الفصل الأول

13.5K 289 16
                                    

-"صحيح اللي اختشوا ماتوا ، مش عارفة إزاي الجدع ده كل يوم يرجع بيته وهو معاه واحدة من إياهم ومراته مستحملة ده كله وساكتة، ده لو منير جوزي عملها كنت قطعت لحمه بأسناني ورميته لكلاب السكك تنهش فيه، ربنا يكون في عونك يا مريم ويصبرك على الحيوان ده وياخد الحرباية أمه اللي مشجعاه على عمايله دي".

ألقت "إيناس" هذه العبارة وهي تشاهد من شرفة بيتها جارها بهاء أثناء دخوله إلى منزله وهو في حالة سُكر وكالعادة يصحب معه واحدة من فتيات الليل دون أن يشغل باله بأحكام الدين أو العادات أو أعراف المجتمع كما أنه لم يكترث بمشاعر زوجته التي تشاهد هذه المظاهر المقززة كل ليلة ولا يمكنها أن تصرخ أو تشتكي من أفعال زوجها الساقط الذي لا يجوز أن يطلق عليه لقب رجل لأن هذا سيكون ظلم وافتراء في حق الرجال فهو ليس عنده نخوة أو كرامة ولا يتحمل المسؤولية بل يلقي بكل شيء فوق رأس والدته التي أفسدته بدلالها الزائد عن الحد.

دلف "بهاء" إلى شقته التي تقع في منزل عائلته وهو يدندن بكلمات إحدى الأغاني ويمسك بيده إحدى الساقطات التي أطلقت ضحكة مائعة عندما همس بهاء في أذنها ببعض الكلمات الخادشة لحياء أي امرأة محترمة وليس تلك الساقطة التي لم تعرف يوما معنى الاحترام والشرف.

ارتفع صوت الضحكات ووصل إلى مسامع "مريم" التي كانت تجلس داخل غرفة ابنتها وتربت على شعرها حتى تجعلها تنام.

كزت مريم على أسنانها من تصرفات زوجها الذي لا يكف أبدا عن جلب العاهرات إلى المنزل أمام أعين الجميع دون أن يفكر في ابنته الصغيرة التي تشاهده دوما وهو يهين والدتها بتصرفاته.

خرجت مريم من الغرفة وأمسكت زوجها من تلابيب قميصه وصرخت فيه بعصبية فهي لم يعد بإمكانها أن تحتمل كل هذه الأفعال وتظل صامتة وكأن حياتها تسير بشكل جيد ولا تواجه بها أي مشاكل:

-"دي بقت عيشة تقرف ، هو أنت كل يوم ترجعلي في أنصاص الليالي يا إما سكران أو جايب في إيدك واحدة ست زبالة من اللي بتعرفهم ، يا شيخ حرام عليك، طيب راعي على الأقل منظرنا قدام الجيران لما يشوفوك وأنت بتعمل كده وفكر في بنتك وشوف منظرها هيكون عامل إزاي لما تكبر والناس يعايروها بعمايلك السودة ده غير أن مفيش ولا واحد هيفكر يتقدملها بسبب سمعتك المهببة".

وجهت مريم بصرها نحو تلك الفتاة التي كانت تطالعها بنظرات متهكمة وقالت:

-"امشي يا بنت أنتِ غوري اطلعي برة يا رخيصة بدل ما هصوت وهلم عليكِ الناس وهخليكِ تباتي النهاردة في الحبس".

دفعها بهاء بحدة أسقطتها أرضا ورمقها باحتقار قائلا:

-"اتمسي يا مريم بدل ما هخلي ليلتك سودة ، اللي أنتِ بتقولي عليها رخيصة دي أنتِ تبقي أرخص منها يا روح أمك وإذا كنتِ ناسية فأحب أفكرك أني اشتريتك من أبوكِ عشان تعيشي معايا هنا مجرد جارية تكنسي وتمسحي وتبقي خدامة تنفذي طلبات أمي وأختي وتكوني جاهزة على سنجة عشرة عشان لو جالي مزاج أبص في خلقتك المهببة ولو سمعت صوتك دلوقتي هطين عيشتك وهتصل بأبوكِ يشوف شغله معاكِ".

شظايا أنثى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن