f

150 9 0
                                    

__________________________________________________ __
** حقيقة
__________________________________________________ __

كان الشيخ سلمان يحاول مواساتي والتخفيف علي ...
ثم التفت ابا سعيد الى الشيخ سلمان وقال : سأرافقه ..
ودار بينهما جدال ...
فالشيخ سلمان كان حتما يعلم أشياء نجهلها نحن ..
يعلم ماسيحدث لمن يرافقني ..
لذلك حتما سأذهب وحدي ..
نعم ...
" سأذهب لوحدي " ..
قاطعت جدالهم بهذه العبارة ..

تركتهم وهم ينظرون لي ..
مندهشين ..
ومتعاطفين ..
كانوا فقط يدعون ..
ويرجون الله أن تنتهي هذه الحادثة بخير ...

#####


غادرت منزل والد ناصر ..
أتجهت صوب سيارتي ..
كانت كما تركتها انا وابو ناصر قبل اتجاهنا لتلك المنطقة واختفاءه ..
ادرت المحرك ..
كان كل شي فيها كما هو ..
حتى ذلك الجوال الخاص بتلك الميتة كان كما هو ..
أنطلقت بسرعة ..
تجاوزت تلك الشوارع المزدحمة وأتجهت الى الطريق السريع المؤدي الى تلك المنطقة ..
وصلت بداية تلك الطريق المهجورة ..
كانت هناك سيارة تتبعني من بعيد ..
كانت بعيدة بدرجة لم تمكنني من معرفة هويتها ..
الحقيقة تلك السيارة رغم انها كانت تتبعني الا اني كنت اشعر بالطمأنينة أكثر ..
كيف لا ...
وهناك على الاقل من يرافقني في هذه المنطقة المهجورة ..
كنت أقترب من تلك المزرعة المهجورة ..
وتساءلت : هل أتوقف للبحث عند تلك المقبرة ؟؟
أم أواصل حتى تلك المزرعة المهجورة علني أجد ماقد يساعدني هناك ..
وبينما أنا غارق في هذه الاختيارات والتساؤلات ...
حدثت مفاجأة من العيار الثقيل ...
كان هاتف تلك الميتة يطلق نغمة أرعبتني ...
نغمة معروفة لكل مستخدمي الجوالات عامة ..
نغمة تعلن عن تلقي رسالة ...
نعم رسالة نصية ...

أوقفت السيارة فورا بحركة لاارادية ...
لم ألمس ذلك الجوال وهو يردد تلك النغمة ..
فقط كنت أتساءل ...
كيف يعمل هذا الجوال ؟؟
تلك القطعة النحاسية التي توضع بداخله ليتدفق وينبض فيه الارسال غير موجودة ..
أي سحر هذا ؟؟
مزيج من الخوف والتردد والفضول كانت تمتزج بداخلي ...
وكانت النصرة للأخير ..
نعم الفضول ..
ألتقطت الجهاز ..
وفتحته ..
وصدق ظني ..
كانت رسالة نصية ..
رسالة كانت تنظر القراءة ..
وكانت من رقم واحد ..
رقم معروف جدا ..
أنه اللص ..
علي ..
سائق الاسعاف ..


#######


كانت الرسالة غامضة ..
فقط كانت تحوي عبارة واحدة ورقمين ..
كانت الرسالة تقول ..
" المقبرة 14 " !!
أندهشت كثيرا ...
مالذي تعنيه هذه الرسالة ؟؟
كان يساورني شك أن مرسل هذه الرسالة هو من يطلب الكتاب ..
ورسالته هذه كانت مساعدة منه لي ..
كانت أشبه بالمفتاح ..
ولكن ؟؟
أين القفل ؟؟
نعم أين القفل حتى يمكنني أستخدام هذا الحل ..
المقبرة تلك كبيرة ..
كيف سأجد ذلك الكتاب ؟؟
كانت تساؤلاتي تلك تبدو بلا نهاية ..
صرت أشعر وكأن أطرافي بلا حراك ..
وكأنها ترفض الاستمرار في هذا الرعب ..
الان فقط عرفت أن تلك المعلومة التي قرأتها في تلك المجلة صحيحة ..
المعلومة كانت تقول :
أنه كلما أزداد المرء حيرة وغموض صار أقرب الى الشلل النصفي **
____________________________________________
**حقيقة علمية____________________________________________
أقسم أنني أشعر وكأنني مشلول تماما ..
كنت ماازال اسير ...
تجاوزت تلك المقبرة ..
لااعلم لماذا كنت اتعمد تجاوزها ..
كنت امني نفسي بالذهاب الى تلك المزرعة المهجورة على أمل أن أجد والد ناصر ..
أو ناصر ..
أو حتى اللص علي ..
رغم صعوبة الموقف عند مواجهتهم الا انني افضل صحبة احدهم على البقاء وحيدا هكذا ..
عدت للنظر حولي ...
أترقب تلك المزرعة من بعيد ..
ثم ...
ماهذا ؟؟

غير معقول !!
كانت الاضاءة الخاصة بالوقود مضيئة ..
وأضاءتها كانت تعلن قرب نفاذ الوقود من سيارتي ..
كيف يحدث ذلك ؟؟
لقد تزودت قبل وصولي الى هذه المنطقة بالوقود ..
كيف يحدث هذا ؟؟
واصلت السير حتى توقفت تماما أمام تلك المزرعة المهجورة ..
كانت تماما كما هي ..
البوابة الرئيسية مفتوحة ..
ترددت كثيرا في الدخول ..
في تلك اللحظة كانت هناك رائحة وقود واضحة ..
كانت قوية جدا ..
بدأت بالدوران حول سيارتي ..
وفعلا ..
وجدت ماكنت أخشاه ..
شخص ما عبث بخزان الوقود ..
كان مثقوبا ..
شخص ما تعمد ذلك ..
شخص كان قد تعمد أن يثقب الخزان بطريقة ذكية ..
طريقة تضمن عدم خروجي من هنا ....
على الاقل .....


جوال المرأة الميتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن