الحلقة الثانية عشرة والأخيرة 12

1.3K 32 10
                                    



الأميرة الأسيرة
الحلقة الأخيرة

-مازن لا تُخيفني منك فأنا أرى في عينيك مازن القديم يعود بقوة
-لقد أسأت فهمي أنا أريد أن نبقى معا في تلك الطبيعة الساحرة نستمتع بها بعيدا عن الواقع بكل تعقيداته ورسمياته
-أنا أيضا مستمتعة بتلك الحظات جدا ولكن لا مفر من العوده للواقع هيا بنا قبل أن يحل الظلام
-الظلام هو ماينبع من داخل النفوس الدنيئة فقط أما النفوس الراقية فتشع نورا يضيء كل ظلام
-لقد أصبحت شاعرا وحكيما
-لقد علمتني الغربة والأيام، هيا بنا فلا مفر من العودة للواقع
عدنا وجلست أتأمل مشهد الغروب الساحر واليخت يبتعد عن الجزيرة فجاء مازن وجلس بجواري ووضع يده على كتفي وقال بهمس:
-كنت اتمنى أن أبقى لأخر عمري هنا معك، ولكن قدرنا أن نعود للواقع فهل تعودين معي؟
دق قلبي بعنف واحمرت وجنتاي والتفت لأواجه عينيه اللتان تفيضان بالحب والشوق فاقترب مني و قال هامسا:
-سأغادر غدا وأريدك معي للأبد فلم أعد قادرا على العيش بدونك، لن أنتظر ردك اليوم بل في الغد وأنا متأكد أنك تحبيبنني مثلما أحبك
سكت ولم أجب وظل يحيطني بذراعه حتى وصلنا للميناء فساعدني على النزول وركبنا سيارته فقادها بهدوء حتى وصلنا لوسط المدينة فقال مبتسما:
-هل مازلت مدمنة الأيس كريم؟؟
-بالطبع
-هيا بنا ستتناولين أجمل أيس كريم
نزلت معه وذهبنا لأحد المحلات واشترى لي الأيس كريم وتناولته بمتعة كطفلة صغيرة ثم جذبني من يدي وذهبنا للملاهي وضحكنا وصرخنا ونحن ننتقل من لعبة لأخرى وفي النهاية اشترى لي عروسة صغيرة على شكل أميرة وقال:
-لتذكرك بأميرك الذي يتمنى حبك
وصلنا للفندق وفوجئت أنه حجز به غرفة حتى موعد سفرنا في الصباح حيث كنت سأستقل قطار الفجر وكان هو سيركب الطائرة بعدي بساعة ، قلت له:
-كان يوما من أجمل أيام حياتي لن أنساه ما حييت
-وستكون أيامنا القادمة أفضل
-تصبح على خير سأراك في الصباح
تركته وعدت لغرفتي وأنا أقاوم رغبتي في أن أرتمي بين ذراعيه وأن أبقى معه لباقي عمري ، لكن عقلي أعادني لصوابي وقال لي: (سيتغير وينسى حبك عندما يعود للوطن وسيعود لسابق عهده، على الأقل أكملي رسالة الماجستير ولا تضيعي جهد ثلاثة أعوام وقد تبقى لك ثلاثة أشهر ولتكن تلك الفترة إختبار له ولحبه ) قررت أن أتبع عقلي حتى لا أتعرض لصدمة جديدة قد تقضي علي نهائيا. استيقظت قبل موعد القطار بنحو ساعه وأرسلت له رساله أقول فيها ( أتمنى لك حياه سعيده ،سأغادر لألحق بقطاري وأعوض الأيام التي فاتتني لأحصل على تقدير عال في رسالتي للماجستير. أتمنى لك التوفيق من كل قلبي . صديقتك هبه)
يبدو أنه كان نائما فأعددت حقيبتي ونزلت مسرعه إلى محطة القطار، كان الباقي على موعده نحو ربع ساعه، سرحت بأفكاري في أحداث الأمس التي لن أنساها ما حييت، يبدو أني سأظل عمري كله أعيش أسيرة حبه وذكرياته ولا أريد الهروب من ذلك الأسر أبدا. أفقت من ذكرياتي على شخص يقف أمامي فوجدته مازن يقول:
-هل كنت ستغادرين بدون كلمة وداع؟
-لا أحب لحظات الوداع فهي موجعة جدا وأنا أتمنى أن نلتقي قريبا
-لن أجبرك على شيء لا تريدينه فأنا أريدك برغبتك لا قهرا ولكن لا تحرميني من صداقتك والإطمئنان عليك
-التواصل بيننا سيزيد إرتباطنا وأنا بصراحة أخشى أن تجرحني مره أخرى وقلبي لم يعد لديه القدرة على الحزن ولا الألم
-لن أعدك بشيء لأني أعلم أنك لا تصدقين وعودي لكني سأحترم رغبتك
-لقد قضيت معك يوما لن أنساه ما حييت وسأحيا على ذكراه باقي عمري
-انتبهي لنفسك وإن احتجت لأي شيء لا تترددي في الإتصال بصديق قديم
-شكرا لك يا مازن وإلى لقاء
صعدت للقطار ومشى مازن والحزن مرتسما على ملامحه لكن كان يجب أن أمنحه وأمنح نفسي الفرصة للتفكير في علاقتنا جيدا بالعقل وبعيدا عن المشاعر.عدت لوحدتي وبرودتها التي كادت أن تجمد مشاعري وزادت علي وطأة الغربة ، لكني قررت أن أتغلب على كل ذلك بمزيد من العمل والدراسة فأغرقت نفسي فيهما طوال ثلاثة أشهر حتى حان موعد مناقشة رسالتي كنت قد قطعت اتصالي بمازن ولم يرسل لي هو أية رسالة إحتراما لرغبتي، لكني فكرت في أن أدعوه ليكون بجواري في تلك اللحظات لأستمد منه بعض الأمان لكني تراجعت خوفا من ضعفي أمامه. دخلت قاعة المناقشة ووقفت أرحب بالضيوف من زملائي وأساتذتي حتى فوجئت به أمامي يمد يده بالسلام وأنا مذهولة من وقع المفاجأة ونسيت الكلمات فقال مبتسما:
-لم أستطع أن أفوت لحظة نجاحك وكان من المستحيل ألا أكون بجوارك في أهم لحظة في حياتك
-سعيدة جدا بحضورك فقد كنت أحتاجه بشدة
-كان عليك أن تطلبي ذلك فقط، لكني كنت أعلم أنك عنيدة و لن تطلبي حضوري فجئت لأكون معك
ابتسمت وقلت:
-سألقاك بعد المناقشة فقط تمنى لي النجاح
-أنا واثق من تفوقك لا من نجاحك
تركته وتوجهت للمناقشة وركزت كل تفكيري في التفوق حقا، استمرت المناقشة نحو الساعه وبعدها أعلنت اللجنة حصولي على الماجستير بتقدير ممتاز ووقف مازن وسط الحضور ليصفق لي بحرارة وابتسامته لم تفارق وجهه. نزلت من على المنصة لتلقي التهنئة من الجميع ومازن يقف بجواري ممسكا بيدي بقوة وكأنه يخشى أن أفلت منه وأنا سعيدة بلمسة يده . انصرف الجميع فجذبني من يدي فقلت مندهشة:
-إلى أين؟
-إلى المطار؟
-لماذا؟
-لنعود لبلدنا
-لكني..
-ليس هناك لكن ستعودين معي كزوجتي فأنا لم أعد قادرا على إحتمال بعدك أكثر من هذا أنا أحبك ولا حياة لي بدونك
-هل هذا أمر ملكي؟
-لا بل أمر قلبي فهل ستنفذين؟
سكت وأنا أنظر في عينيه وقلت:
-خائفه
-مني؟
-لا من نفسي، أخاف أن أستسلم لمشاعري وتصدمني في النهايه
-مازن الذي صدمك في الماضي لم يعد له وجود ، أنت أمام مازن جديد مختلف تماما، لو بيدي لكنت محوت الماضي كله لنبدأ من جديد
-دع لي فرصه للتفكير
-تقصدين فرصه جديده للهروب، يبدو أن الكلام لا يجدي معك سأضطر لإختطافك
ضحكت وقلت:
-ولي العهد أنت أم زعيم عصابه؟
-سأكون حتى قرصان لتكوني لي وحدي
-أنت مجنون تماما
-أنا مجنون بحبك، هيا يا سمو الأميره وإلا اختطفتك وذهبنا للجزيرة لنعيش بها باقي عمرنا وحدنا
-وتتنازل عن ولاية العهد
-سأتنازل عن كل شيء إن أردت لأفوز بك
-لا بل أريدك ولي العهد الذي يسعد شعبه ويراعي مصالحه
-وولي العهد يحتاجك بجواره أيتها الأميرة العملية العاقلة
-سأكون بجوارك لقد وقعت أسيرة لحبك ولا أريد الفكاك من ذلك الأسر لباقي عمري.
تمت

🎉 لقد انتهيت من قراءة الأميرة الأسيرة كاملة بقلم نجلاء لطفي 🎉
الأميرة الأسيرة كاملة بقلم نجلاء لطفي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن