الفصل الحادى عشر والأخير : كلتاكما أحبها

3.6K 126 6
                                    

ورن جرس الهاتف وردت رنا : ألو
" مرحبا .. بسمة ."
خفق قلب رنا في عنف وهمست : مرحبا .. عبد الله .
- كيف حالك ؟
- أنا بخير.. الحمد لله .. كيف حالك أنت ؟
تنهد وقال : وماذا تعتقدين ؟
سمعت اليأس الذي يحاول أن يخفيه وتألمت لما يشعر به وأغرورقت عيناها بالدموع و شعرت باليأس هي الأخرى ولكن ما باليد حيلة .
تمنت : أتمنى أن تكون بخير .
"كيف حال ..... خطيبك ؟'
كذبت : بخير .. و ....... شاكر لك ما فعلته لأجلي .
أحس بغصة في قلبه .. وصمت قليلا
كانت تشعر بكم المعاناة الذي يشعر به.
هتف عبد الله " أتمنى لك السعادة من كل قلبي ...حتى ... حتى لو عشتها مع غيري .. بسمة .. لا أتمنى من الله أكثر من أن تظلي ذات الوجه الباسم التي أحببتها .. سأتابع أخبارك من بعيد .. لأطمئن عليك من حين لآخر.
انسابت الدموع من عينيها وهي تهتف : وأنا أتمنى لك السعادة من كل قلبي ..
وشكرا لك على أجمل أيام عشتها في حياتي .
ووضعت سماعة الهاتف وجلست تبكي لساعات بعدها....
و بعد بضعة أيام فوجئت رنا بسكينة على باب المنزل وهتفت في سعادة سوكا .. حبيبتي
وبعد الاحضان والقبلات
هتفت رنا " أتعلمين منذ متى لم أشعر بالسعادة كما أنا الآن "
هتفت في دهشة : ولماذا لا تشعرين بالسعادة ؟ لقد تذكرت من أنت ؟ ورجعت إلى أهلك الذين يحبوك .. وعدت لخطيبك الذي تحبينه .. لماذا لا تشعري بالسعادة إذا ؟
انخفضت عينيها وغابت البسمة عن وجهها .. وانسابت الدموع من عينيها .
وهتفت : تعالي سأقص عليك كل شيء.
وبعد أن جلستا في غرفتها
رنا :ولكن عديني ألا يعرف عبد الله شيء عما أخبرك به .
سوكا في دهشة : ولماذا لا تريدين أن يعلم عبد الله ؟
قالت رنا في تصميم : فقط عديني .
سوكا في استسلام : حسنا أعدك.
أنسابت الدموع من عيني سوكا و رنا تقص عليها كل ما حدث لها منذ تعرفت
على أحمد وحتى عادت لها ذاكرتها.
واحتضنتها سكينة في مواساة وظلتا تبكيان بعض الوقت.
وهتفت سكينة : آسفة لأني ذكرتك بكل الألم الذي عانيته .
- لا عليك حبيبتي لقد افتقدتك كثيرا .
تساءلت سوكا : وماذا عن عبد الله ألم تشتاقي له ؟
همست وقد أخفضت عينيها : بالعكس لقد اشتقت إليه كثيرا.
عادت سوكا تتساءل : لماذا إذن لا تريدينه أن يعلم أن خطيبك قد مات ؟
- سكينة .. لقد مات أحمد وهو يدافع عني .. مات من أجلي .
- رنا تلك ليست الإجابة عن سؤالي .. لماذا تخفين عنه الحقيقة ؟
- أريده أن ينساني .. لا أريده أن يتأمل بأن نعود لبعضنا .
- ولماذا ؟ ... هل اكتشفت أنك لا تحبيه ؟
انكرت " أبداا .. بالعكس إنه أكثر من أحببت في حيا ........
وتوقفت وقد شعرت باندفاع ما قالت
- لماذا توقفت ... لماذا لا تشاركيني ما تشعرين به ؟
- أشعر بأنني أخون أحمد لتفكيري في عبد الله .. لقد مات وهو يدافع عني وأنا
وبكل وقاحة نسيته ونسيت كل ما فعله معي ولأجلى وذهبت وأحببت غيره وكأنه لم يكن في حياتي أصلا.
سوكا : ولكنك لم تكوني تذكرين أي شيء عن حياتك .. كما أننا ليس لدينا
سلطان على قلوبنا .. إنها بأمر خالقها .. هو الوحيد مقلب القلوب .
- إحساسي بالذنب يقتلني .
سوكا : لا يجب أن يكون شعورك على هذا النحو .... الحب لا نجده كثيرا في
الحياة .. لذلك نكون حمقى إن تركناه ينساب من بين أيدينا .
وتابعت سکینة : أتدرين كيف هي حالته الآن .. أصبح عصبی و نكدي المزاج ..
صار نحيلا ودوما مرهقا ومتعبا .. لا ينام إلا عندما يسقط من التعب .. لا أقول
هذا لأشعرك بالذنب أقسم على ذلك .. لكنني أقول هذا لتفكري جيدا في قرارك
و عواقبه .. ليس عليه فقط بل عليك أيضا.. فأنا لي عينان وأراك وأشعر بك أنت أيضا وكيف صرت .
رنا : هناك شيء أخر أهم يبعدني عنه .
- وما هو ؟!
همست : أخاف عليه جدا يا سوكا .. أخاف أن يصيبه ما أصاب أحمد .
هتفت سكينة في دهشة : وما علاقة هذا بذاك.
رنا : إنه .. عمل أي إنه بالغ الخطورة وقد يتكرر ما حدث معي وأحمد ثانية .. وأنا.. أنا سأموت إن أصابه مكروه يا سكينة .. سأموت حقا .
- أنا أختلف معك تماما فالحياة و الموت بأمر الله وحده .
- لا تلوميني على خوفي فأنا من عاش تلك التجربة .
- عموما .. أردت أن أخبرك أن عبد الله في مطروح .. ذهب هناك ليبقى وحده
عدة أيام أن قررتي تغيير رأيك .
وفي المساء دخل والدها حجرتها ورآها شاردة وحزينة كالعادة ..
وهتف : لماذا تعاندين قلبك يا حبيبتي ؟
لماذا لا تفعلی ما يمليه عليك ؟
رنا : أبي أنا ... ماذا تعني ؟
أحتضنها قائلا : أنا آسف حبيتي لقد سمعت ما دار بينك وبين سكينة بعد أن
لفت انتباهي ذكرك لعملي ... لك كل الحق في أن تخافي .. ولكن هل لي أن
أطمئنك .
ماذا تعني ؟!
-أعني أن خوفك غير مبرر .. أنا باقي لي في الخدمة خمس سنوات .. وبما أنك
أغلى شيء في حياتي .. قدمت طلب معاش مبكر أريد أن أقضي باقي عمري دون أن أشعر بالخوف طوال الوقت عليك.. وقبل طلبي بالأمس .. هذا قبل أن أعلم بخوفك على من تحبيه ..
حاولت الاعتراض ولكنه أستوقفها : هذا القرار نفذته على أرادتي .. ولست نادما
تساءلت : وماذا عن أحمد ؟!
- رحمه الله .. لن ننساه أبدا .. ولكنه سيكون مرتاحا أكثر إن كنت سعيدة
احتضنت والدها وقبلته في سعاده .
و ................
جلس عبد الله على الشاطئ شاردا كعادته .. وفجأة لمح وكأن أحدهم يوشك على الغرق .. وفي لحظات كان في الماء وأخرجها ووضعها على الشاطئ و خفق قلبه في
عنف ..وهتف في ذعر " يا إلهي .. بسمة .. رنا .. ماذا حدث ؟"
- أفيقي أرجوك .. أرجوك حبيبتي . .
فتحت رنا عيناها وهمست : ماذا حدث ؟! .. وأين أنا ؟!
- أنت بخير يا رنا لا تقلقي .
تساءلت : من رنا ؟! ومن أنت ؟! |
اتسعت عيناه في دهشة وذعر و هتف : كلا .. ليس مرة أخرى .
وهنا اعتدلت رنا وجلست وابتسمت له وهي تقول : ألا تريد أن تحبني من جديد.......
ابتسم لها وهتف في ارتياح : أكثر من رغبتي في الحياة .
لمست ذراعه الذي لا يزال حولها وتساءلت : ومن تحب هذه المرة ؟! بسمة أم رنا .
احتضنها في سعادة وهتف من أعماق قلبه : كلتاكما أحبها ... ???????
تمت
🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀

كلتيكما أحبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن