الجالس ، و لا أعلم إن كان حقا ينظر لبؤبئ الآخر أم أنه منغمس فقط في الثقب العميقة، بثيابه السوداء بدى هادئا و الآخر بخاصته البيضاء بدى شيطانا...إبتسامة لم تفارق محيا صاحب التجاعيد ، ليقترب بكل بطئ من أذن الآخر  ...و هنا لمحت شيءا، هنا رأيت البطاقة بأيدي ذو اللباس الأسود ، هنا أدركت أنها بطاقة الجوكر..إنحنى العجوز مقتربا من أذن الآخر ، فاتحا فمه هو نطق  ولم يهمس، تاركا فرصتي لسماعه ، ويالي سعادتي حين كانت لغة حديثه الكورية:
-"أنت جوكر ....
لن تخضع للحكم القادم ...
أنا لست مالك العرش "
...عبارته ،...عبارته غريبة ...فإن لم يكن مالك العرش ، فمن هذا الذي يطلق أحكامه؟من هذا الذي يسيرنا ؟من هذا الذي يحبسنا ؟....هل نحن حتى أحياء هنا ؟..
-"أنت بائس.."
جلطة قلبية لا بد أنها أصابتني في تلك اللحظات ، رافعا أعيني ..وجهه أمام وجهي ، أعينه كالقطة تدقق بأعيني..مبتسم لازال حاله..كيف حدث هذا ...لقد كان واقفا هناك و..و ها..ها هو؟ ..إبتعد مديرا ظهره ، راجعا من حيث أتى ...هذا مرعب ، الوجه المقنع كان ينظر تجاهي ، وخلف ما يخفي وجهه ، أنا متأكد أنه لا تعبيرا قد إحتل وجهه....
"-إنتظ..."
لم أكمل حتى كلمتي ليدير ظهره ، ممسكا بمقبض الباب ، ذاخلا غرفته .....يالحظي..متعب من كل هذا الهراء قصدت غرفتي ....لابد لي من التفكير مطولا
........................................................................
-"أمي؟"
-"همم؟"
-"أنا مالك العرش"

مدرسة شيرانشو(Vmin)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن