d

172 8 0
                                    

خرجت من تلك المنطقة بسرعة ..
اتجهت صوب الطريق المؤدي الى العاصمة الرياض ....
بحر من الاسئلة تعصف في رأسي ...
مالذي يحدث ؟؟
أي مصير بات مكتوب لي ؟؟
أسترجعت شريط حياتي البائس والمرير ..
كانت محاولة مني لشحذ أي نقطة او فعلة قد ارتكبتها طوال عمري حتى تتحول حياتي الى هذا الجزء من الخوف..
كانت الاسئلة لاتتوقف ..
والبحث عن الاجابات يزداد ..

الان ...
نعم هذه اللحظة ..
من أنا ؟؟
ماذا يحدث لي ؟؟
خلال ساعات فقدت صديقي ..
ثم لم أكد أكتشف حقيقته هو وذلك اللص ...
ألا وأفقد والده ....

بدوت أكثر شرودا والسيارة تقطع الطريق بسرعة جنونية خلقها الخوف ..
كنت مازلت أتساءل وأحلل ..
من هم الذين قال والد ناصر أنهم عادوا ؟؟
كيف عادوا ؟؟
وأين كانوا حتى يعودون ؟؟
نعم قال عادوا بعد 14 سنة ؟؟
ماسر هذا الرقم الذي يتكرر منذ بداية هذه الاحداث ؟؟

بدأ صداع رهيب يطغى على وسط رأسي ..

ثم .....
لاحظت شي غريب ...
هناك سيارة تتبعني ...
كانت سيارة الشرطة ...
كان قائدها يطلب مني بوضوح التوقف ...
لم يكن بنيتي التوقف ..
ولكنه كان يلح علي بالتوقف ..
أستسلمت لهذا الامر ..
أبطيت من سرعة السيارة ..
توقفت جانبا ...
لم أتحرك من مكاني ...
كنت أراقب في المرأة الداخلية تحركات ذلك الشرطي ...
ترجل من سيارته تاركا صديقه ..
كنت اراقبهم بوضوح يخالطه شك ..
واصل السير نحوي ...
كان حذرا جدا ...

أخفض رأسه قليلا ...
وقال لي : مساء الخير ...
لاحظ شحوبي وخوفي فواصل متسائلا ....
هل كنت تحاول الطيران ؟؟
أنت تجاوزت السرعة المسموحة بفارق كبير ...

لم أجب وأكتفيت بالتحديق فيه ...
طلب مني أوراق ثبوتيات التحقق من شخصيتي ومن السيارة ..

كان هذا الطلب بمثابة الصاعقة التي هوت علي ...
السيارة وملكيتها تعود لوالد ناصر ...
والرجل الان في عداد المفقودين ...
وسيارتي تقف عند منزله ...

أخ ...
كيف تناسيت هذا الامر ؟؟
هذه الورطة التي تناسيتها ...
أنا الان أقود سيارة رجل ربما يكون ميت الان ...
وموته سيكون متوافق مع وقت قيادتي لهذه السيارة ...

قاطع تساؤلتي رجل الشرطة بقوله ...
ألا تفهم ماقلت ...

خطرت ببالي فكرة معينة ..
فأستطردت قائلا : أنا في طريقي الى الرياض قادما من الخرج ..
كان لدينا حالة وفاة لاحد الاقارب ..
وانا الان في طريقي الى الرياض لاحضار بقية ذوي المتوفي ..
وهم لايعلمون بوفاة ذويهم وانا المكلف باحضارهم وهذه السيارة هي لاحد الجيران في الحي ...
و ...

شعرت بتعاطف ذلك الشرطي نحوي وهو يقاطعني قائلا :
انتظر دقيقة فقط ....

كان من الواضح انه ذهب ليتأكد عبر جهازه اللاسلكي من احتمالية كون السيارة مسروقة ..
مضت 7 دقائق عاد بعدها ذلك الشرطي ...
كان متعجلا قليلا ...
أبتسم لي أبتسامة صفراء ...
وواساني ببعض العبارات ثم قال لي : تستطيع الذهاب ..
ولكن كن حذرا ...
أنطلقت فورا ...
وبدون توقف ...

وفي الجانب الاخر ...
عاد الشرطي الى سيارته ....
همس الى صديقه الذي يقود سيارة الشرطة وقال : أتبعه ولاتجعله يغيب عن نظرك ولكن بدون أن يشعر بنا ...
سأله زميله بأستغراب : لماذا مالذي حصل ...
رد وقال : ذلك الشاب لديه سر غريب ...
فهيئته كانت مريبة ...
وحالته مزرية ..
والغريب والغامض ..
أن السيارة التي يقودها ليست مسجلة أصلا بسجلات المرور ...
ولاوجود لها في أي جهاز حكومي ..!!

####

كنت أنا أجوب شوارع العاصمة متجها الى صديقي المسن ...
نعم ...
أبا سعيد هو الحل ...
وأبا سعيد رجل كبير وقور ..
عاش حياته مكافحا ...
تناسى نفسه حتى بدأ يرى أن قطار الزواج فاته وأصبح عجوزا عليه ...
عندما رأني أبا سعيد ...
أحتضنني ...
كان يقول أنني أبنه ...
بكيت بين أحضانه بحرارة ...
حكيت له القصة ...
بدأ غير مصدق ...
ولكنه كان يجاملني كثيرا ...

قال لي : أنني مخطئ بتركي والد ناصر هناك ...

طلب مني أن نتجه نحو بيت والد ناصر
عل الاجابات وحل هذه الاسرار تبدأ من هناك .. ...
وماهي الا دقائق ونحن نطرق باب منزل والد ناصر ..
كانت سيارتي تقف امام المنزل تماما كما تركناها انا ووالد ناصر ..
أتتني الاجابة سريعة هذه المرة بعكس سابقتها ...
كانت والدة ناصر ...
طلبنا منها فتح الباب ...
ووقفنا خلفه ..
نظرت الى أبا سعيد ونظر لي ...
وأشار لي بعينه في دلالة لدفعي الى بداية الحديث ..
بادرت والدة ناصر بالحديث ...
قلت : ياأم ناصر ...
أنتي تعلمين مقدار حبي لناصر ووالده ..
ولكن ...
بدأ القلق عليها ...
قالت : والد ناصر هل حصل له شي ؟؟
تبادلنا أنا وأبا سعيد النظرات ..
لماذا لم تتساءل عن ناصر ؟؟
هل لأنها تعلم شيئا عنه ...
قاطعت تساؤلاتي بقولها : عبدالرحمن أصدقني القول !!
أين والد ناصر ...
لم أكن أكترث هذه المرة لها أو لما قد يصيبها ..
وربما مامريت به هذه الليلة قد خلق فيني هذا الشعور ...
بدأت أسرد عليها القصة ...
كانت تنتحب ...
كانت دموعها تختلط بحرارة مع نياحها ...
ثم قالت : كان يعلم أنهم لن يتركوه ...
حاولوا حرقه ...
بيتنا السابق أشعلوا فيه النيران أكثر من 20 مرة ...
كان الله يحفظنا في كل مرة ..

كانت والدة ناصر تتحدث كمن كانت تنتظروقوع مثل هذا الشي ...
أستوقفتها قائلا : أم ناصر ..
قالت بعصيبة : أنا لست أمه ...
هو السبب ...
هو من دمر حياتنا ...
هو وذلك الكتاب ..
أنهم يريدون الكتاب ...
ماذنب ذلك المسكين زوجي ...
وعادت للبكاء من جديد ...

نظر الي أبا سعيد كثيرا ثم قال : أي كتاب ياام ناصر ؟؟
كانت ماتزال تبكي ..
ثم توقفت فجأة وعادت للصراخ : قلت لك اني لست امه ..

كرر أبا سعيد سؤاله بعصيبة مخيفة هذه المرة ...
أي كتاب ياام ناصر ؟؟

لم تجب علينا ...
بل تحولت من البكاء الى الضحك ...
كانت تضحك بهستيرية ...
كانت ضحكاتها مخيفة ...
ثم سقطت ...
سقطت مغشية ...
وبدون مقدمات ...

جوال المرأة الميتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن