طريق الشام

221 12 1
                                    

الجزء التاسع

طريق الشام

بعد ان انتهينا من بعلبك وانتها ولاتهم منا وشمت الشامتون شدوا وثاقنا وعزموا ع سبينا الى بلد جديد كنت واهنة الجسد بدت اثار التعب ع وجهي المصفر والحزن والشوق قد اذابا فؤادي اتجهت الى عمتي زينب

ضجرة باكية

انا : الى اين يريدون بنا اليوم يا عمتي الى بلد بالله عليكي اخبريني فقد ضاق صبري ..ووهن جسدي ياعمة

انحنت الي عمتي زينب عانقتني عمتي وضعت رأسي ع كتفها فاطلقت حسراتها احسست انها كالجمر

قالت :رقية عزيزتي مالنا الى الصبر  يا صغيرتي ..هم يريدون بنا الى الشام ..

عندما سمعتها تنطق اسم ذلك البلد استبشرت وبانت ملامح السعادة ع وجهي ..لم تعلم عمتي زينب بما افكر فهنالك سألقى والدي الحسين كما وعدني واخير ستنتهي معاناتي

سألتها

انا :وكم يوم وسنصل الى هناك ..كنت متلهفة الى بلوغ ذلك المكان ..ركبنا وانطلق موكب السبي من جديد ..كان اطول طريق علينا ..من دون كل الطرق فلقد اشتد ضربهم علينا حيث كان شمراللعين  يأمر اعوانه ان يشتدوا بضربهم علينا حتى نصل مهدودين مكسورين ليسر يزيد بذلك  ولقد ساروا بنا سيرا حثيثا ليلا نهارا من دون راحة ليصلوا بنا في الموعد المقرر وصولهم ..كنت ابكي من الشدة التعب كان الوقت ليلا لم يسمحوا للاطفال بالنوم ع ظهور النياق لان ظهورها عارية من غير وطاء او محامل فكلما غفى طفل هوى من ع ظهر الناقة وهم يريدون ايصالنا بكاملنا الى يزيد اللعين لذا كلما غفى طفل انهالوا عليه بالضرب كنت ابكي ودموعي جارية ع خدي قد تجرحت من شدة البكاء لم افتئ ساعةعن النحيب من شدة تعبي وكنت اصيح: اريحونا ساعة اريحونا ساعة !

هنا صفعني خيال وقال ماكثرت نحيبك يابنة الخوارج!

وهويت من صفعته ع الارض مغشيا علي ..افقت بعد ساعة نظرت ..اين الركب ..تذكرت انني هويت من ع ظهر الناقة…

بكيت وناديت مهلا ايها الركب ..انتظروني !!

عمة زينب لا ترحوا من دوني !!

اريد والدي الحسين !!

ركضت علني اصل اليهم تعثرت من شدة الخوف والفزع ..ويلي ستأكلني الوحوش ..اين انت عني يا والدي لو تعلم حالي ..اين رحلت وتركتني بكف الدهر ..الذي لوعني

وصلت الى شجرة في صحراء وقفت لالتقط انفاسي ولكني هويت الى الارض من شدة تعبي ولم اعي الى بعد ساعة ع رفسات احد جنودهم ..

اه قد رجعت القافلة (نعم رجعت لا برحمة منهم علي وانما ..علمت انهم لما ارادوا ان يرتاحو نزلو في مكان وغرسوا الرمح الذي كان عليه رأس والدي في التراب ..ولما ارادوا الرحيل ابى الرمح ان ينقلع من مكانه فسألوا اخي السجاد عن علة ذلك فقال لهم تفقدوا العيال لعل يتيم وقع ..وفعلا وجدوا اني قد هويت من ع الناقة رأو رأس والدي ملتفتا الى الناحية التي كنت بها ودموعه ع خديه جارية فتتبعوا الاثر و وجدوني ) وصل الي الفارس فرفسني فتحت عيني نظرت ..

فقال ما اسمكِ (لانه تصور اني طفلة من البادية )

فقلت له انا رقية عزيزة الحسين<قبلا كان هذا اللقب لي هيبة وفخرا>

اما الآن بمجرد ان سمع اسم الحسين انهال علي بسياطه

هااا !! عزيزة الحسين اذن ..حسنا لألوعنكي بسوطي مادمت عزيزة الحسين ..

كان يضربني وانا اتلوى كالطير المذبوح واتقلب في التراب ع جوانبي منادية عمتي زينب اغيثيني ..عمتي زينب… والاطفال ينظرون ويصرخون والنساء يلطمن رؤوسهن

رمت عمتي زينب بنفسها من الناقة راكضة نحوي مرددةً واحسيناه ..واحسيناه ويحكم ماتصنعون ..اتركوا اليتيمة ما بقلوبكم رحمة.

وصلت الي احتضنتني وانا ارتعش من شدة الخوف والالم  ..

اركبوني الناقة من جديد واكملنا المسير ومذ علموا انني عزيزة الحسين زادوا بضربهم وتلويعهم لي

..لكني كنت اردد سينتهي المي عما قريب سألقى والدي بخربة الشام وسأخبره ماتصنعون بي ..كانوا يضحكون ساخرين مني ..اكثروا الضرب علينا فكنت اصنع كما تصنع عمتي زينب مع النساء اذ كانت تتلقى السياط عنهن وتدافع بجسدها وتحميهن ..

اما انا فكنت احمي اخواتي وبقية الاطفال كلما جاءهم سوط انحنيت عليهم احميهم حتى اسود متني من الضرب .

دمعة يتم رقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن