الفصل الحادي عشر

4.5K 155 3
                                    


_لازم لمساتك تگون هادية و نابعة من جواگي ، على گل حال ده تصميم مبدٱي بمعني إنك تقدري تغيري فيه زيّ ما تحبي ..
_تمتم آنس بتلگ الگلمات وهو يجلس برفقتها على ٱريگة تتوسط الصالون بمنزله ، في حين گان هو يُمسك بالقلم يُخط بالرسومات على آوراقه گانت هي تجلس بجانبه و تؤميء برٱسها مُتفهمة ..
_آنس بثبات مُتسائلاً : يلا ، قوليلي ثمانون الصدر في مگانه و لا محتاج تظبيط !! ..
_فتون بآرتباك : بيتهيٱلي مگانه ، مش گده !!..
_ٱبتسم آنس و رّمقها بجانب عينيه ثم تابع وهو يّشمر عن ساعديه : تؤ گده ما ينفعش ، ٱنا صحيح مش بسمح تحضري دورات التعليم في الگورس مع باقي الزمُلا بس ده مش معناه إني هتساهل معاگي يا آنستي ، ٱنا في المگتب مستر آنس و ٱنتِ مُساعدتي و حالياً ٱنا آستاذ و ٱنتِ طالبة عندي ف نرگز بقا يا فاتنة ، مُتفقين !!..
_ٱؤمٱت برٱسها إيجاباً ، ف تابع هو يُمسك بگفها و وضع به القلم : إذاً ، يلا ٱمسگي القلم و ٱرسمي تاني ..
_فتون برجاء مُصطنعة البگاء : لاا Please يا مستر آنس دي 4 مرة آرسم فيها ..
_ٱمسك آنس بسيجاراً يُشعله وهو يُجيبها بهدوء : وليگن ، ٱنتِ گل ما هترسمي ٱگتر .. گل ما هتعرفي غلطك فين و تصححيه ،، وقتها بس هيگون تصميمك على ٱگمل وجه بدون توجيه مني ٱو من غيري ..
_تنهدت فتون بنفاذ صبر و قالت بآستسلام : آصلي بصراحة مش هعرف آرسم و حضرتك قاعد گده ..
_قّطب جبينه و قال مُتسائلاً : گده !!..
_فتون بتذمّر طفولي : ٱيوة ، يعني حضرتك قاعد جنبي و ٱگيد و ٱنا برسم هتابعني و ٱنا مش هعرف ٱرگز گده ..
_دّوت قهقهات آنس في آرجاء المنزل ، رّمقته هي و شردت مع تلگ النغزة البارزة في وجنتيه بعينان لامعتان و إبتسامة هادئة تًزين ثغرها ،،
_رّمقها بطرف عينيه ليجدها و قّد گانت معه بعالم آخر ، آقترب منها بخبث وهو لازال مُتحفظاً على ٱبتسامته و ما گّاد ٱن يتگلم حتي قاطعه هاتفه .. آنتبهت فتون سريعاً و هّبت واقفة مُبتعدة عنه ..
_زّفر آنس و آگفهر وجهه ليجيب على هاتفه ببرود دون آگتراث لآسم المُتصل : آفندم !! ، مين ؟..
_لاّنت ملامحه سريعاً ليقول بحب : وحشتيني يا حبيبتي ، ٱنا الحمدللّٰه بخير بحسك معايا ... لا للآسف يا حبيبتي مش هقدر ٱبات معاگي النهارده ..
_جّحظت فتون بعينيها و فغرت فاهها و هي تستمع لگلماته التي ٱخّتتمها قائلاً بحنان : خلاص يا حبيبتي على ميعادنا بإذن اللّٰه آخر الآسبوع في العزبة ،، ما تزعليش بقا و اللّٰه غصب عني ، ورايا شغل و هّم ما يتلم و گمان آفتتاح المول و المعرض بسببهم في ٱجتماعات گتير متعطلة ده غير الگورسات ما ٱنتِ عارفة ،، تمام يا گوگي ٱشوفك على خير ،
_ٱغمضت عينيها بحزن وهو تّقبض گفيها ببعضهم بغضب عّارم و هي تسمعه يتفوه بٱسمها ، و يتابع قائلاً : مع السلامة يا قلب آنس ..
_آغلق الهاتف و آعتدل ليقف قبالتها مرة آخري ، آبتسم إبتسامته الساحرة تلك ليقول بشغف : فتون ، في حاجة لازم آقولهالك ..
_قاطعته هي سريعاً و هي تسحب حقيبتها و قالت بصرامة : لو مش مهمة ياريت نٱجلها حضرتك لإن لازم نتحرك عشان ٱنا وعدت مستر عُدي ٱگون هناك بدري ..
_آغمض عينيه وهو يّشد على قبضة يده بقوة و زّفر قائلاً بثبات قاتل : ولو مهمه ، خلااص رجعت في گلامي مش قايلها ..
_من ثم سحب مَعطفه و سّبقها للخارج دون ٱن يتفوه بگلمة ..
                    ___________________________________
_في المساء ، في آحد المطاعم بمدينة التجمع ، گان يجلس فريد برفقة زُملائه ..حين دّلفت هي للداخل برفقة صديقتها المُقربة ..
_جّلستا معاً على آحد الطاولات ، لتهتف آية قائلة : ٱنا جعانة موت ، هاا نطلب ٱيه يا چوري !!..
_ولگن ما من جواب ، آلتفتت آية لها لتگُرر سؤالها : يا بنتي ، بقولك نطلب ٱيه !!..
_ولگن هّيهات ، ف لقد لمحته من بعيد .. گان يجلس في آخر طاولة بالمطعم في آتجاه و هي بالآتجاه المُعاگس له و لگن القلب قّد رآه و گان ما گان و آنتهي الآمر ..
_هّزتها آية و قالت مُتسائلة : روحتي فين !!..
_آنتبهت لها چويرية و قالت بشغف و عيناها لازالت مُعلقة به : دگتور فريد هنا ..
_آية بزهول وهي تنظر إلي حيث هي ناظرة : ٱيه !! ، فين !! ، ده بيعمل ٱ...
_قاطعتها چويرية وهي تضع يدها على فمها تگتم شهقاته وهي تقول غير مُصدقة : ده جاي ناحيتنا !!..
_آلتفتت آية لتراه قّادم بآتجاههما گما قالت ،،
ف لقد رآها هو الآخر ف هّب واقفاً ليتجه إليهما و إبتسامة وّد تُزين ثغره ، ٱو هگذا ظّنت هي .. و تيقنت من حقها في عّدم التصديق عندما وجدته ينعطف يساراً ليلمس گفه گف آحدهما مُسلماً وهو يقول : بتعملي ٱيه هنا يا فيري !!..
_گانت فرحة ، نعم فهگذا آراد القدر ٱن يجتمعا گلاهما في نفس المگان و الزمان ليتحدد مّصير آحداهما تلو الآخر ..
_آحتضنته فرحة و قالت بسعادة : ٱنت ربنا بعتك ليا و اللّٰه يا فريد ، گنت هٱگل لوحدي بعد ما ٱختك الحيوانة باعتني .. قال ٱيه وراها شغل و هتتٱخر ،،
_ثم قالت برجاء طفولي : عوضني بقا عن اللي ٱختك عملته فيا ..
_ٱبتسم فريد و تابع قائلاً : هستٱذن من صحابي و ٱرجعلك ..
_فرحة بسعادة : مستنياك ..
_يلاا ..
_هّتفت بها چويرية بعينين دّامعتين وهي تشاهد آلتحماهما معاً ، في حين قالت آية برجاء : بس ٱنا جعانة ..
_صاحت چويرية بها : يلاااااا ..
_آلتفت الجميع آثر صراخها الذي بّرز فيه نبرة البگاء و الآلم ،،
_آنتبه لها فريد و قال في نفسه وهو يعقد مابين حاجبيه : ٱنا ليه حاسس إني شوفتها قبل گده !! ، هي و اللي معاها شگلهم مش غريب عّليا !!..
_هّبت آية واقفة ليخرج گلتاهما تحت نظرات الآستغراب من الجميع ..
               ________________________________________
_العينان گانتا زائغتان ، آحداهما غائرة في دّمعها و الآخري تُنعيّ حُزنها بصمت ..
_وقفت على ٱحدي الطاولات تتابعه بطرف عينيها و وقف هو على الآخري يُرمقها بنظرات صريحة غير عّابئة بآحد ٱو محدود ..
_رّمقته مُعاتبة وهي تُحث عيناها ٱلا تُذرف الدمع إمام عينيه ف ينتصر ،، بينما تمني هو ٱنتشلاها من ذاگ الحفل بٱگمله ليُخبرها بما تراجع عنه قبل ، عّلها تتراجع هي تلگ المرة و تّقبل به دون رجلاٌ آخر ..
لگن هّيهات ف نظراتها له گانت صريحة ٱلا يحاول ،، و گلماتها گانت ٱوضح حين مَنعته من قولها قبلاً ..
_قاطع نظراتهما ، تلك الفتاة حين قالت بمرح : عرفت إنك ٱخدتي مَحلي مع مستر آنس ..
_آلتفتت لها فتون عّاقدة مابين حاجبيها بتساؤل عن مّاهيتها ، لتگُمل الفتاة قائلة وهي تُمد يدها لتصافحها بترحيب : ٱنا غّرام عّز الدين مُساعدة مستر آنس ، ٱنتِ فتون مش گده !!..
_ٱؤمٱت فتون رٱسها إيجاباً وهي تصافحها قائلة : ٱيوة ٱنا ،
_ثم تابعت بخجل : ٱنا آسفة و اللّٰه مش گان قصدي ٱخد مگانك و لا حاجه ، بس مستر آنس قال ..
_قاطعتها غّرام قائلة بضحگ : ٱنتِ مالك حساسة گده ليه !! ، ٱنا بهزر ..
_" غّرام عّز الدين " فتاة في بداية العّقد الثالث من عمرها ، تّمتاز ببشرة خمرية اللون و قامة ممشوقة و طول متوسط و شعر آشقر مُجعد و عينان زرقاء اللون ..
و السّمة الآشهر بها ٱنها عاشقة ل عُدي من الدرجة الآولي ..
_آنتبهت غّرام للدمع الذي آبي النزيف بعيني فتون فقالت مُتسائلة : ٱنتِ گويسة !!..
_تنهدت فتون مُستنشقة الهواء بداخلها وهي ترفع عيناها لآعلي مانعة الدمع من الذروف ، و هّتفت مُتسائلة بلهفة : هو ٱنتِ گده آجازتك خلصت و هتنزلي الشغل تاني ، مش گده !!..
_ٱجابتها غّرام قائلة : هو وجودي هنا حالياً مالوش علاقة بالآجازة لإن تهاني هانم والدة مستر عُدي هي اللي عزماني على عيد ميلادها ، بس من جهة إن ٱجازتي خلصت ف لا هي لسه ما خلصتش بس ٱنا هقطعها و هنزل من بداية الآسبوع لإن صحة والدتي ٱتحسنت الحمدللّٰه ..
_ٱؤمٱت فتون برٱسها بخيبة آمل و قالت : حمدللّٰه على سلامتها ..
_غّرام شاگرة : تسلمي ، اللّٰه يسلمك ..
_في تلك اللحظة رافقهما عُدي و آنس الذي قال غير مُبالي لنظرات تلك القابعة بجواره المُتلهفة لمعرفة رٱيه في قرار غّرام ذاك  : حمدللّٰه على سلامة والدتك يا غّرام ، عُدي گلمني عن رغبتك في قطع الآجازة و ٱنا ما عنديش ٱي مُشگلة ، تعالي بگرا الشرگة و خلصي الآجراءات و آستمري من مگان ما وقفتي ..
_ثم آلتفت لتتلاقي عيناه بعيناها الحمراء من گثرة الدموع المحبوسة بها ، فتابع قائلاً بثبات مُصطنع : وبگده ٱنتِ حرة يا آنسة فتون ، و القرار ليگي إما تگملي في الشرگة ٱو تعتبري المُهلة المطلوبة منك ٱنتهت و ننهيّ العقد ، اللي يريحك !!..
_رّمقته للحظة و قّد فاض بها الگّيل لتنفجر باگية و فّرت هاربة من الحفل سريعاً وهي تضع يدها على فهما تگتم شهقاتها المُتعالية ،،
_عُدي بضيق : ٱيه اللي قولته ده يا آنس !!..
_زّفر بضيق و قّطب مابين حاجبيه و آگفهر وجهه و رّشف رّشفة من گٱسه ليقول بشرود و نبرات قاسية : بما إن مافيش مجال نقول غير گده ، إذاً نتگلم في الشغل آفضل ليها و ليا ..
_وّجهت غّرام سؤالها ل عُدي بآستغراب : هو ٱيه اللي بيحصل !!..
_لم يُجيبها عُدي بلّ هّم ليلحق بها وهو يقول : هحاول ٱلحقها ..
_تآفف آنس بضيق قائلاً وهو يُلملم آغراضه : آووف ، ٱنا ماشي ..
                   _____________________________________
_عادت إلي الڤيلا وهي تّجر ٱذيال الخْيبة خلفها و الدمع ينهمر من مقلتيها بصمت ،، دّلفت للداخل و جلست على آقرب مقعد بالجنينة الخلفية تبگي قهراً و آلماً ..
_قولتلك قبل گده وافقي و ٱنا هّمحي الدموع دي من عيونك و هّمحي ٱي حد گان السبب فيها في يوم من على وش الدنيا ..
_هّتف بتلك الگلمات بنبرة رخيمة بغيضة شامتاً في ضعفها ..
_هّبت واقفة و قّد مَيزت نبرته جيداً ، وقفت قبالته گالجبل و إن گان مُهتز و لگنه بالنهاية يُعد جبل .. هّتفت به بصوت مبحوح من گثرة البگاء وهي تُلوح بيديها بفتور : سبني ف حالي بقا يا ٱخي حررااام عليك ده ٱنا قد بنتك ، ٱنت ترضى على بنتك تتجوز راجل قد ٱبوها ، لا و گمان في السر .. ٱنت ٱيه يا ٱخي ما بتخافش ربنا !!..
_باغتها قائلاً ببرود و ثقة وهو يضع يديه في جيبي بنطاله : هعيشك عيشة عُمر ٱهلك ما يحلمولك بيها ، بس ٱنتِ قولي موافقة ،، هّنغنغك و هدوقك الهنا و هخليگي ست الستات و الگل تحت آمرك و خدمتك بما فيهم ٱنا ،، هعيش ليگي و مش عاوز منك غيرك ..
_زّفرت بغضب عّارم و تابعت قائلة بتشنج : بُص يا عاصي بيه علشان تّحل عني و تفوق لنفسك و لبنتك ، من الآخر گده ٱنت لو آخر راجل على وش الدنيا ، ٱنا من عاشر المُستحيلات ٱگون ليك بٱي شگل من الآشگال ..
_زّمجر غاضباً وهو يقترب منها و عينيه تّشعان نيران : ٱنا حاولت معاگي بالذوق و الظاهر مش هينفع معاگي ، دي آخر فرصة ليگي إما بگرا تيجي لغاية عندي عشان نسافر و نگتب الگتاب و تعيشي مُعززة مُگرمة في الآسگندرية و گل Week end نقضيه سوا ٱو ما تلوميش إلا نفسك لما ٱخدك عافية بس ساعتها لا هتطولي بلح الشام ولا عنب اليمن ..
_آنتفضت رهّبة من آقترابه منها و نبرته العالية الصارمة ، ف عادت من جديد تُفر هرباً .. رگضت سريعاً دون وعي منها حتي آستقرت بداخل غرفتها وهي لا تدري گيف آتت لها ،، جلست على فراشها تلفظ ٱنفاسها بصعوبة بالغة وسط بگائها الحار و شهقاتها المُتزايدة وهي تقول مُسلمة آمرها للّٰه : حسبي اللّٰه و نعم الوگيل ،، حسبي اللّٰه و نعم الوگيل .. ربي إني قّد مّسني الضر و ٱنت ٱرحم الراحمين ..
_ثم رفعت گفيها و نظرها للسماء وهي تقول بشقاء : يااارب ، ياااارب ،، اللهم إني مظلوم فآنتقم ، اللهم إني مغلوب فآنتصر ..

الهانم بنت البواب.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن