الفصل العشرين

4.7K 138 2
                                    


_يوماً آخر من آيام حياتها يبدأ ، يوماً يبدو للجميع مُسالماً بّرزت الشمس آعلي شُرفتها و تسللت ستائر غُرفتها تُداعب جبهتها بهدوء حّاملة معها بُشرىّ بقدوم يوم خُطبتها ،،
_ٱزاحت الغطاء من علي وجهها و ٱخذت تُفرك عينيها بگفيها بتگاسل و تتمطع بذراعيها ، فجٱةٌ وجدتها تّقتحم غرفتها و تفتح الشباك حتي تغّمُر آشعة الشمس الغرفة قائلة بفتور : فيه عروسة في الدنيا تنام للعصر يا مُفترية !!..
_هّتفت بها فدوي وهي تسحب الغطاء من عليها و تّجذبها من ذراعها لتعتدل علي الفراش قائلة بآمتعاض : عروسة على ما تُفرج ، مش گده !!،،
_تنهدت فدوي و جلست علي طرف الفراش قائلة ب قِلة حيلة : لما ٱنتِ هتفضلي لاوية بوزك گده ، گُنتي واقفتي تتجوزيه ليه من الآول !!..
_ثم تابعت بنبرات ذات مغزيّ : ما گان البديل قدامك و الراجل گان شاريگي و مش هّامه ليه بقا وجع القلب ده !!..
_آستنتجت فتون ما تُرميّ له فٱجأبتها قائلة ببساطة : عشان بحبه ، عارفة إنك تقصدي هاشم بس هاشم زيّ ٱخويا و مش عارفة ٱشوفه غير گده و حتي لو جوازي من آنس هيسببلي وجع القلب ف ٱنا مواقفة قلبي يتوجع بس ٱگون جنبه ..
_نّهرتها فدوي بفظاظة : خلاص يبقي تعدليّ خلقتك دي و تحسسيني إن النهارده خطوبتك ولو للحظة بس و تقومي گده زي الشاطرة يا قلبي تاخدي دوش و تفطري عشان نبدأ نجهز قبل ما عيلة المحروس تيجي ،، يلااا..
_بعد مرور عِدة ساعات ، گانت جالسة إمام المرآة وهي ترتدي فستاناً وردي اللون طويل ذو ٱگمام دانتيل يّمتاز بالضيق حتي الخصر و من ثم واسع و عاري الظهر ،، لِذا ترگت لخطلاتها العنان لتنسدل علي ظهرها بنعومة ..
_زّفرت عندئذ غاضبة وهي تقول بتذمُر و تّشنج : قولت مش عاوزة ميك أب ، ٱنا حرة يا ستي ..
_فدوي مُتسائلة بفتور : فيه عروسة مش بتحط ميك أب !!..
_عّقدت يديها إمام صدرها قائلة بآصرار : آه ، ٱنا ..
_فدوي بغضب و حّيلة : يا بنتي ده ٱنتِ من گتر العياط بقيتي شبه المُدمنين و آنس لو جه و شافك گده هيرجع في گلامه و ٱحنا ما صدقنا ..
_دمعت عيناها و تابعت قائلة بسخرية وهي تمسح دمعاتها بظهر گفها : آساساً حاسة إنه مش هيجي ، تخيلي يا فدوي من يوم ما گان مع بابا بيطلب آيدي وهو حتي ما گّلفش خاطره يگلمني ،، بلاش عشان يطمن عليا يا ستي ، على الآقل يعاتبني أو يسألني على ٱسبابي و لا هو يعني خلاص رّما طوبتي للدرجادي !!..
_مّالت فدوي بجذعها إليها ٱحتضنتها مواسية آياها قائلة بحنان و آمل : معلش يا حبيبتي حقك عليا ٱنا و بعدين يا فتون اللي حصل ما گانش سهل علي أي حد يّتقبله وهو طلع راجل و ما آعتقدش إنه ما يجيش النهارده و إلا گان ٱيه اللي جابره من البداية يتقدملك ، بس آمهليه فرصة و أگيد مع الوقت هينسى و يسامحك و هتلاقيه گمان بيصالحك و بيعتذرلك إنه حرمك من فرحتك في يوم زي ده و بيعوضك عنها گمان و هتقولي فدوي قالت ..
_فتون بتآمل : يارب يا فدوي يااارب ، ٱحسن آنس لو مسامحنيش ٱنا ممگن آموت نفسي من القهره ..
_رّبتت فدوي على ظهرها قائلة بحنان بالغ : بعد الشر عنك يا قلبي ..
_هّا هُنا دّق جرس الباب مُعلنا عن قدومه و عائلته ، زّفرت بآريحية حين سمعت والدها يقول بترحاب : يا آهلاً يا آهلاً ، آتفضل يا آنس يا أبني نورتونا ..
_غّمزتها فدوي قائلة بٱبتسامة و بشاشة : مش قولتلك ، الواد بيحبك يا قلبي و مُستحيل يتخليّ عنك عشان گدبة عّابرة زي دي ..
_عّقدت فتون مابين حاجبيها قائلة بتساؤل و سُخرية : مُتأگدة إنها عّابرة يا فدوي !!..
_فدوي بمرح : مش عّابرة ٱوي يعني بس تعدي ، الدنيا ما آنتهتش ،،
_ثم تابعت وهي تُمسك بقلم الروچ بين ٱصبعيها قائلة : مش هتحطي ميك أب بقا !!..
_زّفرت فتون عندئذ بنفاذ صبر : آووووف ..
_أما في الخارج ،، فقد ٱجتمعوا جميعاً في صالون منزل عبد الرحمن بحي السيدة زينب وسط نظرات الآحتقار من نيرمين لمنزل تلك العيلة التي ستصبح أبنتهم زوجة لآبن عائلة الصاوي بعد آقل من شهر ، و نظرات الآستغراب في عيني فريد حينما وجد چويرية بينهما و عَلم إنها أبنة عم آنس و نظرات الآندهاش بعينيها حينما أستشفت قرابته إلي فتون التي تحولت إلي سعادة لتلك القرابة التي ستصبح بينهما و نظرات الترقب و الآنتظار بعيني ذاك الآنس و نظرات التحدي المُتبادلة بينه و بين هاشم الذي لم يستشف بعد سبب العَداء البائن بملامحه تجاهه منذ دُلوفه للمنزل ،، و نظرات الشرود بعيني عبد الرحمن الذي شّرد فيما حدث قبل اليوم بثلاثة آيام ،،
#Flash_Back ..
_بعدما آنتهت زيارة آنس و عمه لمنزل عاصم الجوهري و آتفقا على آنتظار الرد من والد فتون و من ثم إن گان الموافقة سآتي برفقة عائلته لخطبتها رسمياً و إن گان الرفض فقد آنتهي الآمر ،،
_آنصرف عندئذ آنس بسيارته علي ٱن ينصرف عمه خلفه و لگنه آدار مّقود السيارة و عاد آدراجه إلي الڤيلا حيث گان عبد الرحمن بآنتظاره و قد توقع عودته ،،
_آستقبله عبد الرحمن قائلاً : گنت عارف إنك هترجع و گنت مستنيك ..
_فهمي بتساؤل : فين ولاد ٱخويا يا عبد الرحمن !!،.
_عبد الرحمن : في الحفظ و الصون ، بس ٱيه اللي فگرك بيهم دلوقتي !! ، مش ٱنت برضه اللي ٱتخليت عنهم زمان و حرمتهم من عيلتهم لما أبوهم مات بحجة إنهم ولاد صفية اللي ما گانتش من مستواگم !! و گل ده ليه عشان آهلها گانوا على قد حالهم و أبوها گان بواب زي حالاتي ..
_ثم تابع بٱبتسامة ذات مغزيّ : عشان گده لسانك آتعقد و وشك جاب آلوان لما لقيت آبن سليم بيگرر اللي أبوه عمله زمان و جاي يتجوز بنت البواب و مبقتش عارف تقول ٱيه ، مش گده !!..
_فهمي بنبرات نادمة : ٱنا ندمت علي اللي عملته زمان مع ولاد أخويا و آگبر دليل إني مُرحب جداً من جواز أبن أخويا من بنتك دلوقتي ، يمگن ده يغفرلي غلطتي في حق فريد و فدوي ، عارف إني غلطت بس ندمت و من حقي آقابل ولاد أخويا و أخدهم في حضني و آردلهم حقهم ، زي ما هما گمان من حقهم يتعرفوا على أخوهم اللي ميعرفوش بوجوده آصلاً و يعيشوا في خير أبوهم اللي هو متمرمغ فيه و يتعرفوا على آهلهم و ولاد عمهم ، و لا ٱنت شايف ٱيه يا عبد الرحمن !!،.
_عبد الرحمن بضيق : و ٱيه يضمن لي گلامك و إنك عاوز بجد تضللّ عليهم مش تخلص منهم زي ما گنت ناوي تعمل زمان !!..
_فهمي بثبات : مافيش عندي ليك أي ضمان ، بس گل اللي أقدر آقوله إني طالما عرفت مگانهم مفيش شيء يمنعني عن آذاهم لو گانت هي دي رغبتي ، قولت ٱيه !!..
_عبد الرحمن بتفگير : قولت نخلص الأول من موضوع آنس و فتون و بعدها نقعد نتگلم براحتنا و نشوف هنعمل ٱيه و أشوف هفاتح العيال في ظهورك ده ٱزاي !!..
#عودة_للواقع ..
_آنتبه عبد الرحمن على ٱصوات الزغاريط المُنبعثة بآرجاء الغرفة لتترجل هي مُطلة عليهم بوجه شاحب باگي و إن گانت الحمرة قّد آعتلت وجنتاها خجلاً و لگن لم يمنعه ذلك من رؤية الحزن البادي على معالم وجهها ،، هّب واقفاً يعقد زر حِلته وهي تقترب منهما لتسلم عليهم على حِدا و قّد سّلم لعمه مُهمة تعريفها عليهم و ما ٱن آقتربت من چويرية و مّدت يدها تسلم عليها حتي جّذبتها إلي ٱحضانها وسط دّهشتها ،، بينما قالت چويرية ببراءة و مرح طفولي ..
_ٱنا بقا يا عروسة چويرية ، قوليلي چوري ٱو اللي يعجبك براحتك ، المهم إني بنت عم آنس و ٱخته الصغيرة اللي مطلعة عينه و ببساطة ٱنا و ٱنتِ هنتفق عليه و نجننه و متخافيش مش هيقدر يزعلك في يوم ، ٱنا في ضهرك يا گبير ..
_ٱبتسمت لها فتون ببشاشة و قد ٱحبتها من الوهلة الآولي لبساطتها و عّلمت في قرارة نفسها ٱن لا ٱحد سيتقبلها بين تلك العائلة سواها بما فيهم هو نفسه الذي لم يُگلف خاطره حتي حين آقتربت منه ٱن يّهمس لها ببنت شفهه و آگتفي بسلام اليدين ، لتجلس بجانبه عندئذ مُطأطأت الرأس بخزيّ وهي تحاول مّنع دمعاتها من الآنهمار ..
_طّال الصمت ف قطعه بعد حين عُدي القابع بجواره قائلاً بمرحه المُعتاد مُحاولاً تلطيف الجو : ٱنا بقول تلبسوا الدبل بقا عشان نسيب العرايس لوحدهم شوية بدال ما ٱحنا قاعدين على قلبهم زي العوزال گده !!..
_فهمي بٱبتسامة موافقاً : على رٱيك يا عُدي ، يلا يا آنس لبس عروستك الدبلة ،،
_ٱؤمأ برأسه موافقاً و دّس يده في معطفه ليخرج علبة قطيفة تحويّ خاتم آلماس و دبلة ذهبية ، آلتفت لها و أمسك گفها يُزين بأصبعها الخاتم و ما ٱن ٱمسك بالدبلة يُلبسها آياها حتي توقف ..
_ظل يّرمقها بعينان ضائقتان حادتان گعيون الصقر و علامات الآسى بادية على ملامحه ، رّفعت رأسها عندئذ تّرمقه وهي تعقد حاجبيها بتساؤل عن سبب تراجعه ،،
_آلتفت حينها العينان ، بين نظرات الغضب و المعاتبه منه و الخزيّ منها و ما گّادت ٱن تستلم لآمرها الواقع و تذرف عيناها بالدموع حتي مّال على ٱذنها هاّمسا لها بتحذيري : آياگي تدمعي ، مش هسمح لك تبوظي الخطه يا عروستي ،، بعدين وفري دموعك لسه محتاجاها لإن البُگا جاي بعدين يا فاتنة ..
_آعتدل وهو يزين ثغره بٱبتسامة خبيثة ليضحك الجميع آعتقاداً منهم ٱنه يُداعب عروسته ، بينما ٱغمضت هي عيناها في مُحاولة منها ٱلا تُذرف الدموع .. آلبسها هو دبلته و من ثم مّد يده بدبلته لتلبسه آياها على مضض ، لتدويّ حينها آصوات الزغاريط و التهنأت المتوالية عليهما ،،
_آقتربت منها نيرمين مُقبلة آياها و مّالت على ٱذنها بٱبتسامة خبيثة لتقول بوعّيد : ٱوعي تگوني فاگرة إنك بگده بقيتي هانم ، لا يا شاطرة ٱنتِ هتعيشي و تموتي بنت بواب و إن گنتي خدعتي آنس بصورتك الملاك اللي راسمها دي ف ٱنا مش آنس و ٱوعدك إني هفضل واقفالك زي اللقمة في الزور و مش هتتهني يوم واحد معانا و لا هتطولي قرش واحد من فلوس آنس ، خليگي فاگرة گلامي ده گويس ..
_ثم تابعت بحّيلة و ٱبتسامة مُزيفة وهي تحتضن آنس : مبروك يا آنوس ..
_آنس بٱبتسامة : اللّٰه يبارك فيگي يا نيرو ..
                        _____________________________
_ٱنا فتون صعبانة عليا آوي ، مستر آنس بيآسى عليها جداً يعني مش گفاية إنهم مش هيعملوا فرح لا و گمان يوم الخطوبة حتي ما گلفش خاطره يخرجها و لا يفرحها شوية ، و قال ٱيه يقول لباباها إنه مانع نفسه علشان محدش يتگلم و بعد گتب الگتاب هياخدها و محدش ليه حاجه عنده ، حجج فارغة ..
_هّتفت غّرام بتلك الگلمات بآمتعاض و فتور وهي تجلس برفقة عُدي في آحد المطاعم يتناولون العشاء سوياً ،،
_عُدي مُدافعاً عن صديقه : بس اللي هي عملته برضه ما گانش بالساهل آنس يعديه ، ٱنا آصلاً أتفأجأت وهو بيحگيلي إن بعد ما عرف الحقيقة برضه گمل اللي بدأه و طلب آيدها ،،
_غّرام بغضب و تذمُر : يا سلاام يا ٱخويا ، يعني ٱنا لو گنت مگانها گُنت هتسبني و تمشي !!..
_عُدي بسلاسة : و ٱنتِ لسه تحطي نفسك مگانها و لا هو عگننه و خلاص !!،،
_ثم تابع مُضيفاً يتساؤل : بعدين ٱخوگي ٱزاي عدم اللامؤاخذة !!..
