الفصل الاول

600 17 0
                                    

داعب ضوء الشمس وجهها المستدير ليلفح بشرتها الحليبيه بنعومه ملامساً وجنتاها الطفوليه و شفتيها الكرزيه ، ليلمع شعرها الاسود الناعم وهو منسدل بجانبها على الوساده بحريه طير يحلق بالادغال بطريق الرياح العاتيه
رفعت جفونها ببطئ لتظهر حدقتاها بلونها الشبيه بلون العسل ، المحاطه بأهدابها الكثيفه
نظرت لنفسها لتجد نومتها الخاطئه قد اثرت على ظهرها بالسلب فقد كانت احدى قدماها منثنيه اسفلها و الاخرى ساقطه بجانب الفراش فكانت تشبه القرود نائمه لا تشعر بما حولها
اعتدلت ببطئ تطلق تأوهات بصوت خفيض ثم نهضت بعدها لتجد ان الساعه الان الثامنه و النصف صباحاً فتثائبت ببطىء وهي تسير ثم فتحت عيناها على وسعيهما و هي تقفز بالهواء منطلقه نحو المرحاض صارخه :
-الشغل يلهوااااااي الشغل الساعه 9 و الطريق لوحده بياخد نص ساعه

ركضت نحو المرحاض و بمجرد دلوفها انزلقت قدماها فسقطت على ظهرها و اصتدمت قدمها المتألمه بحافه حوض الاستحمام فصرخت بصوت خفيض ناهضه عن الارض و اسرعت لتقوم بصب بعض الماء على وجهها و يديها ثم خرجت ممسكه بالمنشفه قاذفه ايهاها على احدى الكراسي الموجوده بالغرفه بأهمال قبل ان تتجه نحو خزانه الملابس الخاصه بها فألتقطت الزي الذي رتبته اليوم السابق كي ترتديه فهذا اول يوم لها بالعمل بعد قبول طلبها وعملها بأحدى شركات الاستيراد و التصدير فهي تملك من العمر 23 عاماً خريجه كليه تجاره قسم إداره اعمال فهي (نادين محمد السالم)
ارتدت ملابسها المكونه من ستره و قميص و تنوره قصيره تصل إلى اعلى ركبتيها فمن الواجب عليها ان تظهر بمظهر منمق فهي الواجهه الرئيسيه للشركه (سكيرتيرة المدير)
ثم صففت شعرها على هيئه ذيل فرس عاقده اياه بأنشوطه متجهه بعدها نحو الباب ثم نظرت بالساعه لتجدها التاسعه إلا الربع فشهقت و خرجت سريعاً فقابلت شقيقتها الوحيده سلمى ذات الثمانٍ عشر عام تجلس امام والدها يتناولون الافطار
فقالت سلمى بسرعه:
-خدي يا ناادين رايحه فين تعالي افطري معانا

فأسرعت نادين نحو الباب سريعا وهي تقول باستعجال :
-لا لا لما اجي احسن اتأخررت

فقالت سلمى بمكر وهي تضرب بالشوكه على الطبق :
-برااحتك دا انا عملالك بيض بالبسطرمه و بطاطس صوابع و .....
لم تكمل سلمى حديثها إذ جائت نادين مسرعه نحو الطاوله و امسكت بيدها بعض الخبز المحشو الذي جهزته لها و ركضت مره اخرى نحو باب المنزل مسرعه حتى كادت تتعثر
فقال والدها محمد بضحك :
-ايه يا بنتي براحه شويه

فصرخت نادين من الخارج وهي تغلق الباب :
-متأخره

و اسرعت راكضه نحو الطريق ثم اوقفت سياره اجره لتتجه بعدها نحو الشركه ، شركه (القاسم)

                       *********                      
     ؛،؛،؛،؛،؛،على جانب اخر ؛،؛،؛،؛،؛،

استيقظ " ثائر " ذا الثالثه و الثلاثون من عمره بنشاط و اتجه نحو المرحاض و خرج لينظر بساعته فوجدها الثامنه فتوجه نحو خزانه ملابسه و اخرج بذله انيقه تناسب مكانته كمدير للشركه من اللون الاسود ،اسفلها قميص رمادي اللون ثم نظر لنفسه بالمرأه و قام بتمشيط شعره الاسود الحريري اللامع للأعلى فقد كان شعره طويلا بعض الشئ بجسده الصلب و طوله الفارع و بشرته البرونزيه و عيناه السوداوتان كسواد الليل يوم خسوف القمر
ثم ارتدى حذائه الاسود ووضع ساعه يده الثمينه و قام بأشباع ملابسه من عطره الفاخر و توجه بعدها نحو الباب ثم فتحه دالفاً خارجه بخطي واثقه هادئه
و على درجات سُلم القصر قابل شقيقته ريماس ذات التاسعه عشر
جوهرته الثمينه كنزه الاثري الذي يسعى بكل ما يملك من قوه ان يحافظ عليه من ما يحزنه
ترتدي ثوباً من اللون البنفسجي يصل لأسفل ركبتيها بحمالات عريضه و فتحه صدر عميقه و انشوطه من الخصر للظهر من اللون الوردي و حذاء اطفالي من اللون الوردي ايضاً و كذلك انشوطه شعرها الغجري
فقالت بتساؤل رقيق :
-ابيه ثائر كنت عايزه اروح لصحبتي انهارده ينفع ؟

فنظر لها بنصف عين قائلا بنبره ذات مغزى :
-قولي بقا الرقه دي كلها عشان كدا

ثم صمت قليلاً و اردف :
-بس انتي عارفه ردي

فأدمعت عيناها و توجهت نحو غرفتها دون حديث

فمرر ثائر يده في خصلات شعره الطويله و هم بالنزول لإسفل محدثاً نفسه :
-انا بعمل كل دا عشان خايف عليكي يا حبيبتي

قابل بالأسفل والده سليم يجلس على إحدى الارائك ممسكاً بيده جريده يقرأ ما دون بها باهتمام

فقال ثائر متوجهاً نحو باب القصر :
-انا ممكن اتأخر انهارده شويه

فقال والده " عدلي " :
-تمام و جهز نفسك بكرا اخويا عادل و مراته و بنته جايين

فتنهد ثائر بضجر قائلا :
-تمام

ثم توجه نحو سيارته ليجلس بالمقعد الخلفي و يجلس السائق بالمقعد الامامي متجهاً نحو شركته او شركه العائله التي يملك هو وحده نصفها

★★★★

ترجلت نادين من السياره امام الشركه لتطالع الزجاج الخارجي لها ثم توجهت سريعاً نحو الباب لتسمع من خلفها صوتاً ينادي عليها فالتفت بكامل جسدها فوجدت رجل الامن يقف امام سيارتها و قد كبل اطاراتها
فعادت إليه بسرعه لتقول بدهشه :
-ايه في ايه اللي بيحصل هنا

فحدجها الرجل ببرود ليقول بعدها :
-ممنوع الوقوف هنا يا انسه و دي مخالفه لعربيتك و الونش هييجي يشيلها كمان شويه

فنظرت له بنظراتها الناريه لتقول بعدها :
-طب انا بقا مش هتحرك من هنا و شيل البتاعه دي احسنلك و إلا....

فنظر لها الرجل باستخفاف قائلا:
-و إلا ايه ؟

فتلجلجت قليلا قائله بثقه مصطنعه و هي ترسل اشاره تحذيريه بأصبعها:
-و إلا مش عارفه هعمل فيك ايه

تصويت ومتابعة⁦❤️⁩

#ثائر_في_بلاد_العشاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن