-"قضية زنا!! بهاء لبس لمريم وشريف القضية دي عشان يخليها ترجعله غصب عنها".
جحظت عيني رانيا وكأنها أصيبت بصاعقة شديدة بعدما أخبرتها مساعدتها بما فعله بهاء مع مريم وشريف فهذا الخسيس الحقير أثبت لها أنه غرق منذ زمن طويل في مستنقع القذارة والحقارة.
مر يومين فعلت بهما رانيا كل ما بوسعها ولكنها لم تتمكن من إخراج مريم بكفالة مثلما كانت تريد.
ذهبت رانيا إلى قسم الشرطة والتقت بمريم وعلمت منها بكل ما حدث.
ربتت رانيا على كتف مريم التي تبكي بانهيار وقالت:
-"والله العظيم لهخليه يدفع التمن ويندم على اللي عمله".
هتفت مريم بنبرة متحشرجة:
-"بهاء جه وقالي أنه ممكن يتنازل عن القضية اللي لفقهالي بشرط أني أرجع على بيته وأكون خدامة وأبوس جزمة أمة وكمان عايزني أتنازل عن كل حقوقي وعن حضانة سلمى عشان لو اتطلقنا في المستقبل ميبقاش خسران أي حاجة وقالي أني لو رفضت عرضه فساعتها هتسجن وهيقدر يحرمني من بنتي ومش هيخليني أشوف وشها تاني".
تابعت مريم حديثها من بين شهقاتها:
-"أنا مش هقدر أرجع على بيته تاني وأعيش في نفس الذل اللي فضلت مستحملاه أكتر من سبع سنين ومش هتحمل خسارة سلمى ، اللي واجع قلبي هو أني حتى لو خرجت من هنا فخلاص أنا اتفضحت وسيرتي بقت على كل لسان ومحدش هيصدق أني شريفة".
كادت رانيا تتحدث ولكن قاطعتها مريم التي تمتمت بمرارة بعدما ابتلعت تلك الغصة القاسية التي صارت ملازمة لها منذ تلك اللحظة التي ألقت بها الشرطة القبض عليها في منزل شريف:
-"عارفة يا مدام رانيا إيه هي أكتر حاجة واجعة قلبي ، سلمى بنتي اللي هتعاني طول عمرها بسبب اللي بهاء عمله فيا ، ده حتى مفكرش يتراجع عن الخطة الشيطانية دي رغم أنه عارف كويس أن الناس هتعاير بنته لما تكبر وهيقولوا أن أمها واحدة مش كويسة ومشيها بطال".
شعرت رانيا بالحزن على ما حل بمريم فهي امرأة لم يتجاوز عمرها الثلاثين ورأت من المصائب والمتاعب قدرا كبيرا يكفي لتحطيم أي شخص.
غمغمت مريم بأسى وهي تغمض عينيها تاركة العنان لدموعها التي أخذت تهطل على وجنتيها:
-"شريف هو كمان ملوش ذنب في خلافاتي مع بهاء ورغم ذلك اتبهدل بسببي وسمعته بقت في الأرض قدام قرايبه وحماه وكل ده لأنه حبني في يوم من الأيام وحاول يقف جنبي في محنتي وعشان كده أنا مش هكرر الغلطة دي مرة تانية".
عقدت رانيا حاجبيها بريبة قائلة:
-"قصدك إيه بالكلام ده يا مريم؟!"
نهضت مريم وهي تهتف بحزم:
-"أقصد أني مش هستنى لما أنتِ كمان تتأذي من بهاء بسببي وعشان كده أنا عايزاكِ تبعدي عني وأوعدك أني هتصرف وهختار حل يناسبني".
أنت تقرأ
شظايا أنثى
Chick-Litدلف "بهاء" إلى شقته التي تقع في منزل عائلته وهو يدندن بكلمات إحدى الأغاني ويمسك بيده إحدى الساقطات التي أطلقت ضحكة مائعة عندما همس بهاء في أذنها ببعض الكلمات الخادشة لحياء أي امرأة محترمة وليس تلك الساقطة التي لم تعرف يوما معنى الاحترام والشرف. ارتف...