#في_علم_الغيب_4
الحلقة الرابعةركضنا كلنا لبرا وصرنا ندوّر بساحة البيت الخارجية.. وبمدخل البناية.. الباب فعلاً كان مفتوح.. بس الشوارع فاضية وهادية والناس ببيوتها.. بابا قال وين بده يهرب!.. رح اتصل بالشرطة.. بعد دقايق كانت الشرطة بالبيت.. فتشو المكان وقالولنا هالفترة كثرانين الحرامية وخصوصاً حوالين الأبنية.. ياريت تقفلو الباب كويّس.. ليه ما في عندكم بوّاب؟.. قال بابا بحياته ما صار عنا أي سرقة من سنين أو تعرضنا لشي.. بس الظاهر صار لازمنا بوّاب.. رح أتفق مع السكان وندبر واحد.. طلعو الشرطة ونحنا تكركب البيت.. وسام حكالي بهدوء شفت يلي صار؟.. البنت كانت عم تعزف وفي واحد مسلح حاول يقتحم بيتها.. مو كأنه يلي صار بشبه حلمك؟.. طلبت من ود تقرّب وسألتها عن المقطوعة يلي كانت تعزفها.. يلي خوّفني إنها كانت نفس المقطوعة يلي عزفتها تسنيم!!.. استغربت من موهبة ود الجديدة.. قالت أنا صرلي مدة طويلة عم بروح على معهد للموسيقى وكله بسبب تأثري ببطلة رواية أنثى من الخيال.. كانت بتتطلع عليه بطريقة غريبة.. وبنفس الوقت خوفها كان طبيعي!.. ما بنكر إني خفت عليها خصوصاً إني بعرفها من زمان كتير من وقت ما كانت صغيرة وربيت حوالينا.. نزلت أمها مرعوبة وحكت إنها شافت واحد لابس أسود هارب من الباب الرئيسي بعد ما خبرتها ود.. بابا قال مجرد حرامي وراح بس المشكلة إنه كان مسلّح!.. أنا صرخت وقلت لأ مو حرامي.. ما بنعرف مين ممكن يكون.. ما بنعرف إذا جاسوس أو واحد من مخربين هالبلد!.. وسام حكالي لا تفضحنا.. نزلت جارتنا غادة والباب مفتوح وسمعت كلامي وقالت قتيبة معه حق.. اليوم قرأت خبر عن مجموعة أشخاص عاملين حزب لتخريب البلد.. الجواسيس والمخربين بكل مكان.. ونحنا لازم نحمي البناية.. هالإنسانة ما كانت مجرد جارة.. كانت متل أم ثانية لكل سكانها وقريبة من الكل.. لكن ما حد كان بشاركها أحزانها يلي عايشة فيها مع أمها وبنتها الصغيرة.. والحقيقة ما كان بدي حد يعرف أنا مع مين وشو بخطط خصوصاً هيّه.. ما كان بدي تخرب الصورة الحلوة يلي بنتها براسها لإلي.. لأنها كانت تحبني من أول عمري وبقيت لليوم.. وفكرة التغيير بهالبلد كان ممكن تنفهم غلط جداً.. وكنت متأكد من بعد ما حكت هالشي بلسانها.. طلبت من ود تقفل الباب كويّس.. وحسّت للحظة إني مهتم فيها وأنا ما كان بدي تحس بهالشي بس كان خوفي عليها ضروري.. لأنها بنظري بمعزة أختي عزة!.. هالليلة كانت باردة كتير وشغلنا التدفئة المركزية بكل البيت.. والكل كان تعبان من بعد ما كل واحد راح على بيته.. وأنا بقيت بالغرفة بالعتمة خايف أنام.. بفكر بكل شي صار.. وصوت الساعة المستفز عم بطق بدماغي!.. نمت وأحلامي بهالليلة كانت أحلى مرة نمت فيها.. عشت لحظات صعبة الوصف لو بدي أحكيها لإنسان.. اللحظات يلي شفتها نفسها بالذات يلي حلمت أعيشها واقع مع الإنسانة يلي طول عمري كنت بتمنى أحبها!.. تفاصيل الحلم كانت مرتبة بحرفية.. ويمكن هالحلم نسّاني أي شيء سيء شفته بالفترة الأخيرة.. إنتهى الحلم بنهاية مفتوحة وما كنت عارف شو في بعد يلي صار.. وسؤال براسي وين خنساء؟.. شو عم تعمل هلأ.. معقول حاسه فيني !؟.. بدي ياها وبأسرع وقت!!!.. طلعت على الجامعة وكنت واصل متأخر بسبب زحمة المواصلات.. كان براسي خطة وكنت ناوي أعملها وأخاطر من بعد يلي شفته.. قررت ألعب بكل طلاب وطالبات الجامعة بطريقة صعب أي حد يشك فيها.. وأبعد الشكوك يلي بدأت تحوم براس زينب.. كنت بعرف إنها إذا شكت بحد مستحيل تتركه لتوصل للحقيقة.. خبّرت بنان إني رح أتأخر وهربت من الأماكن يلي ممكن تكون موجودة فيها.. شفت لوسيانا بالكافتيريا وطلبت منها تيجي معي ونبعد.. قلتلها تم أخذ اقوالنا بالحادثة.. انا في عندي كلام ما نقال لدكتورة زينب بس بدي توعديني ما حد يعرف فيه.. أنا فعلاً كنت بعرف إنه دانيا انتحرت.. بس أنا ما بعرفها للبنت.. صاحبة اختي عزة قريبتها جداً.. يعني صديقة ومتل أخت لإلها.. كانت تحكيلنا عنها وتقول إنها بتدرس معنا بس أنا ما كنت بعرفها.. وكانت متوقعة إنها تنتحر.. لهيك أنا شكيت وطلعت أركض لإستراحة البنات مع وسام.. طبعاً أنا كنت حاكيله.. من كلام أختي يلي أخدته من صاحبتها إنه في بنت إسمها خنساء بتعرفها.. وبتعرف يلي صار.. وقالتلي إنو هالبنت منضمة لحزب ما بعرف شو إسمه.. المهم تقريباً ناويين على خراب الجامعة.. يعني خلاصة الكلام.. خنساء الراس المدبر بالجامعة.. وهيّه السبب بإنضمام الطلاب لهيك أحزاب.. لازم نعرف مين هالبنت وشو مخططة تعمل!.. الجامعة ملغّمة.. وأنا بصراحة مو مستعد يجي إسمي بأي شي تاني!.. لأني بريء وما إلي بهالأمور.. انصدمت لوسيانا وحكت هالموضوع خطير.. يعني كيف زينب ما تعرف فيه فهمني؟!.. إذا فعلاً في وحدة عم تخطط تخرب الجامعة وتغسل روس الطلاب بهيك أفكار رح تدمّر البلد نحنا لازم نعرفها ونوفقها عند حدّها قبل لتورط كتير طلاب!.. قلتلها لوسيانا حلي الموضوع بطريقتك.. انتي رئيسة اتحاد الطلبة بالقسم ومسؤولة عنا كلنا.. وعلى اتصال وتواصل مع الدكتورة زينب عميدة الشؤون الخاصة بالطلبة.. الموضوع ما انتهى.. وموضوع الإغتيال لسه بلسان كل الطلاب.. الكل خايف من بعد الأخبار يلي بتطلع عن هالأحزاب الغريبة.. وأكيد البنت ما انتحرت إلا إنها كانت تحت ضغط وتهديد.. لازم تعرفو مين خنساء.. قالت ولازم نعرف صاحبة أختك.. قلتلها ما دخلها هيّه بس وصلّت الحقيقة.. والبنت ماتت وكل شي انتهى.. أي شي بدك ياه أنا رح أوصلك ياه.. راحت لوسيانا وأنا ما بعرف إذا خبصت الدنيا.. بس يلي كنت بعرفه إني بدي أطلّع كل بنت إسمها خنساء بهالجامعة الكبيرة يلي فيها أكتر من خمسين ألف طالب وطالبة.. لازم الموضوع يكبر.. لوحدي ما رح أقدر أعرفها.. كنت بعرف إنه لوسيانا رح تحكي.. وكنت جاهز للمغامرة.. بنان صارت ترنلّي.. وأنا ما كان بدي أتأخر عليها أكتر.. رديت عليها وقلتلها أنا صرت موجود بالجامعة.. بس وصلني تهديد من واحد ما بعرفه وتهديد بالقتل!.. انصدمت وحكت انت شو بتحكي؟!.. خليني اشوفك بسرعة وينك انت صرلي ساعتين بستناك!.. قلتلها وينك؟.. حكت بالستادي زوون!.. مكان ما بيدرسو الطلاب.. خليك تحت انا نازلة.. بعتلي وسام رسالة انت وين؟.. بدي أشوفك قبل المحاضرة أنا وسارة.. حكيتله لسه بالبيت.. انت وين؟.. قلّي أنا بالكافتيريا جوعان وكنت ناوي اكل معك!.. شفته عم يشتري ساندويش.. بعّدت لبرا واتصلت فوراً على بنان.. قلتلها لا تنزلي من طابق الكافتيريا.. سألت ليش حكيتلها هلأ بحكيلك بس انتي تعالي من درج الطابق الأول الأساسي.. خفت تتقابل مع وسام وتحكيله إني هون.. طلعت وأنا رحت لعندها بسرعة وأخدتها على المكتبة.. طلعنا لآخر طابق فيها ولأنه المكان هادي وما حد بوصله إلا لسبب كان أفضل مكان.. قالتلي خوّفتني ليه هيك زي اللي خاطفني؟!.. قلتلها نحنا مراقبين.. ومهددين.. أنا مهدد بالقتل.. للأسف إنكشفت.. حكت أقسملك ما حكيت لحد!.. قلتلها بعرف ولهيك قررت أطلع من الحزب نهائياً.. ورح أغيّر رقمي.. في بنت هون إسمها خنساء عم تحاول توصلّي وهيّه يلي بتجمع هدول الطلاب للأحزاب وهيّه ورا إنتحار الطالبة.. حكت مين خنساء حتى الإسم غريب وأول مرة بسمع فيه.. قلتلها انتي بتحبيني؟.. حكت طبعاً.. ورح أوقف معك.. قلتلها طيب ليه كنتي الفترة الماضية قريبة من حسام؟.. قالت هوه يلي كان يقرّب مني.. انت بدك علاقتنا تضل سر والجامعة كلها بدأت تعرف.. هوه يمكن ما بعرف يلي بينا لهيك حاول يتقرب مني وانت شخص حساس وبتغار وانا بصراحة ما فيني اكسف أي حد وأعامله بفوقية.. أنا هيك طبيعتي قتيبة كتير قريبة من الناس وبعامل الكل بلطف.. بعرف غلط هالشي بس انت فهمتني غلط.. كنت عارف إنها كذابة وانها شخصية بتحب تثبت وجود وتكون دائماً تحت الأضواء ومرغوبة من الكل وتفتحلهم مجال.. هالشخصية في منها كتير ومستعدة تتخلى وتكذب وتخون بكل سهولة.. الخداع والتملق والتلوّن كان ظاهر عليها.. ومن غباءها الكبير إنها مفكرة نفسها عارفيتني كويّس عن قريب وهيّه ما بتعرف إني كاشف شخصيتها بالكامل من خلال بصيرتي!.. أخدتها على قد عقلها وخوّفتها ورعّبتها.. قلتلها لو صرلي شي رح تضلي معي؟.. حكت أكيد قتيبة.. بدون سؤال.. بس هلأ شو رح تعمل.. أنا خايفة فعلاً تكون بخطر حتى ونحنا هون!.. قلتلها ما تخافي بس انتي التزمي الصمت وخلينا نعرف مين البنت يلي مدبرة كل هالقصة!.. روح البنت يلي ماتت عم تطاردني بأحلامي.. عم بحس إني السبب مع انه أنا ما دخلني بكل القصة!.. طلعنا من المكتبة.. ووصلتني رسالة من لوسيانا.. قتيبة وينك نحنا لازم نحكي.. راحت بنان على محاضرتها وأنا شفت لوسيانا.. قالتلي الموضوع خطير وأنا ما فيني أسكت.. بدي أخبرك اني خبّرت زينب.. وانت مطلوب بعد شوي.. مثّلت قدامها اني معصب وقلتلها دقايق وبكون عندها.. دخلت على حمام الطلاب وكتبت عبارات تهديد واضحة.. قتل وتخريب وعن وجود قنابل مدفونة بساحات الجامعة.. ما كنت قادر أطلع من الحمام غير لأتأكد من انه فاضي.. وبس يطلع يلي جواته أدخل على الباب يلي جنبه وأكتب نفس الكلام.. ولأني متأكد من عدم وجود أي كاميرا جنب الحمامات كنت متطمن وهربت من الباب الخلفي لمكتب الدكتورة زينب.. حكتلي في كلام جديد!.. شو هاد يلي سمعته من لوسيانا!؟.. قلتلها صحيح.. البنت اسمها خنساء ويلي عرفته انها كانت تعرف دانيا والظاهر انتحرت لأنها كانت تحت التهديد.. يمكن ما كان بدها تنضم للحزب!.. قالتلي قتيبة هالكلام خطير.. سمعة الجامعة بخطر!.. انت عارف شو عم تحكي!.. مين البنت يلي وصلتلك هالكلام؟!.. قلتلها صعب احكي هيه صاحبة اختي الكبيرة بس ما بدها تدخل بسين وجيم.. اعذريني دكتورة.. قالت بورطك والشرطة لسه بتنغل بالجامعة.. والله بخبرهم!.. احكيلي ليضل الموضوع سر بينا واحلّه بطريقتي والا رح تدخل الشرطة بالقصة!.. قلتلها خليني أسألها بس اعطيني مهلة يوم واحد!.. حكت يوم وبكرا بنفس هالوقت بتيجي وهيه معك!.. البنت بتدرس بالجامعة؟.. قلتلها ايوه.. بس أنا ما بعرفها.. وهيه ما بتعرف خنساء.. المفروض منك هلأ تطلّعي كل طالبة إسمها خنساء.. شوفي كم خنساء في بالجامعة وطلعيهم.. وقالت ونحنا كيف رح نعرفها ؟!.. إذا البنت انتحرت وما بنعرف إذا إغتيال الدكتور كان من خلال واحد من طلاب الجامعة!.. لهيك لازم نشوف يلي وصلتلك الخبر.. قلتلها بس بدي أقلك شي دكتورة زينب.. هالبنت كانت تزور بيتهم كتير.. وحكتلي عن كل شي تعرضتتله.. مرت أبوها وحدة حقيرة كتير.. ويمكن بتشتغل بالسحر والدجل.. قالتلي إنها شاكة إنها أذتها لأنه أنا شفت تصرفاتها كتير غريبة.. حكت وليه لتأذيها.. قلتلها لأنها كشفت كل أسرار العيلة.. وكانت تطلب منها تسرقها وتهرب.. لهيك شكت انها انتقمت منها!.. قالت انت خربطتني.. بدي أشوف البنت.. أو رح أحكي للشرطة.. معك لبكرا!.. طلعت من عندها وأنا مبسوط.. ودخلت حمامات الطابق وكتبت نفس الكلام.. وكان لازم أنشر قد ما بقدر بكل مكان.. ويلي فكرت فيه أدخّل ورق بخزاين الطلاب الحديدية الخاصة.. من طرف ثقوب البواب.. بس هالشي كان صعب.. خصوصاً بوجود كاميرا بالمكان.. فكان لازم استعين بشخص من خارج الجامعة!.. وبوجودي مع تسنيم عند دكتورة زينب حتى ما حد يشك فيني!.. كنت بمشي وعيوني بكل مكان.. كنت بدوّر على وجه خنساء بكل وحدة بشوفها.. طلعت شفت وسام وسارة وقعدنا بمكان بعيد.. حكيتلهم عن يلي عملته.. وطلبت منهم السكوت تماماً.. وسام فقد أعصابه وكان رح يضربني.. وحكالي انت شو خبّصت!.. حطيت العين علينا.. فضحتنا..!! قلتله لا تخاف ولا تتوتر.. أنا عملت هيك لسبب.. قالت سارة انت هيك رح تعلق بنت ما الها دخل.. وعيلتها بالكامل.. انت بتعرف انو دانيا ما دخلها بقصة الدكتور.. ليه لتدخلها وهيّه أصلاً ميتة وليه تعلّق صاحبتها بالموضوع وتحط العين علينا.. قلتلهم نحنا ما دخلنا.. الشك رح يروح لبعيد.. يصير هيك ونمثل انو ما دخلنا ويروح ناس ما الهم دخل أحسن ما نحنا نروح فيها.. بدنا كلنا نقنعهم انو سمعنا عن بنت اسمها خنساء هيه السبب بكل شي!.. اتطلع فيني وسام وقال.. خلص عرفت انت ليه عملت كل هاد.. نحنا غلطنا انو وثقنا بواحد متلك.. قالت سارة انا مو فاهمة شو صاير؟!.. قال وسام.. الأخ مفكّر حاله برواية من روايته.. عم يحلم في بنت اسمها خنساء ويعشقها بالمستقبل وعم يحاول يدوّر عليها.. قالت سارة فعلاً انت مجنون.. بدك تروّحنا كلنا عشان وحدة ما بتشوفها إلا بمناماتك وخيالك!!.. انت عارف شو عملت قتيبة!!!.. قلتلهم أحلامي حقيقة!.. وهالبنت رح تظهر.. وأنا ما بعرف شو ممكن يصير فيني.. وما بعرف إذا رح أعيش أو رح أموت!.. لهيك بدي أعمل المستحيل لألاقيها وأشوفها متل ما انا شايفكم قبالي
يتبع..