الفصل التاسع عشر

4.4K 143 0
                                    


_دّلف داخل مگتبه لحظات يجمع بها مُتعلقاته و من ثم عاد و دون ٱن ينطق ببنت شفه ٱمسگها من معصمها ساحباً آياها خلفه وهي ترگض مُحاولة اللحاق بخطواته ،،
_قائلة بنبرات مُتقطعه مُتزمرة وهي تشهق مُحاولة التنفس : ٱنت بتعمل ٱيه !!، يا آنس بتوجعلي آيدي !،، ٱنت مش بترد عّليا ليييه !!، ٱنت واخدني على فين !!..
_ما ٱن وصل المصعد و فتح الباب حتي دّلف للداخل جاذبٌ آياها خلفه وهو يقول بصرامة مُقتضباً مابين حاجبيه : على البيت ..
_حاولت إفلات ذراعها منه وهي تتوسله ببگاء : ٱنا لازم ٱمشي ، باللّٰه عليك يا آنس تسبني ٱمشي ،، عشان خاطري لو ليا خاطر عندك تسبني ..
_شّدد آنس على معصمها بگفه وهو يقول بثبات : مش هسيبك ..
_توسلته وهي تحاول بيدها الآخري فك عُقدة گفه الممُسك بيدها لألا تُفلت منه : ليه !! ، ليه مش عاوز تسبني و تريح نفسك و تريحني !! ، صدقني يا آنس مش هينفع ،، ٱحنا علاقتنا محگوم عليها بالفشل ليه نستني لما نتعلق ببعض آگتر !!..
_حّينئذ وصل المصعد للطابق السُفلي و فتح الباب بينما ترك هو يدها و رّمقها بصمت و تابع قائلاً : ٱنا سيبت آيدك آهو ، ٱعملي اللي عاوزاه ،، آهربي على قد ما تقدري ،، مگان ما تروحي مش هسيبك ..
_صمت قليلاً يتابع رّدة فعلها فّلما گان الصمت ، تابع حديثه قائلاً بنبرة تحدي شغوفة : من هنا ورايح في گل مگان ، في گل جهة تگوني فيها هتلاقيني قدامك لإن ٱنا تعبت من حالة المّد و الجزر بآستمرار ..
_تنهدت مُحاولة السيطرة على نوبة البگاء التي ٱعترتها و تابعت بنبرات قاسية : ٱنت ليه مش عايز تسبني في حالي !!،، ليه مش عايز تفهم إن ٱنا و ٱنت مُستحيل تگونلنا حياة مع بعض !!،، لو سمحت ٱبعد عني و عّيش حياتك بهدوء لإن ٱي حياة ليك معايا هتگون عبارة عن جهنم ..
_عّقد ذراعيه إمام صدره و قال بثبات : إذاً ف ليگُن ..
_قطبت جبينها و رّمقته بآستغراب مُتسائلة : آفندم !!..
_ٱبتسم لها و ٱمسك گفيها مُحتضناً آياهم بين گفيه وهو يقول بخشونة : ٱنا موافق يا فتون ،،
_ثم آقترب منها و مّرر گفه على وجنتاها بحنان بالغ بينما ٱغمضت هي عيناها تستشعر لمسته تلك ف مّال بجذعه قليلاً هامساً لها بنبرات ضعيفة : ٱنا موافق لإن آضئل فرصة لجهنم معاگي ، آفضل بگتير من الجنة من غيرك يا فاتنتي ..
                  ____________________________________
_زي ما قولتلك گده يا ٱم فريد ، ٱخو صفية اللّٰه يرحمها قالي إن عّم العيال يبقي راجل واصل ٱوي و صاحب مصانع هدوم گبيرة في البلد و عايش في قصر زي اللي بنشوفها في التليفزيونات يا ٱختي ،،
_هّتفت بها السيدة فاطمة هاتفياً إلي السيدة زينب و من ثم تابعت بنبرة مُحذرة : خلي بالك يا حبيبتي ده شگله راجل مُفتري و يا عالم يقدر يعمل ٱيه و طالما حط العيال في دماغه يبقا هيوصلهم و خصوصاً بعد ما عرف إن فدوي متجوزة في الٱسگندرية و عرف ٱسم جوزها يبقي هيوصل للباقي بسهولة ..
_شّهقت زينب مفزوعه وهي تلطم على صدرها مُتسائلة بّريبة : هو گمان عرف ٱسم جوز فدوي !! آستر يارب ، قولتيلي ٱسمه ٱيه يا فاطمة !!..
_ٱسمه فهمي الصاوي ..
_زينب بآمتنان : تسلمي يا حبيبتي تعبتك معايا ، جميلك ده فوق رأسي ..
_فاطمة ب وّد : ما تقوليش گده يا زينب ، جميلك سابق يا حبيبتي ،، گان بوّدي ٱجيبلك آخبار حلوة بس مش بآيدي يلا يا حبيبتي ربنا يسترها ، سلامو عليگم ..
_عليگم السلام يا حبيبتي ..
_ما ٱن ٱغلقت زينب الهاتف و آلتفتت خلفها حتي وجدت فريد قبالتها يقف عاقداً يديه خلف ظهره و قّد قّطب جبينه و تابع قائلاً بآسى : گُنت عارف إن الموضوع ما آنتهاش زي ما قولتوا ،، ٱنا عاوز ٱفهم ٱيه اللي بيحصل بالظبط و ليه رجعتي تگلمي الست دي تاني !!..
_زينب بصدمة : ٱنت واقف هنا من آمتى !!..
_فريد بإبتسامة حزينة : من ٱول ما قولتلها إنك خايفة ياخد منك فريد و فدوي ،،
_ثم تابع مُتسائلاً بشك : عمي ظهر تاني ، مش گده !!..
_ٱؤمأت برأسها إيجاباً بخزيّ ف نّهرها فريد مُزمجراً بغضب عّارم : ظهر دلوقتي لييييه !!، بعد ما ٱبويا مات ب 22 سنة لسه اللي فاگر يدور علينا لييييه !!، عاوز مني و من ٱخواتي ٱيييه !!،
_ثم تابع بتحدي وهو يّرفع سبابته في وجهها : بس ده بعينه إنه يلمس حد فينا و لا يشوفه حتي من بعيد ، ٱنا و ٱخواتي خط آحمر و على جُثتي إن هو ٱو غيره يقرب من واحدة فيهم و لا يفگر حتي يجي ناحيتهم ، ٱنا ماليش آهل غير ٱنتِ و ٱبويا و فدوي و فتون و آياگم حد يجيب سيرة الزفت ده في البيت تاني ، فااااااهمة !!..
_هّزت رٱسها بعنف مُتقبلة ما يقوله وهي تربت على ظهرها ليهدأ قائلة : حاضر يا حبيبي ، بس ٱهدأ و متضايقش نفسك عشان خاطري يا فريد ، ٱهدأ يا أبني ..
_زّفر بقوة و صمت لحظات مُحاولاً تنظيم تنفسه و باغّتها فجأة مُتسائلاً بعزم : أسمه ٱيه !!..
                 ____________________________________
_صباح يوم جديد ،، تّرجل گلاً من فدوي و فتون من الآتوبيس برفقة تلك التي لم تتوقف عن الضحك لحظة مُنذ ٱن آستقلت الآتوبيس حتي تّرجلت منه ،،
_ضربت فدوي گفيها ببعضهم البعض مُستغربه حالها قائلة بسخرية : لا حول و لا قوة إلا باللّٰه ..
_رّبتت فتون على گتف فدوي قائلة بوجه عابس : ما تقلقيش هتبقي گويسة ..
_ضحگت فدوي و قالت : نهار آبيض دي مش هتفصل ، خلاص يا فرحة ٱبو اللي يرگبك مكروباصات تاني يا شيخة ..
_فرحة وسط ضحگاتها الهيستيرية مُتوسلة آياها : لا يا فدوي باللّٰه عليگي البتاع ده حلو ٱوي و بيتهز گده ، باللّٰه عليگي گل مرة نرگبه ..
_عّقدت فتون يديها إمام صدرها و تابعت بخبث : بس يارب محدش ينخرم ورانا و يقول ل عاصم بيه ..
_توقفت فرحة عن السير و رّفعت سبابتها بوجههم مُحذرة بّريبة : لو أبويا عرف هيگون حد مننا ٱحنا التلاتة و ساعتها هنتشحور سوا ، ما ٱنا مش هروح في داهية لوحدي يا حيلتها ده راجل مُفتري ..
_رّمقته فتون بآشمئزاز بينما هّتفت بها فدوي مُتسائلة بسخرية وهي تؤشر بٱصبعها على ڤيلا الجوهري : ٱنتِ مُتٱگدة إنك من القصر ده !!..
_فتون بمرح : عالم سوفااچ ، قال نتشحور و حيلت..
_توقفت عن گلمتها و جحظت بعيناها و وضعت يدها على فمها تگّتم شهقاتها و قّد رآته ،،
_گان في آبهي صورة له ، يرتدي حِلته السوداء القاتمة ،، تّرجل من سيارته بهيبته المعهودة تلك إمام ڤيلا الجوهري وهو مُمسگاً بباقة ورد مُنمقة ،،
_تّقدم آنس من البوابة ليقابله عبد الرحمن بٱبتسامة مُتسائلاً عما يريده : أؤمر يا بيه !!..
_تنحنح آنس و تابع قائلاً بثبات : ٱنا عاوز آقابل الآستاذ عاصم الجوهري والد الآنسه فتون ، ياريت تبلغه !..
_عبد الرحمن مُستفسراً : ما تأخذنيش يا بيه بس حضرتك تقصد والد الآنسه فرحة ، مش گده !!..
_آبتسم آنس و قّد تذگر لقاؤه الآول بها حينما آخبرته بٱسمها و المشگلة المُتعلقة به بالنسبة لوالدها و أؤمأ رأسه قائلاً بهدوء : مظبوط ، بلغه إن آنس الصاوي طالب يقابله ..
_آآآآنس !!..
_آتاه صوتها ف آلتفت تلقائياً يُقابلها بٱبتسامته الساحرة تلك و عيناه تلمعان ببريق و آشتياق بينما گانت عيناها تلمعان ببريق دّمعاتها و قّد آستشفت إنها النهاية ..
                      ________________________________
_طرقات خفيفة على الباب تبعها صوت والدتها مُنادية بآنزعاج : ٱنتِ يا زفتة سيبي الزفت اللي في آيدك ده ياللي تتشگي ،، و قومي ٱعملي بلقمتك و ٱفتحي الباب ،،
_زّفرت غاضبة وهي تلقي بالهاتف على الفراش لتهُب واقفة مُتجهه ناحية الصالون مُلبية طلب والدتها على جزّع ، بينما نّهرتها هي من داخل المطبخ مُجدداً حينما لم يأتي لها رد بينما ظل الباب يدق : غّراااااام ، ٱفتحي الزفت ده ، ٱنتِ يا بببببت ..
_غّرام بفتور و تذمُر : حااااضر يا ماما ، هفتح آهوووو ..
_ما ٱن فتحت الباب حتي صّاحت بالطارق مُتذمرة : ما براحة هي الدنيا هتط..
_قطعت حديثها حينما وجدته إمامها ، گان غاية في الوسامة يرتدي حِلة رُمادية اللون و ممُسگاً بباقة ورد حمراء ، قابلها بإبتسامة هادئة زادته وسامة ،، جحظت بعيناها وهي تتفحصه من آخمص قدمه إلي شعر رأسه مّشدوهه مما تراه ..
_رّمقته وهي فاغرة فاهها و بعد لحظات من الحملقة تذگرت غضبها الآخير منه عندما گانت معه و آنشغل بغيرها في المطعم ف هّزت رأسها لتنفض تلك الآفگار عنها و تابعت مُتسائلة بفظاظة مقصودة : آفندم ! ،، جاي هنا ليه و بصفتك ٱيه !!..
_تنحنح عُدي و تابع قائلاً برسمية لم تعهده منه : بصفتي عريس ، ممگن لو سمحتي تبلغي والدتك إني في إنتظارها !!..
_غّرام بغباء و غضب آعمي : ٱنت جاي تهزر ، مش گده !! ، لو سمحت يا مستر عُدي ٱنا مش فاضية للهزار و الگلام الفارغ ده ولو حضرتك زهقان و مش لاقيّ حاجة تعملها ، آتفضل دّور على واحدة غيري تگون فاضية ،،
_ثم تابعت بخبث و غِل : و ٱظُن حبايبك گتير و آگيد هتلاقي ..
_نّهرها عُدي بنفاذ صبر وهو يّلوح بباقة الورد بوجهها : ٱهزر معاگي ليه ! گُنتي من بقية آهلي ،، ما قولنا عريس ..
_هّزت رأسها و قّد آنتبهت إلي نبرة الآصرار بحديثه فتابعت مُتسائلة ببلاهة غير مُصدقة : عريس !! ، لمين !!..
_عّقد عُدي يديه للآمام و تابع قائلاً بفظاظة : لٱمك ،،
_ثم تابع بنفاذ صبر : هو فيه عروسة غيرك هنا يا مُتخلفة !! ، و لا ٱنا جيت عنوان غلط و لا ٱيه !!،،
_صّمت قليلاً يستجمع هدوئه و تابع مُحذراً وهو يّرفع سبابته بوجهها : هتنادي لٱمك و لا ألف و ٱرجع تاني !!..
_ٱمسگته غّرام من ياقة قميصه بگلتا يديها و تابعت مُحذرة بنبرات هّامسة : آقسم باللّٰه ٱصوت و آلم عليك البيت ، لا بيت ٱيه ! آلم عليك الشارع گله و ٱقول بيتحرش بيا ،لو عقلك ذّلك و فگرت تمشي ..
_ثم ترگته وهي تّجذبه من معصمه للداخل و تغلق الباب قائلة : قال تلف و ترجع تاني قال ، ٱنت فاگر دخول بيت ٱبويا زي خروجه !! ، خُش جوا 5 دقايق ، لا 5 ثوااني ٱنادي لٱمي و آغير هدومي و ٱجي عشان نحدد ميعاد الفرح ..
_رّمقها عُدي مّشدوهاً وهي تّرگض للداخل مُنادية والدتها قائلة : عريس يا ماماااااا ...
_من ثم دّوت صوت زغاريط في آرجاء المگان مُنبعثة من المطبخ فتابع عُدي ضاحگاً وهو يضرب گفاً بالآخر قائلاً : ٱنا وقعت مع عيلة خُلل و لا ٱيه !! ، توگّالنا عليك يارب ..
                   ___________________________________
_على الجانب الآخر ، إمام ڤيلا عاصم الجوهري ..
_تّقدمت منه بخزيّ وهي مُتٱطة الرأس وهي تخطيّ خطوة للآمام و تتراجع في مُقابلها آلف خطوة للخلف ، آبتسم لها مُطمنئاً ظّناً منه ٱن ما يُقلقها و يبعدها عنه هو رفض والدها له ..
_ٱمسك بگفها ما ٱن آقتربت منه طّابعاً عليه قُبلة حانية قائلاً بهمسات : وحشتيني ..
_تبادلت فرحة و فدوي النظرات بين الآستغراب الشديد و الآنتظار و التساؤل في حين گان والدها يّرمقه و علامة آستفهام گبيرة قّد عّلت ملامحه وهو قاطباٌ جبينه بضيق ..
_بعد لحظات من الصمت و بعدما طال الآنتظار ،، آستدار آنس إلي عبد الرحمن قائلاً برسمية : لو سمحت بّلغ عاصم بيه والد الآنسة فرحة إني في آنتظاره و ضروري ٱقابله ..
_سّحبت فتون گفها من گفه وهي تقول بنبرات باگية هامسة دون ٱن ترفع بصرها عن الآرض : آنس ، هو ده بابا ..
_آنس وهو لازال مُتحفظاً على ٱبتسامته تابع غير مُصدقاً : فتون ، متخافيش يا حبيبتي ٱنا هقابله و أطلب آيدك على سُنة اللّٰه و رسوله و والدك معندوش حجة يرفض ، متقلقيش ..
_ما گّادت ٱن تتگلم حتي تّقدم عبد الرحمن منه قائلاً بنفاذ صبر : ٱنا ٱبوها ، لو عاوز بنتي تتگلم معايا ٱنا ..
_سرعان ما تبدلت ملامحه من اللينّ للتصلب و من الآمل إلي الضيق و آختفت ٱبتسامته تدريجياً ليُعّم بدلاً منها الغضب الممزوج بالآندهاش و التساؤل و الحيرة ،، قّطب جبينه تّزامُناً مع تضييق عينيه و رّفع ٱحدى حاجبيه لآعلي وهو يقول مُوجهاً لها الحديث : فتون ، ٱيه اللي بيحصل !! ، و ٱزاي ده ٱبوگي !!..
_لم تجيبه بينما تحلت بالصمت وهي مُغمضة العينين تّفرك گفيها ببعضهما گعادتها عندما تبگي بشقاء ،
_ٱجابه عبد الرحمن عوضاً عنها قائلاً بعدم فهم : ٱيوة ٱنا ٱبوها ، بواب الڤيلا بتاعت عاصم بيه بس هي بنتي ٱنا مش بنته ، اللي ٱنت جاي تتقدملها تبقي فتون عبد الرحمن التهامي ..
_ثم تابع وهو يؤشر بٱصبعه ناحية فرحة القابعة على مقربة منهما : ٱما لو گُنت غلطان يا بيه ، ف بنت عاصم بيه الجوهري تبقى الآنسة فرحة و واقفة قدامك ٱهى ..
_تّخطاه آنس مُتقدماً منها ليقف قبالتها مُتسائلاً بضيق و غضب مگبوت : فتون ، اللي بيقوله ده صح !!..
_لم تجيبه بل آزدادت شهقاتها المُتعالية شقاء وهي مُغمضة العينين تآبيّ مواجهته ، ٱمسگها من گتفيها يّهزها بعنف وهو يُصيح بها مُستنجداً آياها حتي تنفي ما يقولوه : ما تسگتيش گده !! ، قولي ٱي حاجه و ٱنا هصدقك حتي لو گانت گذبة جديدة ، قولي إن هما اللي گدابين و فتون التهامي دي واحدة تانية !! ، قولي إن ٱنتِ فتون الجوهري !!..
_ترك گتفيها ثم تابع وهو يختضن گفيها بگفيه قائلاً بخشونة : قولي إن ٱنتِ البنت اللي حبيتها آياً گان ٱسمها ،، قولي ٱي حاجة يا فتون و ٱنا هگذبهم و هصدقك ٱنتِ ! لٱني عاوز ٱصدقك و مش بآيدي غير إني ٱصدقك ..
_هّزت رأسها بعنف نافية وهي تقول بنحيب و نبرات مُتقطعة : لا يا آنس ٱنا گذبت عليك و بابا گلامه صح ، ٱنا ٱسمي فتون التهامي ..
_وقعت گلماتها عليه وقع الصاعقة و گٱنه لم يستمع قط إلي حديث والدها ، رّمقها بعينان غائرتان بالدموع وهو يُگافح جاهداً لألآ تنهمر ..
_ترك گفيها عندئذ و تابع بنبرات ضعيفة مُتحشرجة وهو عّاقداً مابين حاجبيه بضيق : يعني فريد اللي حگتيلي عنه و إنه ٱخوگي بالتبني دي گدبة تانية ، مش گده !!..
_فتون بلهفه من بين دمعاتها رّفعت سبابته تّقسم له قائلة : و اللّٰه العظيم ٱبداً فريد فعلاً ٱخويا بالتبني ، ٱنا ما گدبتش عليك في دي و اللّٰه ..
_ٱبتسم آنس ساخراً وهو يقول : ٱنا ما بقيتش عارف الصدق من الگدب معاگي يا فتون ..
_ثم آلقي باقة الورد بوجهها لترتطم بها و تسقط آرضاً بعدئذ وهي مُغمضة العينين تتعالي شهقاتها آگثر ف آگثر و ما ٱن آستدار ليرحل حتي وجد سيارة عمه تُفرمل إمام الڤيلا ..
_هّبط فهمي من السيارة وسط ذهول عبد الرحمن من ذاك اللقاء و آستغراب آنس لوجوده هنا ف تسائل قائلاً بخشونة ..
_عمي ، حضرتك بتعمل ٱيه هنا !!..
_فهمي بآستغراب : ٱنت اللي بتعمل ٱيه هنا يا آنس !!..
_صّمت قليلاً يّرمقها للحظات و تنقل ببصره بين فدوي الباگية لحال ٱختها و فرحة المشدوهه مما يحدث و عبد الرحمن الذي گان مُسلط آنظاره و ترگيزه بالگامل على فهمي ،
_ٱغمض عينيه و زّفر بقوة و آخيراً قطع الصمت قائلاً بنبرات غامضة يّشوب عليها الوعّيد : ٱنا هنا بطلب آيد الآنسة فتون من والدها ، ٱعذرني يا عمي گُنت هبلغ حضرتك بمجرد ما ٱعرف الرد ..
_وضعت فرحة گفها على فمها تگتم شهقاتها بينما جحظت فدوي بعيناها غير مُصدقة ما يقول ، في حين آنتبهت هي لما يقول بعد آنّ ، فغرت فاهها وهي تقول ببلاهه غير مُصدقة : هااا !!،.
                    __________________________________
_خليتي آنس الصاوي يحبك يا فتون !!، ولا تحبي ٱقولك يا فرحة و لا يمگن فيري ، ٱختاري اللي يعجبك !!..
_هّتفت بها فرحة بفتور مُستهزأة بعد ٱن ٱستگانت بداخل غرفتها بّرفقة فتون ،، رّمقتها فتون بصدمة غير مُصدقة لما تقوله و آلتمست لها العذر بعد تفگير فتابعت قائلة بنبرة ضعيفة من گثرة البگاء : فرحة ، ممگن تسمعيني !! هف..
_قاطعتها فرحة وهي تُصيح بها بنبرات مُتعالية : ٱسمع ٱيه !! هااا !! هتقولي ٱيه !! بعد ما سرقتي حياتي ، عاوزاني ٱسمع ٱيه !! يا تري ٱيه المُبرر اللي عندك !!..
_ثم تابعت بفظاظة و سخرية : ٱنتِ يا فتون هانم مش بس ٱخدتي أسمي ، لا ده ٱنتِ سرقتي حياتي مني ، سرقتيها و فگگتيها و رّتبتيها و شگلتيها من جديد على مقاسك و عشتيها ،،
_ثم تابعت مشدوهه : ده ٱنتِ حتي ٱبويا قولتي لآنس إنه ٱبوگي يا بجاحتك يا شيخه !!..
_فتون مَدافعة عن نفسها : لا ٱنا ما قولتش گده ، هو اللي ٱفتگر إني بنته بعد ما شاف ال CV بتاعي ،،
_صمتت قليلاً و تراجعت للخلف بخزيّ قائلة : قصدي بتاعك ..
_عّقدت فرحة يديها إمام صدرها قائلة بغرور : و يا تري حگتيله عني و لا لا !! مش بعيد تگوني قولتيله إن ٱنا اللي بنت البواب !!،، ولا يمگن قولتيله إني بنت الدادة بتاعتك اللي بتاخد منك هدومك القديمة و حاجتك اللي زهقتي منها !!..
_ٱغمضت فتون عيناها و آبتلعت غصة مريرة في حلقها وهي تستمع لگلماتها القاسية في حين تابعت هي غير مُبالية قائلة بقسوة و فتور : تعرفي يا فتون ؟ ٱنتِ مهما حاولتي تغيري الحقيقة هتفضلي برضه بنت البواب و ٱنا هفضل بنت الباشا ..
_رّمقتها فتون بعين مُنگسرة باگية في حين ٱگملت هي حديثها بحقد قائلة : هفضل ٱنا الهانم و هتفضلي ٱنتِ تلمي من ورايا فضلاتي ..
_نّهرتها فتون بنفاذ صبر وهي تُلوح بيديها بوجهها صائحة : گفاااااية بقاااا ، گنتي عاوزاني ٱعمل ٱيه !!..
_ثم تابعت وهي تّرفع سبابتها بوجهها مُذگرة آياها : الگدبة دي ٱنتِ گمان ضلع مُشترك فيها ، ٱنا لولاگي و لولا مصايبك اللي طول الوقت گنت بصلح فيها وراگي مُستحيل گنت هگدب يوم في عمري على آنس ،، و أسمك اللي فرحانة بيه ده ٱنا ما سرقتوش ، ٱنتِ اللي سلمتيلي ال CV بتاعك برغبتك فبلاش بقا تحطي الحق گله عليا ..
_ثم تابعت مُستعطفة آياها بنحيب : لإن ٱنتِ گان لازم تفهمي لوحدك يا فرحة اللي مّرت بيه و إني بعد ما وصلت لگل ده ، عمري ما گنت هقدر ٱقول الحقيقة و أخسر گل حاجه في لحظة ،، بعد ما قابلت آنس ما گنتش ٱقدر آتخلي عن حبه ليا و لا حبي ليه بسهولة ..
_صمتت قليلاً تستجمع قّواها و تابعت مُصطنعة القوة بنبرات مُتحدية : و زي ما في حقيقة إني بنت البواب و مش هقدر ٱغيرها ، في برضه حقيقة حب آنس ليا ، لشخصيتي مش لآسمي و برضه مش هتقدري تغيريها يا فرحة هانم ، عن إذنك ..
_ثم تخطتها مُترجلة للآسفل و الصورة إمامها مُشوبة من گثرة البگاء ، رّمقته من بعيد بحيرة و تساؤل عما ينويّ له وهو يجلس برفقة عمه مع والدها يحددون موعد خطبتهما ..
_ٱما على الجانب الآخر ، فهتف آنس قائلاً بآصرار : ٱنا آفضل يگون گتب گتاب و دُخلة فوراً بعد شهر مافيش أي داعي للآنتظار ، حضرتك بتقول إنگم جاهزين و ٱنا گمان جاهز ،، إذاً ليه الآنتظار و لا حضرتك شايف ٱيه يا عمي !!..
_فهمي : و اللّٰه يا أبني ٱنا الصدمة لسه مآثرة عليا ، بس في الآول و في الآخر دي حياتك ٱنت و البنت ، آتفقوا مع بعض و ٱعملوا اللي يناسبگم و ٱحنا ما علينا سوي التنفيذ و لا ٱيه رأيك يا حاج عبد الرحمن !!..
_عبد الرحمن بآستسلام : ربنا ييسر الحال ، المهم القبول و ٱنا بعد گلامك معايا يا أبني و بعد ما عرفت سوء التفاهم اللي گان حاصل بينك و بين بنتي و إنك شاريها معنديش ٱي مانع ، هاخد رأي البنت و ٱمها و ٱخوها الگبير و إن شاء اللّٰه في خلال آسبوع ٱرد عليگم و نتفق ..
_على خيرة اللّٰه ، ٱنا هاجي بإذن اللّٰه يوم الجمعه ٱنا و والدتي عشان نتقدم رسمي و نقرأ الفاتحة و ننزل نجيب الشبگة و نحدد ميعاد الخطوبة ..
_هّتف بها عُدي بٱبتسامة و تفاؤل إلي والدة غّرام القابعة قبالته ، في حين قالت هي بٱبتسامة مُبادلة : اللي فيه الخير يقدمه ربنا ، مُنتظرينگم بإذن اللّٰه ..

الهانم بنت البواب.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن