#في_علم_الغيب_10
الحلقة الأخيرة (1)وقعت بصدمة وحيرة وضياع.. عرفت إنه خنساء موجودة بحياتي الواقعية وبالمدينة يلي أنا فيها!.. كان هالشيء حتماً متوقع لأنه أحلامي جميعها تحققت وظهورها بحياتي كان شيء لا بد من حدوثه.. كان ضروري أغلق حسابي الشخصي بس بقيت بقلّب بصورها ناسي الوقت.. التلفون فجأة رن.. كان واضح إنه والد جنى عم يرن ليعرف وين تلفونه.. شكيت بهالأمر لأنه رقم التلفون ما حد بعرفه.. بس بالتأكيد ممكن يلاقوني من خلاله لو شكّو إنه معي!.. وصلتني رسالة من نفس الرقم.. إفتح الباب.. إنصدمت ومشيت على أصابعي بهدوء لوصلت الباب.. حطيت أذني عليه.. وما كنت سامع أي صوت.. وصلت رسالة ثانية.. أنا خنساء!.. إفتحلي!.. الباب كان باب حديد قديم وما كان فيه عين ساحرة وما كنت بعرف لو لعبة الخيال يلي دخلت فيها ممكن توصل فيني لهون.. قلت مستحيل.. وبصوت خافت حكيت في حد ورا الباب؟.. ما كان في صوت!!.. رجعت انبعتت رسالة.. انا خنساء صدقني إفتح وما تخاف!.. إتشجعت وفتحت الباب بالكامل.. شفت الشرطة مع ريّان.. طلعوني من البيت وأخدوني بسيارتهم.. وكنت بالقسم بعد دقايق معدودة.. صرت أصرّخ وأحكيلهم أخوي ليه سلّمني!.. أنا بدي أشوفه!.. حكولي بتشوفه وبتحكي معه بس قبل كل هالكلام لازم تحكيلنا وين المخطوطة وكيف عرفت أسماء المساجين وأماكنهم وكل المعلومات الغامضة.. حكيتلهم ما بحكي.. هددوني بتسليمي لأمريكا بكرا.. ووقعوني بين نارين.. بين إني أحكي كل شي وأعترف بشيفرات المخطوطة ومكانها وبين إني أنسجن وأتعرض للائحة تهم طويلة أنا مو عاملها.. قلتلهم بس أعرف ليه أخوي سلّمني بحكي.. طلع مدير القسم والشرطة وطلبو من ريّان يدخل.. كنت بقمة غضبي وقلتله انت ليه عملت هيك؟.. أنا أمّنت فيك كيف بتبلغ عني ومين ساعدك؟!.. قال تسنيم.. وأنا ما سلمتك لأنتقم منك عالخراب يلي عملته.. أنا عم بحميك حتى من نفسك.. لو تم تسليمك بكرا رح تنتهي.. ما شفت البلد شو صاير فيها.. وإنت مطلوب يعني ممكن حتى ما تطلع.. لهيك إحكي كل المعلومات وخليهم يحموك.. قلتله تسنيم بشو ساعدتك؟.. قلي اهل جنى فقدوها.. وحكو مع تسنيم لتحكي معك.. بس رقمك كان مغلق.. شكّو إنها راحت لعندك بسبب هلاوسها طول الليل فيك.. وكلامها بإنها رايحة تشوفك قلقهم.. حكت مع عزة وعزة رفضت تحكيلها مكان البيت بس أنا كنت بعرفه.. اتفقت مع تسنيم نروح لبيت دانيا لناخد وراقها العلاجية بحجتنا بالكلام عن جنى.. أخدتهم بطريقتها الخاصة من غرفتها بحجة بسيطة.. ورحت بلغت الشرطة وقلتلهم انك بالبيت.. لقينا جنى عم تمشي بالشارع قريب من البيت وسلّمناها للشرطة.. حكتلنا إنها اعطتك التلفون.. حكينا مع أبوها وقلناله إنها معنا وطلبنا رقمه لنتواصل معك.. ولحتى تفتح الباب كان لازم نبعتلك رسالة تشوّقك لتقتنع!.. تسنيم قالتلي أكتبله هيك وشوف كيف رح يفتح.. والظاهر إنه هالبنت الخيالية يلي إسمها خنساء طلعت بتعنيلك كتير!.. قرّب من وجهي وحكا بصوت واطي أكيد رح تسألني ليه أتفقت مع تسنيم.. أنا أخدت وراق دانيا العلاجية لنعملهم بإسمك.. أكيد فاهمني؟.. قلتله رح تطلعني مجنون؟!.. قلّي إنت مو هيك أكيد بس أنا بدي أحميك ما في غير هالطريقة لتطلع من هون.. ما بدنا حد يشك وخليك ماشي معي.. حكيتله بصوت عالي بس أنا مو هيك.. ومو مريض متل دانيا.. طلب مني أهدى وحكالي وطّي صوتك لو انعرف إنه زوّرنا هيك وراق علاجية رح أنحبس معك.. أنا خاطرت بمستقبلي عشانك.. قلتله أنا مو مريض واترك البنت مرتاحة بقبرها.. قليّ إنت أصلاً مريض متلها.. ومرض دانيا نفسه مرضك!.. اتطلعت فيه وقلتله بنبرة صادمة نعم؟!.. انت كذبت الكذبة وصدقتها وبدك مني أصدقها كمان؟!.. قال لأ.. إنت كنت مريض.. وتقريباً بعدك.. بس إنت ما بتعرف.. أنا يلي بعرف وأمك بتعرف وأبوك بعرف!.. بس الفرق بينك وبينها إنها حاولت تتعالج وبابا رفض علاجك.. قلتله إنت أكيد عم تخبّص.. إطلع برا وإتركني أواجه مصيري بنفسي!.. صار يحكي بسرعة وقلّي إنت مريض قتيبة.. إنت مريض بالهوس الإكتئابي المزاجي الحاد.. إنت مفكّر إنك مختلف عن البشرية كلها وأكثر إنسان غريب على وجه الأرض بشخصيتك وأسئلتك وفضولك بس فعلياً هاد كله من مرضك.. نحنا عرفنا من زمان بس بدأ جنونك يكبر يوم بعد يوم وفضولك يوسع ويتعمق بأمور غريبة خارجة عن المألوف والطبيعة وكنا مفكرين الأمر عادي.. بس طلع مو عادي.. جبنالك دكتور نفسي على البيت.. وأقنعناك إنه أستاذ موسيقى.. ما بتتذكر في يوم كنت حابب تثبت لطلاب صفك إنك متميّز عنهم وإنك فيك تحقق شغلة بحياتك ما جربتها.. بهاليوم قعدت تكسّر بأغراض غرفتك بسبب حزنك على إستهزاءهم بقدراتك وتفكيرك الواسع.. ومع أول درس موسيقى تبيّن مرضك.. بابا قال أنا ما رح أعالجه بدي أخليه يتعالج من نفسه.. وبس سألته أمي كيف.. قال الدنيا بتعالجه من التجارب يلي رح يعيشها.. ما بنعرف لو كان معه حق أو لأ.. بس يلي بنعرفه إنك كنت مريض.. وكان مرضك نفس مرض هالبنت يلي ماتت.. مزاجك ما تغيّر لليوم قتيبة.. وبقيت عم تكتئب لأي سبب وتفرح بسرعة بدون سبب.. لحتى انعكس كل هالشي عليك بأحلام غريبة.. إنت فيك تثبت للشرطة هالشي بدون أوراق دانيا بس لو إنت قررت!.. قمت وصرّخت عليه ودقيت على الباب وطلبت الشرطة.. حكالي لا تحكي شي يا مجنون.. قلتله أنا مو مجنون.. وبدي أحكي إنك زوّرت.. حكالي أنا بحميك.. فجأة صرت بنزف وملابسي كلها صارت دم.. كان عم ينزل من تمّي وأنفي.. ريّان إنصدم وبس دخلو الشرطة شافوني غرقان بالدم طلبو الإسعاف.. وصلت المستشفى والدكتور خبّر ريّان إني مريض باللوكيميا من مدة طويلة والعلاج رح يكون صعب بسبب تأخّري بس لازم نبدا فيه.. يمكن هالمرض كان نجاة من ربي لحتى أخلص من الإتهامات ومن الشرطة ومن الدول الخارجية يلي بتتطالب فيني.. ريّان قدّم الوراق للشرطة وقلّهم إني مريض.. وكل شي شفته وحكيته كان بسبب جنوني ومرضي.. صرت أصرّخ عليه وأحكيله.. إنت واحد نذل ومو أخو!.. عزة طلبت مني أرد عليه لحتى يحميني وحلفتلي إنها ما بتعرف عن المرض.. طلبت منها يجي بابا على المستشفى وكان بدي أسأله لأتأكد.. وأنا على فراش العلاج دخل بابا الغرفة.. ودموعة لخّصت الكلام.. كان خايف أموت.. من بعد ما تطوّرت الأحداث وصار الموت شيء عادي زاد خوفه عليّه بس ما توقع تكون النهاية بهالشكل.. قرّب مني وصار يبكي.. سألته عن الماضي وعن التفاصيل يلي قالها ريّان.. كان متردد وخايف وحكالي كلامه صحيح.. بس يلي ما حكالك ياه ريّان ويلي ما كان بعرفه إنك كنت بتتعالج!.. قلتله أنا كنت بتعالج؟!.. حكالي أيوه ومزاجك كان دائماً تحت السيطرة.. يمكن لو ما كنت بتتعالج كان هلأ مصيرك متل دانيا.. قلتله أنا بعمري ما شفت دكتور نفسي كيف كنت بتعالج!.. قال كل هالسنين الماضية انت كنت تاخد دوا بدون ما تعرف.. أمك يلي كانت تعطيك ياه بناءاً على كلام الدكتور يلي كنا نشوفه.. أمك كانت تهرسه وتحطلك ياه بالأكل وبالعصير.. وانت كنت تشربه وإنت معنا على طاولة الأكل المعتادة.. ولو أكلت برا ورجعت كانت بتعطيك ياه بأي طريقة.. بقطعة كيك تعملّك ياها أو بكاسة مي تشربها من إيدها.. وآخر فترة بس اضطرب مزاجك بشكل مو طبيعي كانت حريصة إنت تاخد الدوا بإنتظام لأنها عارفة إنك عم تمر بظروف نفسية.. بتتذكر الليلة يلي أجا فيها صاحبك وسام عنا وإنت كنت برا البيت ورجعت تعبان وعيونك حمرة.. ما لاحظت إصرار أمك عليك عشان تتعشى وتاخد الدوا قديش كان قوي؟!.. وإنت صرّخت فيها وبعدتها ودخلت مع وسام للغرفة وتركتها عم تعصر بشريط الدوا بجيبتها.. حبيبي قتيبة.. إنت وقفت مع أمك شهرين بفترة علاجها وما تركتها وهيّه وقفت معك عُمر كامل وهيّه حريصة لتاخد دواك عالموعد بدون ما تعرف.. كانت خايفة عليك لأنه هالمرض لو زاد نسبة الإكتئاب فيه فوق الحد الطبيعي.. بتفقد نفسك وممكن تقتلها.. وعشان ما تضيّع كل لحظة أمك وهبتها لإلك بخوفها وحرصها عليك.. اتعالج واتفائل لتعيش لحتى تكون روحها متطمنة عليك.. من غاية هاليوم ومن بعد ما عرفت حقيقة كانت بعلم الغيب في حياتي.. ويمكن كانت من أقرب الحقائق مني يلي ما قدرت أكتشفها أو أعرفها.. عانيت كثير وتعبت أشهر طويلة لقدرت أتخطى هالمرحلة.. كنت عايش بالخوف من تهديدات كبيرة وتحقيقات مستمرة وبنفس الوقت خايف أموت وأضيّع كل يلي عملته أمي علشاني.. عرفت قيمة الكلام يلي قاله نوراني.. والشيء العظيم يلي كان لازم أعمله.. الشي العظيم يلي عملته لأمي كان الشيء الصحيح الوحيد يلي كان لازم ينعمل.. الملاك كان برسلّي إشارات لأقدّم لأمي ربع يلي قدّمتلي ياه.. إلتزمت عالدوا والعلاج.. وعزة وقفت معي مدة أشهر العلاج الصعب والمؤلم يلي ما كان إله وقت أو نهاية معروفة.. لوقت ما أجاها شب وتقدملها.. ارتاحتله ووافقت عليه وكان زواجها سريع بسبب الحرب يلي اتطورت بشكل كبير.. كنت عم بشوف ملامح المرضى بالمستشفى بس يسمعو صوت القصف قريب منهم.. ما كنت بعرف إذا خوفهم من مرضهم كان أكبر من خوفهم من الموت تحت القصف أو العكس!.. برغم فترة علاجي ووعدي لأمي بالشفاء إلا إني كان بدي أعرف كل الحقائق المخبّية.. وحتى الرسائل الغريبة يلي كانت توصلني من الفضاء.. والشعور الغريب يلي كنت أحسه بالبيت لوحدي.. من خوف وأصوات غير مألوفة.. وكانت ما زالت تظهر كل ما أكون لوحدي بغرفة المستشفى بالليل!.. كان هالشيء غريب جداً وتكرر ليالي كثيرة.. ما كنت أعطيه إهتمام بس الموضوع صار مو مجرد فضول وبس.. كنت بطلع من المستشفى بعد العلاج وببقى تحت مراقبة الشرطة بكل إتجاه بروحه.. بعد ما أخد جسمي طاقة وبدأت أتعافى وأقدر أتحرّك براحتي.. حكيت مع بنان وطلبت أشوفها بعد ما أشتريت تلفون بعد إنقطاع أشهر طويلة.. قالتلي قتيبة إنت عايش!!.. أنا صرلي أشهر قلقانة عليك إنت وين؟!.. وليه تلفونك بقي مغلق طول هالأشهر.. أنا فكرتك محبوس أو!!.. قلتلها متت؟!.. إنتي عرفتي إني مريض؟!.. قالت لأ!.. وسام محبوس وسارة وأنا ما بقدر أزور أهلك لأنك ما بتحبني أتدخّل.. قلتلها لأ كان فيكي تزوريهم.. بس إنتي كنتي خايفة على نفسك.. خليني أشوفك وبس نقعد رح نتفاهم!.. طلعنا وقعدنا.. كانت مذهولة من شكلي.. وجه باهت مريض وجسم هزيل وشعر متساقط شبه كامل.. وصوت مبحوح.. صارت تبكي وقالتلي ما كنت بعرف سامحني قتيبة!.. فتحت التلفون وسمّعتها التسجيل الصوتي.. استغربت وما اهتمت.. وقالت تسجيل عادي شو فيه؟.. قلتلها تسجيل عادي وانتي سرقتي الورق وفضحتيني وانكشفت أسراري وأفكاري.. وصرت مهدد بالإغتيال والتهديد والإختطاف من أمريكا.. مين يلي عم تشتغلي معه مقابل الفلوس!.. صارت تضحك وبعيونها دمعة وقالتلي قتيبة حبيبي والله هاد تسجيل عادي.. أنا ما سرقت أي ورق من بيتك.. أنا كنت عم بحكي مع طالب سربتله اوراق إمتحان مقابل مصاري.. وخفت يفضحني لهيك طلبت منه المبلغ يوصلني على حسابي.. أنا آسفة بعترف إني بروح على مكاتب الدكاترة وبتلاطف معهم عشان أسرق الأوراق وأبيعهم للطلاب.. بس أبداً ما سرقت أي أوراق شخصية لإلك!.. سألتني كيف حصلت على التسجيل.. قلت من حسام.. كيف سجّله!.. حكت مو معقول!.. حسام يلي بعت هدول الطلاب لإلي حتى يسجّلي هالتسجيل.. انت شفته؟.. قلتلها بنان لا تكذبي!.. حسام حكا معي وقلّي.. وهوه راقبك.. وإنتي ما سرقتي مفتاح بيتي بس لحتى توتريني.. سرقتيه حتى تعطيه للأشخاص يلي دخلو بيتي وسرقو الوراق.. حكت وأنا من متى بعرف عن الوراق أو بعرف أي شي عنك!.. انت ما بتحكيلي قتيبة!.. أقسملك إني ما سرقت ولا أعطيت مفتاحك لحد وما بعرف أي شي عن الاوراق يلي بتقول عنهم!.. وحياة أمك الغالية عليك.. أنا ممكن أكون سيئة بنظرك بطريقة تعاملي مع الشباب والدكاترة وكل هاد الشي يلي خبيّته بس أبداً ما بعرف أي شي عن يلي بتقوله!.. كنت مصدوم وتوقعاتي طلعت غير ما توقعت وما عندي أي دليل يدين حسام.. قلتلها والكلام يلي قاله حسام!.. حكت هاد صحفي ومستعد يعمل أي شي ليثبت نفسه.. وأكيد استغل هالتسجيل حتى يحكي عنك وعن اوراقك بشي جريدة أو موقع.. ويمكن واحد من الطلاب سجّله ليهددني وقدر حسام يحصل عليه ليستغله من خلال هالموضوع!.. قمت من على الطاولة وتركتها.. حاولت تلحقني بعّدتها.. كنت بمشي بصعوبة.. وبعرف إنه الشرطة عم تتبعني وين ما رحت.. لحقتني بنان وركضت وراي وقالتلي تذكرت شي!!
يتبع..