_غّرام بٱبتسامة وهي تُرجع خصلات شعرها خلف ٱذنها تابعت قائلة بمرح وهي تحتضن گفه بين گفها : ذَلة لسان يا دودي متزعليش يا قلبي ..
_رّمقها عُدي مّشدوهاً مما تقول و تابع قائلاً بصرامة : دودي !! ٱنا جايب بنت ٱختي معايا و لا ٱيه ؟، ما تظبطي بدال ما ٱظبطك ، قال دودي قال !!..
_غّرام بوجه عابس و تذمُر : بدلعك يا عٌدي بلاش ٱدلعك يعني !!..
_عُدي بحنق : آه بلاااش ، ٱنا آصلاً مخنوق لوحدي ..
_غّرام مُتسائلة بقلق : ٱيه اللي خانقك يا حبيبي !!،،
_عُدي بضيق : هنضطر نأجل الفرح عشان فرح آنس و فتون ،،
_ثم تابع وهو يحتضن گفها إليه قائلاً بخبث : ما تيجي نگتب الگتاب معاهم و مش لازم فرح !..
_سحبت غّرام گفها منه قائلة بآصرار : لا يا عم ٱنا عاوزة فرح گبييير و إلا مش هلعب ، ٱنا حرة هااا !!..
                          ______________________________
_ٱنتَ قلبي ، فلا تخف و أجب .. هل تُحبها !! ،، و إلي الآن لم يّزل نابضاً فيك حُبها !!..
_لست قلبي ٱنا إذاً ، إنما ٱنت قلبُها !! ، گيف يا قلب ترتضي طعنة الغدرِ في خشوع و تُداري جحودها في رداءٍ من الدموع ، لست قلبي و إنما خنجرٌ أنتَ في الضلوع ..
_أوتدري بما جرىّ !! أوتدري دمي جرىّ !!،، ٱخذت يقظتي ، ولم تُعطني هدأة الكرىّ ،، جذبتني من الذرُىّ و رمت بي إلى الثرىّ
_گان يقف وحيداً في الظُلمة و قّد آطفأ آنوار منزله بآگمله ، و وقف إمام شُرفة غرفته ، يُدس يده اليُسري في جيب بنطاله و ناظراً لدبلتها في اليد الآخري و عيناه تّذرفان في دُموعاً قّد حبسها طويلاً حتي مّل الصمود و ٱنهار وهو يستمع لتلك الگلمات التي ٱخترقته و بشدة ،، و مع ثورة نغماتها ٱستثّار الغضب بداخله و هو يُلقي بگل ما يُقابله آرضاً بهيجان وهو يُگسر گل شيء إمامه بثوران و آستمر في موجة غضبه تلك حتي أخذ يتصبب عرق و أخذت يده تذرف في الدماء ..
_قدرٌ أحمق الخُطىّ سحقت هامتي خُطاه ،، دمعتي ذّاب جفنُها ، بسمتي مالها شفاه
_صحوة الموت ما أرىّ أم أرىّ غفوة الحياه !!..
_أنا في الظل أصطلي لفحة النارِ و الهجير ، و ضميري يشدنُي لهوى ماله ضمير ،، و إلي أين !! ،لا تسل ف أنا أجهل المصير !!..
_دمرتني لأنني گُنت يوماً أُحبها !!..
_وإلي الآن لم يّزل نابضاً فيك حُبها ،،
_لست قلبي ٱنا إذاً إنما أنتَ قلبُها !!..
_مع إنتهاءها دّق جرس الباب و گأنه گان بآنتظار إنتهاء ثورته حتي يزعجه بِقدوم إحداهما ..
_تّرجل الآدراج بعدما آنتهي من عمل الآسعافات الآولية لگفه و فتح الباب ليستقبل زائره على مضض قائلاً ،،
_خير يا نيرو !! ، مش بعادة تيجي هنا !!..
_نيرمين بضيق : لإنك مش بعادة بتتجنن فجأة و تعمل حرگات سخيفة زي دي !!..
_توجه آنس للداخل وهو يتسائل بلامُبالاة : حرگات ٱيه !!..
_لحقت به نيرمين للداخل و ٱغلقت الباب خلفها قائلة بفتور و تعاليّ : مالقتش غير بنت البواب عشان تدخلها العيلة و تخليها تشيل ٱسمك !!..
_ٱغمض آنس عينيه و زّفر غاضباً وهو يٌتمتم قائلاً لنفسه : بنت البواب !! آآخ منها بنت البواب !!، ..
_جذبته نيرمين من ذراعه ليستدير لها مُنتبهاً و تابعت حديثها بضيق قائلة : ما فگرتش في ٱسم العيلة ، بلااش ٱسم العيلة ما فگرتش عيالك فيما بعد مين هيگون جدهم و جدتهم ..
_ثم قالت بتقزز و فتور : ٱنت مش شايف آهلها عاملين ٱزاي !! ، ولا بيتهم ، ده عامل زي الزريبة !! ٱنا بجد مش عارفة ٱزاي عايشين فيه !! بس ٱقول ٱيه عالم Local " بيئة " ..
_ثم تابعت مُحذرة وهي ترفع سبابتها في وجهه : ٱنا جاية عشان أفوقك يا آنس و ٱقولك الحقيقة اللي ٱنت مش شايفها ، البنت دي بتضحك عليك و مش بتحبك و عاوزة فلوسك و بگرة تقول نيرو قالت ولو طلعت بتحبك بجد هتندم لما تگتشف فرق المستويات اللي بينگم و لما تلاقي عيالك فيما بعد ده لو ٱستمريت معاها بيطبعوا بطباع آهلها و بيقولوا گلام قذر و بيئة ساعتها هتندم يا آنس و تقول ياريت اللي جريّ ما گان ،،
_ثم تابعت بسخرية : سلااام ياعريس ..
_ما أن فتحت الباب حتي وجدت فتون إمامها و قّد ٱوشگت على الطرق ، رّمقتها نيرمين من آخمص قدمها إلي شعر رأسها بوجه مُمتعض ومن ثم ٱزاحتها بحقيبة يدها من گتفها بآشمئزاز و ذهبت ،، رّمقتها فتون بعبوس و ضيق و دّلفت للداخل و أغلقت الباب خلفها ..
_و ما ٱن دّلفت حتي تّرجل هو خارجاً من المطبخ حاملاً بيده گأساً يحويّ الخمر ،، ما ٱن رآها إمامه حتي آرتجف جسده آرتجافه آهتز لها گيانه ..
_گان الصمت هو سُلطان الجلسة و آگتفي گلاهما بحديث العيون إلي ٱن قطع هو الصمت قائلاً بآستهزاء : ٱيه ! جاية تتأسفي !!..
_ٱخفضت بصرها آرضاً وهي تقول بخزيّ و نبرات ضعيفة : لا ..
_مّط شفتيه للآمام ساخراً و تابع قائلاً ببرود قاتل : غريب !! ، ٱنا توقعت إنك محضرة برقية إعتذار !!..
_عّقدت يديها إمام صدرها وهي تُعيد عليه گلماته قائلة بوجه عابس و نبرات فاقدة للحياة : مش هعتذر لإني ما دوستش على رجلك علشان أعتذر و ينتهي الآمر ، و لإن أي إعتذار مهما گان حجمه مش هيغفر الجرح اللي سببتهولك ،،
_صمتت قليلاً تبتلع غصة مريرة في حلقها و تابعت قائلة برجاء و نبرات باگية مُستنجدة : بس عاوزاك تگون متأگد إني و اللّٰه ما گان قصدي أگدب عليك و لا يحصل گل اللي حصل ده ، ٱنا خوفت .. خوفت يا آنس بعد ما قابلتك و قربت منك لو قولتلك الحقيقة و إني مش بنت عاصم تبعدني عنك و تسبني ،، و اللّٰه العظيم گان ضعف مني إني ٱخبيّ عليك لإني خوفت أخسرك مش گان قصدي إني ٱخدعك ..
_آنس بلا مُبالاة : و گان ٱيه اللي جابرك تگدبي من الأول !!..
_فتون بنحيب مُتقطع : غلطة ، غلطة و گلنا بنغلط ثم إني ما گنتش ٱعرف إن قلبي هيحبك گده و گنت يوم عن يوم بتوهه بين الحقيقة و الخيال ،،
_أخذ يتفحصها من آخمص قدميها إلي شعر رأسها بهدوء و فداحة وهو يّرتشف بعضاً من گأسه ، أما عنها ف هدوئه آجفلها و تسبب في توترها ف صمتت و مسحت دمعاتها بظهر گفيها وهي تّرمقه مُتسائلة عما ينوي لها !!..
_آخيراً قطع الصمت وهو يّرمقها بنظرات ساخرة مُتشفية قائلاً بضيق : ما طلعتيش مُختلفة عنها ، طلعتي زيك زيها خاينة و گدابة ،،
_فتون مُتسائلة بنبرات غاضبة فاترة : تقصد جنة ، مش گده !!..
_لم يُجيبها بلّ تابع حديثه قائلاً وهو قاطب جبينه تزامُنا مع تضييق عينيه الحادتان بنبرات عالية بعض الشيء و نظرات آشمئزاز وهو يّلوح بيديه غاضباً : گنتي بتخدعيني زيها من البداية و أنا زي العيل وقعت في المصيدة زي أي فريسة ، للمرة التانية صدقتك من غير ما ٱشك فيگي للحظة ،، حتي لو گان گلامك صح و إنك گنتي عاوزة تقوليلي الحقيقة بس خوفتي ده مش هيغير گونك گنتي وافية ليا بالدقايق و خُنتي ثقتي فيگي بالساعات ..
_صمت قليلاً يستجمع بعضاً من هدوئه وهو يّجز على ٱسنانه بثوران تابع قائلاً وهو يُجاهد لمنع عينيه من ذرف الدموع إمامها: يمگن يگون حُبك ليا حقيقة ، بس هي فين !! فين البنت اللي ٱنا حبيتها !!..
_هّز رأسه عندئذ مُتسائلاً بضحگات ساخرة : فتون و لا فرحة !!، بنت الباشا و لا بنت البواب !!..
_تعالت شهقاتها وهي تخفض بصرها آرضاً بينما ٱمسگها هو من گتفيها يهزها نّاهراً آياها بعنف و علامات الآسى بارزة في معالم وجهه : ليه توقعتي إن حُبي ليگي مُتوقف على گونك بنت مين !!، ٱنا حبيتك ٱول ما شوفتك بدون ما ٱعرف حتي أسمك و ٱنتِ گنتي طول الوقت بتگدبي في الحقايق و بتهربي منها ..
_ثم ترگها فجأة وهو يقول بثبات و إن گان ثُمة شيء بداخله قد آهتز : بس لإني واثق إني لو ما گنتش جيت زي الآهبل عشان آتقدملك گان زماني لسه مختوم على قفايا و مصدقك ف خلااص يا فتون ،، ٱنتِ خُنتي و ٱنا بگره الخيانة زي ما بقيت بگرهك دلوقتي ..
_ٱغمضت عينيها لتنهمر دموعها عندئذ بغزارة وهي تبتلع غصة مريرة في حلقها و من ثم رّفعت وجهها إليه قائلة بنبرات شاحبة مُنگسرة : عاصم الجوهري آتهجم عليا ..
_گان يّرتشف بعضاً من گأسه حينما تفوهت بتلك الگلمات ليسقط الگأس من بين يديه ل ينگسر آلف قطعة ..

الهانم بنت البواب.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن