*ولا يستثنى من هذا المنع العام الا عدة موارد :

16 4 0
                                    

فأول المستثنيات :
   هو الجنس الاخر الذي ارتبط معه الفرد برباط شرعي مقدس، هو رباط الزوجية، أو أي نحو محلل في الشرع. وهو ماذكره الله تعالى في كتابه الكريم إذ قال : {قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ(١) ٱلَّذِينَ هُمْ فىِ صَلَاتِهِمْ خَـٰشِعُونَ} *١.الى أن قال :{وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمٰ حَـٰفِظُونَ(٥) إِلَّا عَلَىٰٓ أَزْوَٰجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ فَإَنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(٦) فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَــٰٓئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ} *٢.

وهذا هو الطريق الشرعي الوحيد في الاسلام، لاشباع الغريزة وسد حاجاتها، والاتصال على هذا المستوى المقدس جائز جوازاً مطلقاً.


ثاني المستثنيات :
     هم جماعة من اقارب الشخص يسمون بالمحارم في الاصطلاح الفقهي، يجوز للفرد الارتباط بأفرادها ارتباطاً اجتماعياً، وإن كانوا من الجنس الاخر. وهم الذين نص عليهم في القرآن الكريم في قوله تعالى : {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَــٰتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَ ٰتُكُمْ  وَعَمَّــٰتُكُمْ وَخَـٰلَـٰتُكُمْ وَبَنَاتُ ٱلْأَخِ وَبَنَاتُ ٱلْأُخْتِ وَأُمَّهَـٰـتُكُمُ ٱلَّـٰـتىِٓ أَرْضَعْنَكُمْ وَ أَخَوَٰ تُكُم مِّنَ ٱلرَّضَـٰـعَةِ وَأُمَّهَـٰـتُ نِسَآئِكُمْ} *٣.الى اخر الاية.

وهذا الجواز ثابت لكلا الجنسين، فإن كان رجل جاز له مقابلة أقاربه من النساء، وأن كانت امرأة جاز لها مقابلة هؤلاء الاقارب من الرجال. وجواز النظر في هذا المستوى مقتصر على النظر الى الفرد بلباسه الاجتماعي الاعتيادي، ولايجوز الزيادة عليه.


ثالث المستويات:
    هي تلك المرأة التي التزمت بالآداب الاسلامية واطاعت اوامر الاسلام بالستر والحجاب، وغضت بصرها عن الحرام، وقصرت اعمالها وحواسها على الحلال. يجوز لها في حدود ذلك القيام بأي شكل من الفعاليات الاجتماعية، وبأي نشاط بناء في سبيل إرساء قواعد المجتمع على أفضل الأسس وأحسن القواعد.

فإنه ليس معنى الحجاب،الا صيانه الفضيلة والعدل في علاقات الجنسين، وليس معناه جعل سد منيع وهُوَّةٍ سحيقة بينهما.

فالمرأة في الاسلام، وفي حدود مافرضه من اداب، لم تمنع عن تلقي العلم ولا عن التجارة ولا عن اي امر اجتماعي اخر، مفيد للمجتمع الاسلامي. ومن ثم نرى سماع صوت المرأة الاجنبية جائز في الاسلام، بشرط على ان تقتصر على اداء الحاجات الاجتماعية، من دون ان يكون مثير للفتنة والفساد. قال الله عز وجل :{فَلَا تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فىِ قَلْبِهِ مَرَضٌ} *٤.
الا انه من الصحيح أيضا، ان الاسلام حث المرأة على الالتزام بما تقتضيه طبيعة تكوينها، كأم لاولاد وربة لاسرة وزوجة صالحة لها من هذه النواحي عدد من الحقوق وعليها كثير من الواجبات، مماسوف نتناوله في حديث جديد.

______________________________________________
*١.سورة المؤمنون، الآية: (١-٢)
*٢.سورة المؤمنون، الآية:(٥-٧)
*٣. سورة النساء، الآية:(٢٣)
*٤.سورة الأحزاب، الآية:(٣٢)

الأسرة في الاسلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن