عاصفة أطاحت بعقل كل من شريف ورانيا وأنور بعدما سمعوا الكلام الذي قالته مريم عندما دلفت إلى منزل إحسان برفقة سلمى فقد أثار هذا الأمر استغرابهم وتساؤلاتهم التي أجابت عنها مريم بمنتهى الثبات الذي جعلهم يظنون أنها قد فقدت عقلها بشكل نهائي.
أمسكها شريف من ذراعها بقسوة وهو يصيح بخشونة:
-"أنتِ اتجننتِ يا مريم؟! إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده؟! إزاي تتنازلي كده عن كل حاجة بمنتهى السهولة؟! بهاء كان خلاص انتهى والموضوع كان هيخلص أول ما البوليس يقبض عليه وساعتها كنا هنرتاح منه بس اللي أنتِ عملتيه خلاه يخلص من كل مشاكله وهيرجع لبيته وعيلته من غير ما يكون خايف من البوليس".
نفضت مريم ذراع شريف وصاحت بحدة:
-"أنا عملت كل ده عشان خاطر بنتي اللي بهاء مضى تنازل عن حضانتها لما وافقت على شروطه يعني مش هيقدر ياخدها مني بعد كده وده اللي أنا كنت عايزاه من الأول".
لم يكن باستطاعة شريف أن يستوعب حديث مريم التي تتصرف وكأنها نسيت كل المعاناة التي عاشتها بسبب بهاء!!
حمل شريف هاتفه الموضوع على الطاولة وخرج من منزل خالته بعدما ضرب الباب بعنف وتبعه أنور بعدما رمق مريم بنظرات لوم وعتاب لأن تصرفها أحزن صديقه الذي كان يريد أن يرتاح من وجود بهاء حتى يعيش معها حياة سعيدة دون أن يوجد بينهما شخص حاقد يسعى لتدمير زواجهما.
رمقت رانيا مريم بخيبة أمل وتحدثت بنبرة حزينة لم تختلف عن ملامح وجهها التي تبدلت إلى الضيق بعدما علمت أن صديقتها تنازلت عن القضية وأن بهاء صار بإمكانه أن يعود إلى حياته السابقة دون أن يخشى أي شيء:
-"خسارة يا مريم، حقيقي خسارة بجد، أنتِ اتصرفتِ بشكل منفرد ومن غير ما تفكري فينا ونسيتي أن بهاء حاول يقتلني ولما مدحت اتقتل في الحبس وقتها أملي ضاع في أني أخد حقي من بهاء بس قضيتك خليتني أقول لنفسي أن حتى لو بهاء متعاقبش عشان اللي حاول يعمله فيا فهو هيتعاقب عشان لبسك قضية قذرة بس للأسف أنتِ ضيعتي الأمل ده بتصرفك يا مريم".
أخذت رانيا حقيبتها وانصرفت وهي تبكي بشدة وتركت مريم خلفها تشعر بالسوء من نفسها لأنها كانت سببا في حزنها.
دلفت مريم إلى غرفتها دون أن تنظر إلى وجه إحسان حتى لا ترى نظرات اللوم في عينيها وجلست على السرير تتذكر الحوار الذي دار بينها وبين عزيز وكيف استطاع أن يقنعها بوجهة نظره.
-"واضح كده أنك اتجننت يا عزيز، أنت إزاي عايزني أتنازل عن القضية وأطلع بهاء منها؟! الظاهر كده أن بهاء هو اللي باعتك عشان تقولي الكلام ده وأنا غلطانة أصلا أني وافقت أقعد وأسمعك من الأول".
كادت مريم تنهض ولكن منعها عزيز بقوله:
-"استني بس يا مريم واسمعي كلامي للأخر وصدقيني الكلام كله هيكون في مصلحتك ومصلحتي".
أنت تقرأ
شظايا أنثى
Literatura Femininaدلف "بهاء" إلى شقته التي تقع في منزل عائلته وهو يدندن بكلمات إحدى الأغاني ويمسك بيده إحدى الساقطات التي أطلقت ضحكة مائعة عندما همس بهاء في أذنها ببعض الكلمات الخادشة لحياء أي امرأة محترمة وليس تلك الساقطة التي لم تعرف يوما معنى الاحترام والشرف. ارتف...