الفصل الثالث

7.1K 144 5
                                    

عشق... أم كره و انتقام
الفصل الثالث
بقصر الشامي ..
جلست لميس بغرفتها أعلى القصر على أريكة منفردة جوار النافذة ..تتأمل الحديقة تحتها بأعين شاردة ..
و أمامها كانت طاولة زجاجية صغيرة مزخرفة فاخرة استقر أعلاها صينية شاي مع كوب ممتلئ ..و حاسوب شخصي ..
كانت في دنيا أخرى ..بعالم آخر منفصل تماما عن الواقع..تتذكر آسر حبيبها و زوجها ..أملها ..عشقها الذي قدمت لأجله كل ما تمتلك يوما ما ..
حب عمرها الذي خذلها و رماها لنيران الدنيا و جحيم طغاتها غير آبه لها ..و لا مهتم لما سيحصل لها!!
أغمضت عينيها بألم كبير و دموع متحجرة تأبى الخرووج ..لا كان و لا عاش بعد ذاك الذي ينزل دمعة من عيون "صاحبة السمو "..
و مرة أخرى عصفت بها الذكريات ..و لكن هذه المرة ..ذهبت بها ذاكرتها لكلامه الجارح يومها ..اليوم المشؤوم الذي قلب حياتها و حياة بنات عمها رأسا على عقب و عشش بها فكرة الانتقام ..
لتستقر عميقا في روحها  و صدمة عمرها به و بخذلانه لها و شكه الفوري فيها..
حينها ..!!
أدركت أنها لم تمثل شيئا في حياته يوما ما ..و لا أي شيء !!

فلاش باك •••

لميس بدموع تغرق وجهها و صوت مترجي يائس فاقد للآمال : آسر ..لا تقل لي أنك تصدقهم أرجووووك .." شهقت بألم " أنت لن تتركني صحيح ..لن تفعل ذلك ..
كان يقف أمامها بكل هيبته و قوته و جبروته الذي يخضع خصمه أيا كان إليه ..
لم ينظر لها ..لم يلتفت لها ..لم يسمعها بل لم يعطي لها فرصة الدفاع عن نفسها أصلا ..
فقط عيناه العسلية الفاتحة موجهة لها ..
بكت بحرقة و هي ترى نظراته الجامدة القاسية ..و تعابير وجهه التي صارت أقسى من برودة الجلييييد ..
لميس بصوت باكي يقطع نياط القلب : تكللللم قل شيئا قل أنك تصدقني ..قل أنك تثق بييييي
سقطت أرضا على ركبتيها باكية بحرقة و ألم ..كل ذلك و هو مركز نظره للفراغ أمامه ..و ملامحه نفسها قاسية ..باردة كالثلج ..
اقترب منها قليلا و ركع لجوارها و أمسكها من كتفيها..
لترفع وجهها المبلل بدموعها إليه بفرحة ..ضنت أنه صدقها حقا !!
لتتحطم نفسها و تسحق مشاعرها كلها و يفرغ الهواء من رأئتيها و هي تسمع صوته المتجمد يردد بهمس قاسي بأذنها : أنت مجرد حقيرة أوقعتني بشباكها لتتنعم بأموالي ..
رددت كلماته كالسم تحفر عقلها رويدا رويدا ..
حقيرة ..!! من ..أنا ..!!!
ضغط على خصرها لتتألم بشدة و صدماتها تتزايد مع وقع كلماته التي كانت كالصاعقة عليها :
مجرد بنت رخيصة رمت نفسها علي لا لشيء إلا لأنها أرادت مركزي و قوتي ..
أنت انتهيت يا لميس ..لم يجرأ أحد قبلك على اللعب بي كما فعلت أنت ..
ضغط على أسنانه بغضب أعمى و هي تشعر بانهيارها على الأبواب ..

رخيييييصة ..أنا رخيصة ..تساقطت دموعها تباعا مع دوي هذه الكلمة على قلبها ..ليجعله ظلام حالكا بشدة ..
أ يقول عنها رخيصة ..رخييييصة ..رخيصة ..!!!
رددت بهمس مرير على مسامعه : ليتك قتلتني قبل أن تقتلني كلماتك يا آسر ..

و الآخر لم يهتم أبدا بهمسها و لم يرحمها بكلاماته المسممة :
صدقيني سأجعلك تتمنين الموت و لا تجدينه.. لن أرحمك يا لميس ..لن أرحمك ..اللعنة على قلبي الذي أحبك ..
صرخ بآخر جملة بقهر مكبوت و غضب عاصف ليرميها على الطاولة جواره و هو يتنفس بسرعة و عنف ..
لن تنسى يوما كمية الألم الذي شعرت به و هي تصطدم بالطاولة الزجاجية لتحطمها لأشلاء فتشعر أنها اخترقت جسدها بقسوة ..
  و تختلط بها دمائها ..ألم سحق كل حواسها لتغور الجراح عميقا بظهرها و لم يتأثر هو بدمائها قط !!

عشق... أم كره و انتقام بقلم زينب رابححيث تعيش القصص. اكتشف الآن