الفصل الثامن : أحب غيرك

2K 69 1
                                    

جرت بسمه على غرفتها وهي تبكي واغلقت الباب وأسندت ظهرها عليه .. وسمعت عبد الله وهو ينادي عليها ويجري خلفها حتى توقف أمام الغرفة ومن خلف الباب هتف : بسمة .. افتحي الباب .
ازداد انهمار الدموع من عينيها ولم ترد
ناداها بصوت مخنوق : أرجوك .. حبيبتي افتحي الباب .
ازداد بكائها وهي تسمعه يناديها بالكلمة التي حلمت بسماعها منه ولكن متى ؟؟
سمع عبد الله صوت بكاءها من خلف الباب
وهتف : أرجوك بسمة توقفي.
صرخت من خلف الباب : لست بسمة .. ألا تفهم .. أنا لا أعلم من أنا..لذا لا تناديني بسمة .
هتف : حسنا .. سأناديك حبيبتي .. هذا ما أشعر به.. هذا ما أريدك أن تكونيه في حياتي.
كانت تتحدث وتبكي في نفس الوقت وقلبه يتألم لعدم قدرته على مواساتها ..
وهتفت : وحتى هذا ليس من حقنا .. حتى أعلم من أنا
تألم لقولها : أرجوك افتحي لتحدث معا .
.. ارجوك .
هتفت : أرجوك انت يا عبد الله.. اتركني الآن ... لا أستطيع التحدث الآن .. أرجوك .. دعني بمفردي.
طالبها: سأدعك أن وعدتني ان تتوقفي عن البكاء... انت تعلمين كم تؤلمني دموعك .. هل ستفعلين ؟! |
تنهدت ومسحت دموعها بيديها وهتفت : حسنا سأفعل .
........ وبعد مرور أسبوع على ذلك اليوم
جلست سكينة بجانب بسمة على سريرها واحتضنتها و مررت يدها على شعرها في حنان .. نظرت لها بسمة في امتنان
وهتفت : أنت أروع صديقة في الكون .. شكرا لك.
داعبتها سكينة : وهل هناك شكر بين الأصدقاء.
ابتسمت بسمة.. وتابعت سكينة : ألم يحن الوقت لتعودي كما كنت ؟ مر أسبوع الآن وانت تحبسين نفسك في غرفتك ..لا تريدين ملاقاة عبد الله.. انظري كيف صرتِ .. كيف نحفت وذبلت.
وتابعت : وحال عبد الله مثلك وأسوأ ..
لم يعد يجلس معنا وصار يعمل ٢٤ ساعة
لم نعد نراه الا وهو ذاهب للعمل أو عائد منه ليلا..وحبس نفسه هو الآخر في غرفته..
انسابت الدموع من عينيها وقالت : وهل تعتقدين أن بعدي عنه سهل.. أنا أموت كل يوم مائة مرة .. أنا أيضا أحبه يا سوكا..
ولكن ..
-- ولكن .. ماذا ؟
تابعت بسمة : رغم كرهي لزينب تلك ..
إلا أنها كانت محقة في كل كلمة قالتها.|
سكينة : أنا متأكدة أنك لست سيئة .. فالطباع السيئة لا تتغير بين يوم وليلة.
بسمة : أنا لا أقصد هذا ..
سوكا : ماذا تقصدين اذن؟
نظرت لها وهتفت : ماذا إن كان لي حبيب .. أو خطيب ..أو زوج .. وأولاد .. ماذا سأفعل حينها ؟
وتابعت : أنا أحبه لذلك لا أريد أن أجرحه بهذا الشكل.
.. لذلك ابتعدت .... ربما أن نسيني يكون افضل له .
ـ وهل تعتقدين أن نسيانك له أو نسيانه لك بهذه السهولة..او هل تريدين أن ينهار أحدكم لتعرفي أن الأمر ليس بهذه السهولة.
تساءلت بسمة : وماذا تريدين مني أن أفعل ؟
اجلسي وتحدثي معه .. وأخبريه كل ما تريدين وأسمعي منه ما يريد قوله .
اعترضت بسمة: ولكن ...
ـ لا .. لكن .. سأحضر عشاء فاخرا .. وسأجعله يأتي نتحدثا معا.
حاولت بسمة الكلام إلا أن سكينة لم تعطها الفرصة فصمتت و أذعنت لما تريد.
وفي المساء وعند عودة عبد الله منهك كالعادة رأته بسمة وآلمها قلبها لرؤية الحزن والحالة التي صار عليها من انهاك وتعب واقتربت منه فهتف وقد أشرق وجهه بالسرور عندما رآها : بسمة..لقد أشتقت اليك كثيرا .
اغرورقت عيناها بالدموع وهتفت : وأنا أيضا اشتقت لك كثيرا .
اقترب منها ومسح الدموع التي سالت على خديها
وهتف : توقفي ارجوك .. لا أريدك أن تبكي ابدا.
تساءلت : كيف لشخص مثلك بهذا الحنان .. أن يكون بتلك القسوة؟
احتضن وجهها بين يديه وهتف : أنت أغلى شيء بعمري ومن أجلك سأفعل أي شيء ..
ابتسمت في حياء .. ثم تابع : سأفعل أي شيء من أجلك ..حتى انني سأموت من أجلك إن لزم الأمر.
شهقت بسمه بشده واتسعت عيناها رعبا وصرخت وهي تهتف : لا ..لا..أحمممممممممد.
وسقطت بين يديه فاقدة وعيها .
" بسمة .. أفيقي حبيبتي .. بسمة "
كان عبد الله يحاول أن يجعلها تفيق
ورأى الدموع تسيل من عينيها وهي ما زالت مغمضة العينين
وتساءلت سوكا " هل فاقت؟"
ـ اعتقد ذلك .
وحثها لتفتح عينيها : بسمة.. أفيقي .. افتحي عينيكي .. بسمة.
فتحت عينيها وصرخت به : توقف .. توقف عن مناداتي بهذا الاسم.
واعتدلت جالسة : أريد أن أتحدث على الهاتف يا سكينة .. أرجوك .
حاول أن يمسح دموعها ولكنها دفعت يديه بعيدا عنها .
استغرب رد فعلها وهتف : حبيبتي ... ماذا حدث لك؟
هتفت في عنف : لست حبيبتك .. ولست بسمة .
وصمتت قليلا ثم هتفت : انا أحب غيررررررك .
يتبع........
🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟🌟

كلتيكما أحبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن