#في_علم_الغيب (9)

2 1 0
                                    


#في_علم_الغيب_9

الحلقة التاسعة
خبّرني والدي إنهم نقّلو أمي على المستشفى.. حكولي إسم المستشفى ويلي صدّمني إنهم جاييني عالمستشفى يلي أنا فيه هلأ!.. مسكت الورقة ومزعتها.. وبقيت أستنى أمي لوصلت على المستشفى.. تبيّن إنه عندها جلطة على الدماغ ورح تنشل وتبطّل قادرة تتحرك ووضعها رح يكون صعب جداً الفترة الجاية يعني رح تحتاج عناية حادة.. قلت لبابا أنا رح أضل معها.. بقيت طول اليوم معها بالمستشفى وأنا جنبها ومعها.. ريّان طلعني من غرفتها بعد ما نامت وحكالي الشرطة بدها تحقق معك بسبب كمال.. الشرطة عرفو إنه كمال هوه الشخص المطلوب يلي كان بجامعتك!.. فيك تفهمني شو رح تحكيلهم؟!.. سألته شو يلي صار بالتفصيل؟.. قلي لقيناه ميّت جنب باب المستودع وما عرفنا مين دخل البيت وشو السبب لقتله!.. إنت جبتلنا الزعران والإرهابيين على البيت وموت كمال كان بسببك!.. تذكر هالشي قتيبة!.. ولو أمي ماتت أنا رح أنهيك بإيدي!.. أجا الشرطي وطلبني للتحقيق.. جاوبت على كل الأسئلة وانكرت معرفتي بكمال.. وحكيتلهم إسألو غادة قريبته!.. كنت متطمن إنه غادة صعب تضحّي فيني عشان واحد مات.. علاقتنا كانت عُمر كامل وحنيتها عليّه بطفولتي ما نسيتها كأني إبن لإلها حتى تزوّجت وجابت غنى.. وكان صعب إنها تحكي عني أي شي حتى لو شاكة.. بس حققّو معها كانت بقمة صدمتها وما توقعت كمال يعمل هيك وليه لينشر الخوف بالجامعة عنا وبصفته مين!.. بسبب ميولي السياسية المحايدة بنظرها حسيت بعيونها نظرة شك.. بس ما كانت بتعرف أنا شو مخبّي.. بهاللحظة كنت ندمان.. وندمي كان كبير لأني كنت السبب بموت كمال وحزن غادة الكبير.. وتأكدت إنه الملاك ما رح يرجع أبداً.. ولو شو ما عملت وبأي وسيلة.. مسحت كل يلي صار من ذاكرتي تماماً.. وتناسيت أحلامي بخنساء والمستقبل الحلو يلي شفته.. وقررت أبقى مع أمي.. خلال يومين من وجودي بالمستشفى خبرني الدكتور إنه أمي لازم تطلع.. نفسيتها ساءت بالمستشفى ووجود البيت يلي اعتادت عليه بين ولادها كان بمثابة شفاء معنوي لإلها.. رجعنا على البيت.. تلفوني بقي يرن.. وسام بده يشوفني.. وضع الجامعة تأزّم وأحزاب ثانية بدأت تثور وإسمهم يوصل لبرا.. وكان بده نطلع معهم مظاهرات ونحكي بالعالي خصوصاً إنه الوضع محمّس ومشجّع وما بده يصمت!.. ما بعرف ليه كنت متخيّل إني بحاجة السلام يلي شفته من الملاك ولوجود أجزاء من ريش بشوفه كل فجر على مخدتي وبين ملابسي وبشراشفي!.. تعودت على وجوده وكان بدي متل ما بيحكو أكفّر عن ذنبي ليرضى عليّه ربي يلي بأمره كان وجود ملاكي بحياتي.. بدأت أشعر بخروج دم من أنفي وأشوف مخدتي البيضة الصبح مغرّقة باللون الأحمر.. كنت بغيّر غطاها وبكبّه فوراً.. وبروح جنب أمي وبطلب من عزة تعطيني مهمة خدمة أمي.. كنت عم بخدمها بقلبي قبل ما يكون بإيدي.. أطعميها وألبسها وأضحّكها وأبكي عليها بحرقة بالغرفة وبس أطلع لعندها برسم إبتسامة عريضة لأحسسها بالتفاؤل وإني جنبها ومعها ورح تشفى.. كل صبح كنا نطلع سوا ونمشي بالحديقة وأمشّيها بالعرباية وأركض فيها.. وبس أشوف شارع فيه مظاهرات أغيّر الطريق وأبعد فيها حتى ما أدخّل الطاقة السلبية لقلبها.. كنت بعمل كل شي حتى تعيش.. بالوقت يلي كان لازم فيه أتعالج.. بيوم كنا برا وكانت الرسائل لسه بتوصلني.. شخص بدّعي إنه فضائي إسمه زيكاس.. وناوي على قتلي.. ومواقع امريكية بتطالب فيني.. بدهم يعرفو وين مخطوطة فوينج.. أنا كنت بعرف.. وكنت بعرف فك الشيفرات.. بس كنت مهمل كل الرسائل والتهديدات.. لأني كنت خايف يوصلو لأمي.. ويقتلوها وينحرق قلبي قبل ما تموت من ربّها!.. كان صعب عليّه أعيش الموت وأنا عايش وأكون ميّت من جوا وأنا عم بمثّل لأمي إني عايش مبسوط.. فكّرت أطلع من البيت وأروح لشقة فاضية.. وبالحقيقة من خوفي على أمي وأختي أخدنا شقة بحي قديم وشعبي وتركنا البيت.. بقيت عزة مع أمي بالبيت وأنا كنت بروح بخلّص أموري بالجامعة من تأجيل الفصل حتى ما يفصلوني.. أول ما وصلت الجامعة انهال عليّه طلاب الإعلام وصحفيين من خارج الجامعة وجماهير غفيرة من الطلاب لحقوني.. وسام حمّاني وانهالي أموري وطلعني.. باللحظة يلي كنا فيها برا شفت حسام.. حكالي بنان عم تضحك عليك.. أنا عرفت علاقتكم وللأسف كان صعب عليّه أفهمك هالكلام.. بدك تقول عني كذاب قول.. بس هالبنت هيّه السبب بسرقة الأوراق ووصول أمرك لقضية رأي عام.. بدك تتأكد تعال معي على السيارة لتسمع هالتسجيل.. طلعت انا ووسام معه بسيارته وفتح تسجيل.. كان فيه صوت بنان عم تحكي مع واحد وبتقله.. الوراق صارو معك.. اذا اليوم ما وصلني المبلغ على الحساب رح تندم!.. وسام قلّه انت كيف جبت هالتسجيل؟.. وانت ليه لتقعد معها بالجامعة!.. قال أنا صحفي وبدرس صحافة وهالشغلة شغلتي كان بدي أعرف البنت عن قريب بس ما عرفت إنها بتعرف قتيبة إلا جديد.. وحكتلي عنك وعن ميولك السياسي وعن الحزب!.. لا تستغرب.. حكتلي!.. وأنا لأني بعمل تحقيقات استقصائية بعرف من أين تؤكل الكتف!.. فيك تواجهها بهالتسجيل بس لا تتهوّر.. يمكن البنت وراها حد خطير.. رجعت بذاكرتي.. لليوم يلي ضاع فيه مفتاح بيتي!.. المفتاح لمّا كان معها ما كان من فراغ!.. كان لسبب!.. بنان سرقته وأعطته لحد دخل بيتنا.. بالتأكيد دخل من البرندة!.. قلت لوسام معقول أنا مغفّل لهالدرجة!.. حكالي خلينا نمشي.. وصلتني رسالة جديدة من زيكاس.. نحن ننظر إليكم من الفضاء.. متى ستخرجون من السيارة الزرقاء؟!.. قلّي وسام مين عم ببعتلك؟.. قلتله في واحد صرله اسبوع عم يشتغل فيني.. بس هلأ بدأت أقلق.. صاحب الرقم عارف إنه نحنا بسيارة زرقة وشايفنا.. بالرغم من أنه رقم خارجي غريب وما إله أي مفتاح لأي دولة!.. حسام استغرب وحسيته مفكرني عم بعمل هيك بس لأخوّفه.. طلب يشوف التلفون.. وقال زيكاس؟.. شو هالإسم!.. وبالفعل هاد مو مفتاح دولة!.. قلتلهم عم يقول إنه شخص فضائي وهددني بالموت.. بس قصة إنه عرف إنو نحنا بسيارة زرقة قلقني!.. حكالي وسام اعطيني التلفون وأنا هلأ رح أجبلك راسه.. اخد التلفون وبعتله رسالة.. أين انت؟.. قلّه يا وسام لماذا اخذت الهاتف من صديقك الروائي المعتوه؟.. هل تظن أننا لا نراكم؟.. انظر إلى السماء!.. أنا كنت بشوف شو رح يصير ومو عارف شو رح يحكي معه.. اتطلع وسام للسما.. وفجأة نزلت قذيفة من طيارة.. كانت قريبة من أرض كبيرة منّا.. قبل لتوقّع وبسبب صوتها الرهيب المخيف.. وسام طلب منّا نطلع من السيارة.. طلعنا وهربنا لجوا الجامعة سوا.. والقذيفة انفجرت بحد بيت واتدمر نصّه.. بدأت الطيارات تلف حوالين الجامعة.. والقصف كان قريب منها بحد المظاهرات وأصوات الرصاص والهتافات في الشوارع الخلفية البعيدة.. كنا بالجامعة والطلاب عم يتجادلو بالموضوع.. تسنيم حاولت تطلع.. طلبت منها ما ترجع على البيت.. بإيدها الساكسفون وكان بدي ما يتحقق الحلم.. كان بدي أحميّها بس بعدتني عنها.. وقالتلي متل ما قالتلك جنى.. إنت يلي قتلت دانيا وروحها ما رح تسامحك!.. وهلأ اتركني أرجع على البيت.. لأنه أمي عم تبكي دم من خوفها عليّه.. طلعت برا الجامعة وكان لسه في قصف.. كانت بداية حرب أهلية بالبلد.. وملامح وجهي كانت تفسير كامل لكل شي كان عم يصير.. وسام صدّقني بهاللحظة وقلّي حتروح معي ولا لأ!.. نحنا بنكون جبناء لو بنترك مبادئنا وآرائنا.. مو بدنا التغيير؟!.. كلو اجا لعنا.. سارة قالت نفس الكلام وكانت جاهزة لتتطلع من الجامعة على أقرب مظاهرة.. وحكت هدول الحزب التاني يلي بنعرفهم ويلي اخدنا منهم تلاتة لحزبنا.. نحنا كلنا جاهزين وبلا ما نكون جبناء متلك!.. ما كان ببالي شي غير إني أرجع لأمي.. كانت بآخر أيامها وكنت حاسس بهالشي.. صوت نوراني كان بدماغي متل الصدى.. اعمل شيء عظيم لتقرّبهم منك!.. الملاك اختفى من حياتي بس عرف إني فقدت نقائي وروحي الحلوة الحنونة يلي كانت فيني وصرت بتحوّل لوحش بس لأوصل للمستقبل يلي شفته.. بقيو يحكو وفجأة صرت أكح.. كحيت دم!.. الأرض تغرّقت دم!!.. كلهم بحالة صدمة.. تسنيم ووسام وسارة وحسام!.. حكولي انت تعبان؟!.. مريض!!.. قلتلهم روحو.. كلّه صار على العلن وبطلّتو خايفين بس أنا بدي أرجع عند أمي!.. تركتهم وبين أصوات القصف والرصاص العالي.. رجعت على البيت.. شفت عزة عم تبكي وبتقلي أمي ماتت!.. توسّلت لإلها وصرت ببوس برجليها لتقوم.. بس ما قامت ولا شعرت بإني حدّها ومعها متل ما كانت تحب.. مر يومين من بعد دفن أمي.. ورجعنا على البيت.. بابا مرض على غياب أمي وكان عم يوصلني تهديدات قوية من جهات مختلفة.. والشرطة زارتنا وقالت إني ممكن اتعرض للإغتيال أو الإختطاف!.. لازم يحموني.. حطو دورية شرطة جنب البيت.. وكنت أنا وعزة جنب بابا.. عم نحاول ما نخسره متل ما خسرنا أمي.. عزة اكتشفت إنه شراشفي كلها دم وبقيت تلح عليّه لأحكي ليه بنزف كل يوم الصبح وبغسل الشراشف بدون لتشوف.. حكيتلها انا مريض باللوكيميا سرطان الدم.. ويمكن أيامي معدودة.. انهارت وحكت ليه ما قلتلنا.. من متى!؟.. حكيتلها من شهرين.. حكت شهرين وانت جنب أمي وعم تعتني فيها وناسي نفسك!.. انا شو كنت عم بعمل!.. ليه ما رحت تتعالج من شهرين وتركت مهمة عنايتها لإلي!.. انت ليه عملت هيك!.. صارت تبكي تحت رجلي وانا ابكي معها.. حضنتها وقلتلها مستقبلي طلع وهم.. بس بتمنى من ربي يكون رضي لأني ظلمت كمال ودانيا وخرّبت أشياء لأوصل لمستقبل مجهول وساهمت بخراب البلد يلي موت شعبها صار أسهل من موت أي حشرة صغيرة.. طلبت مني أتعالج.. بعد فترة من بداية علاجي أمري انفضح بالبلد.. وانعرف من بعد ما قبضو على وسام إني متورط ومساهم بخراب البلد.. فبالنسبة للشرطة أجاهم هالشيء على طبق من ذهب.. ليسلموني لأمريكا بكل راحة.. هربت للبيت يلي استأجرته ببداية مرض أمي.. وحرقت تلفوني!.. من بداية هاليوم بدأت الأشياء الغريبة تحصل معي.. أشوف خفافيش حوالين البيت.. وأحس بحد عم يمشي جوا البيت.. كنت لوحدي وحسّيت إني بتوّهم.. بس ما كنت بتوهّم.. كنت بحس بدعسات رجلين جوا الغرف.. وأصوات متل حف الحديد بنص الليل برا.. وبس أفتح الباب تختفي.. صدّقت الرسائل يلي كانت توصلني أو بدأت أصدّقها.. أصوات بتشبه الأقمار الصناعية بالفضاء.. وكوابيس مخيفة لأشكال مخلوقات فضائية ترعبني بنص الليل.. وبس أقوم أشوف البيت فاضي وهادي بعتمة ساكنة.. كانت بالنسبة لإلي بداية الجنون وأنا عارف إني مطارد من الشرطة ورح يتم تسليمي للأميركان.. والحرب الأهلية بدأت متل ما حلمت.. ما كنت قادر أطلع من البيت.. وعزة ما كانت قادرة تيجي لعندي.. كنت بموت من الجوع بشكل تدريجي وأنا مو عارف أطلع أشتري شي.. لأنه صوري موزعة بالشوارع وبكل مكان وفي مبالغ نقدية كبيرة رح يوخدها الشخص يلي رح يلاقيني!.. أنا مطلوب.. ومهدد!.. في ليلة كنت بحاول أطلع فيها من البيت لأشتري شي من أي بقالة حتى اكله واهرب بسرعة للبيت متل الحرامية بدون ما اكون ملاحق.. قررت أطلع.. قربت من باب البيت.. وقبل لأفتحه رن الجرس!.. بقيت واقف وخايف أفتح.. الجرس رجع رن.. قلت بصوت واطي مين!.. سمعت صوت ناعم بحكي أنا.. إفتح ما تخاف.. قلت مين!.. حكت جنى!.. فتحت عيوني مصدوم.. وفتحت الباب بهدوء.. قلتلها انتي كيف عرفتي البيت؟.. شفتها لوحدها وعيونها عم تلمع بالليل وبإيدها كيس!.. قلتلها كيف جيتي لهون انتي لوحدك وين أمك!.. مين معك؟؟.. قالت لوحدي بسيارة أجرة من جنب بيتنا.. هربت وسرقت مصاري من ماما واشتريت هدول لإلك.. قلتلها جنى انتي متأكدة حبيبتي؟!.. حكت متأكدة خدهم.. فتحت الكيس.. لقيت خبز وجبنة وعصير وشوكولاته وأشياء تانية!.. قلتلها مين قلك اني جوعان.. اتطلعت فيّه وابتسمت وهربت من البيت.. ناديتها ما ردت وركضت للشارع برا.. سكّرت الباب وابتسمت!.. عرفت انه الملاك رضي عليّه.. الشيء العظيم يلي عملته اني خدمت أمي وتذللت لرجليها لأساعدها بالشفاء.. هاد كان أعظم شيء ممكن يقدمه أي إنسان.. الملاك رجع ويمكن يساعدني!.. جرّيت أثاث البيت كله وسكّرت الباب فيه.. وقعدت أكل.. لقيت شي تاني بالكيس.. طلعته كان تلفون!.. جنى سرقت تلفون حد من اهلها وحطتلي ياه وأكيد هالشيء كان لسبب!!.. قررت أحذف صفحة الفيس بوك الخاصة نهائياً حتى ما يتم ملاحقتي فيها.. وكان واضح إنه الجهاز لأبوها مو لأمها.. قبل لأحذفها كان عندي آخر أمل لألاقي خنساء.. بحثت على إسمها وبقيت ببحث ساعة كاملة.. كحيت دم وغرّقت الخبز.. وفجأة شفت حساب خنساء!.. خنساء يلي كنت بشوفها بأحلامي!!.. نفسها بتفاصيلها بشكلها يلي شفته!.. بس كانت أصغر بالعمر وأصغر بالملامح والشكل!!.. كنت بقمة الصدمة.. فرح وحزن ومشاعر مخربطة مش مفهومة!.. قررت أبعثلها رسالة وقبل لأكبس على زر الرسائل لمحت المعلومات.. وكان مكتوب الحالة الإجتماعية متزوجة!!
يتبع..

في علم الغيب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن