خربة الشام ..

326 12 2
                                    

الجزء العاشر

خربة الشام (اللقاء بين الحبيب وحبيبه)

وصلنا بلاد الشام والى ازقتها بالتحديد ..كان كل شيء يختلف حتى طقوس سبيهم اختلفت ..قيودهم ..انزلونا من النياق واوثقونا بوثاق مختلف اذا احضروا جامعة لاخي العليل وهي عبارة عن صفيح متين به ثلاث فتحات واحدة للرأس واثنتين لليدين وحبلا مسننا كان يستخدم لربط النياق ..ربطوه بالجامعة التي برقبة اخي ومن الجامعة الى رقبة ويدي عمتي زينب . طلبت منهم ان يوثقوني معها لاكون بجانبها.. .وبما انني كنت صغيرة كان رأسي يصل الى مستوى يدي عمتي زينب فقد ربطوا الحبل على رقبتي فكانت كلما تعثرت عمتي زينب يشد الحبل على رقبتي فيجرحها حتى غدت الدماء تسيل منها..ولكني كنت صابرة لاني ارى رقبة اخي السجاد تسيل دما ايضا ..

دخلنا ازقة الشام وجدنا الزينة معلقة في كل مكان والاطفال بحلتهم والطبول تقرع ماهذا الاحتفال هل هو عيد !!... هل استبشروا بمقدمنا... هل اخبرهم ابي بقدومنا. ..وما ان توسطنا الحشود حتى انهالوا علينا بالحجارة ..اااه هم ايضا شامتون بنا ..

وصلنا الى قصر يزيد وبقينا ننتظر هنالك ساعات حتى ادخلونا ..وبعد شمت الشامتون وانصرف الناس فرغ يزيد منا وشفى غليه امر بانزالنا الى خربة لبيع الاغنام ..

كانت تقع بين القصر والسوق لا سقف يحمينا من حرارة الشمس ولا جدران من برودة الليل ..كانت جدرانها مهدومة والاوساخ في كل مكان ..فكوا قيودنا لنرتاح اتجهت الى عمتي زينب جلست في حجرها التف الاطفال والنساء حولها وكأنها كوكب الاطمئنان بين هذه الاهوال ..تسكت هذا وتسلي ذاك تداوي جراحات النسوة وتصبرهن عن النحيب ..سألتها .

انا: عمة ما اسم هذا المكان

عمتي : خربة لبيع الاغنام يارقية

ان:خربة!?..هل تقصدين هي خربة الشام ..

عمتي : نعم يارقية !خربة الشام

بمجرد ان سمعتها ..نهضت الى عجلة ..هيا سكينة قومي معي لنرتب الخربة عما قليل سيحل بنا والدي ضيفا اسرعي لنزيل الاوساخ ونرتب مكانا لجلوس والدي... كنت خجلة منه ماذا سيقول ان دخل الخربة ورأى الوساخ ..ربما سيعاتبنا ان رأى عمتي تتوسد التراب ..اخذت ازيح الاوساخ والاحجار ..وقلبي يكاد يذوب من الشوق ..وصلت الى احد اركانها تقربت من الجدار المهدوم حانت لي التفاتة الى سوقها والناس بين ذاهب وعائد هذا يشتري وذاك يبيع... هنا اقتربت مني طفلة بمثل عمري تقريبا

كان يفصلنا بقايا جدار مهدوم.. دنت نحوي سألتني ..

الطفلة: ما اسمكُ ..?

انا: فاطمة ..وينادوني رقية ! ..وانتي?

الطفلة : انا سُمية ..جئت مع والدي للسوق !

ابتسمت الي ابتسامة الاطفال التي تخلوا من الحقد ..وعينها ع رقبتي تنظر وتحاول اخفاء دهشتها..

دمعة يتم رقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن