الحديث السابع _عمل المرأة في البيت وخارجه :

21 3 0
                                    

كلنا ندرك ما أولته الطبيعة، بعناية الله عز وجل، للمرأة من مميزات جسمية وعاطفية، لأجل تكوين الاسرة وبناء الجيل الجديد، حتى لقد كانت المرأة مخلوقاً (أُسَرِيَّاً) أكثر منها ذات أي وصف آخر.

فهناك اللقاء العاطفي بين الجنسين، التي تتعقد به بذور الذرية الاولى، ذلك اللقاء التي تمثل المرأة أحد ركنيه الاساسيين. وانفعال المرأة بهذا اللقاء بشكل عاطفي حساس ضروري لأن يكون اللقاء منتجاً وصالحاً للانجاب، فإن اللقاء الجاف وان كان ممكنا الا انه لا يمكن ان يكون مثمراً بحال من الاحوال. ومن المعلوم ان اللقاء الوجداني بشكله المطلوب لايتوفر الا على صعيد الاسرة وفوق صرح الزواج.

   وهناك مدة الحمل، وساعة الولادة التي تقاسي المرأة خلالها ثقل الحمل وألم المخاض، وتكون خلالها في أشد الحاجة للرعاية والاستجمام. فإن العمل الممض قد يؤدي الى الاجهاض. فتخسر البشرية فرداً كان يمكن ان يؤدي لها أَجَلُّ الخدمات. ومثل تلك الرعاية يتعذر على المرأة الحصول عليها إلا في الجو العاطفي في الاسرة المتماسكة.

وهناك فوق كل ذلك ونتيجة لذلك، تربية الاولاد، التي هي العنصر الاهم في الاسرة، وهي رسالة المرأة الكبرى التي وجدت لاجلها واختارها الله للاضطلاع بمهامها. واعطاها من المميزات الجسمية والنفسية ماتستطيع به الصبر والمثابرة على مهمتها الشاقة الطويلة. وهي رسالة كبرى ومهمة عظمى تتحمل المرأة قسطها الوافر تجاه ربها ودينها وتجاه مجتمعها وأمتها من ناحية اخرى. واللازم عليها أن تكون بمستوى المسؤولية، فتنتج افراداً صالحين خيرين بنائين، يقدمون لخير الامة والبشرية ما استطاعوا من خدمات.

واداء هذه الرسالة الكبرى منوط ايضا بالاسرة، فإن التربية الصالحة، وإنشاء الانفس المخلصة البناءة، لايكون مضموناً الا تحت إشراف الابوين. وما يبذلانه من عطف ورعاية، لانها المدرسة الاولى للفرد، وبها ينال الفرد أسسه الفكرية الكبرى التي يحتذيها في سائر ايام حياته.

  إذا عرفنا ذلك، وتميزنا بوضوح الدور الطبيعي الهام التي تؤديه المرأة والمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقها، استطعنا ان نفهم بوضوح اهمية عمل  المرأة في البيت لإشرافها على مملكتها الصغيرة واخلاصها بجد وشرف على إداء المسؤولية، ونفهم مدى الضرر الاجتماعي الكبير الذي يحدث إذا غادرت المرأة بيتها وغمطت حق اسرتها وعملت في مصاف الرجال.

  أما عملها في بيتها في الاداء الصحيح لرسالتها الجليلة تجاه زوجها واولادها وامتها. لكي تكون المدرسة الاولى لرجال الغد وبناة المستقبل، فتزرع في عقولهم المثل العليا وفي نفوسهم السجايا الصالحة والاخلاق الحميدة، لكي تقدم الى المجتمع بكل فخر واعتزاز أفراده الصالحين المأمولين لكل خير.

   ولانقصد في عمل البيت إلا ماكان داخلا في هذا الخط، ومتمشيا مع هذا الهدف، اي الجهد الذي تبذله المرأة في سبيل أداء حق زوجها وتربية اولادها. وأما ما زاد على ذلك فليس واجباً عليها وليس من حق احد مطالبتها به، وانما تتبرع به الزوجة _ان تبرعت _في سبيل ارضاء أسرتها وارضاء ربها وتحصيل ثوابه الموعود.

الأسرة في الاسلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن