ألم فظيع لا يمكن احتماله تمكن من نورا التي كانت تتسطح على سريرها وجعلها غير قادرة على الحركة وليس هذا فحسب وإنما أخذت تتلوى وتكز على أسنانها فالوجع الذي تشعر به قد فاق قدرتها على التحمل.
استطاعت نورا أن تخرج صوتها بصعوبة وأطلقت صرخة عالية تستنجد بها بأي شخص يخلصها من العذاب الذي تشعر به.
وصل صراخ نورا إلى سميرة التي حضرت بسرعة ورأتها بتلك الحالة فعلمت على الفور أنها تعاني من آلام المخاض.
اتصلت سميرة بمروان وأخبرته بما يجري فترك كل ما في يده وعاد بسرعة إلى المنزل ثم اصطحب نورا ووالدته إلى المستشفى وأبلغ الطبيبة المسؤولة أن زوجته وصلت إلى مرحلة المخاض ويجب أن تضع طفلها الآن.
دخلت نورا إلى غرفة العمليات وظلت بداخلها فترة طويلة جعلت مروان يشعر بالقلق على طفله الذي يستوطن أحشائها.
ربتت سميرة على كتف مروان بعدما لاحظت مدى خوفه وهمست له بحنو:
-"إن شاء الله الولد هيكون كويس ومش هيحصله أي حاجة بس أنت اهدى ومتخافش، كل حاجة هتكون كويسة".
بمجرد إنهاء سميرة لجملتها خرجت الممرضة وهي تحمل الطفل في يدها فأطلقت سميرة أغرودة بعدما رأته واطمأنت عليه وشعر مروان بالسعادة لأنه لم يمس ابنه أي مكروه.
استغربت الممرضة من عدم سؤال كل من سميرة ومروان عن نورا فلوت شفتيها بامتغاض وتمتمت:
-"يا نهار أزرق يا ناس، شوف الراجل اللي مراته طلع عينيها جوة أوضة العمليات وهي بتولد ومهانش عليه يسأل عن أخبارها ويطمن عليها".
شعرت الممرضة بالغضب والاشمئزاز من مروان ووالدته بسبب موقفهما من نورا وحملت الطفل وذهبت به إلى الحضانة وتمنت ألا تتعرض أي امرأة لهذا الموقف أبدا لأنه شعور قاسي يقهر النساء اللواتي يحتملن كل أنواع الألم والمعاناة أثناء الحمل ويجدن في النهاية أنه لا يكترث أحد لأمرهن.
نظرت سميرة إلى مروان وسألته:
-"مقولتليش يا مروان قررت تسمي ابنك إيه؟"
ابتسم مروان وهو يجيب:
-"هسميه فارس على اسم أخويا اللي مات وهو عنده خمس سنين".
دمعت عيني سميرة واحتضنت ابنها الذي لم يخالف رغبتها ولكن امتغضت ملامحها بعدما تذكرت أمر كادت تتناساه في غمرة سعادتها بقدوم حفيدها:
-"طيب ومين اللي هيربي فارس يا مروان؟ أكيد أنت مش هتسمح أن نورا هي اللي تربي ابنك وتهتم بيه".
أكد مروان كلمات والدته بقوله:
-"مظبوط يا ماما، أنا فعلا مش هخلي نورا هي اللي تربي ابني لأنها هتورثه أنانيتها وحقدها وطبعها المقرف اللي ورثتهم عن أمها وعشان كده أنا هجيب لأبني ست تستاهل أنها تبقى أم فعلا وهبعد نورا عنه ومش هخليه يعرف أي حاجة عنها".
أنت تقرأ
شظايا أنثى
Literatura Femininaدلف "بهاء" إلى شقته التي تقع في منزل عائلته وهو يدندن بكلمات إحدى الأغاني ويمسك بيده إحدى الساقطات التي أطلقت ضحكة مائعة عندما همس بهاء في أذنها ببعض الكلمات الخادشة لحياء أي امرأة محترمة وليس تلك الساقطة التي لم تعرف يوما معنى الاحترام والشرف. ارتف...