ياقوت

الفصل الخامس

الفصل الخامس.....

اتجه جواد ناحية مدخل الفيلا حتى يقابل صديقة عمار لم يكاد يقترب من الباب حتى وجد نفسه مرفوعاً عن الأرض بواسطة أحدهم....

ضحك جواد بصخب فبالرغم من قوة بنيته إلا أنه قد رُفع عن الأرض، اسقطه عمار أرضاً وهو يضمه بشوق لفراق دام أكثر من خمسة عشر عاما منذ تلك الحادثة المشؤومة التى تركت أثراً على كليهما... عذاب الوحدة وعذاب الفراق...

_ كنت فاكر انى هموم قبل ما اشوفك...

ضحك جواد مقترباً منه قائلاً:
_ عيب عليك انا وعدتك أن نهايتك على ايدى...

بادله الاخر نظرات الشوق فهو بالنسبة له كأبنه بالرغم من صغر فرق السنوات بينهما... تمدد كليهما على الأرض العشبيه متذكرين تلك اللحظات التى لا تقدر بثمن هذة اللحظات التى لو يود الجميع الحصول عليها دائما ولكن ما لايعرفونه أن تلك اللحظات تنتهى بسرعة وما يذهب بسرعه يظل بذاكرتنا للأبد لأننا نتمنى إلا يزول، ولكن الحياة ليست عادلة دائماً.....

                     ******

_ يعنى الغوريلا دا يكون اخوكى بالرضاعة...I don't believe it...

_ ليه يعنى؟

_ لأنه يا ياسمين غريب جدا انا حسيته فى أول مقابلة بنا سايح أو شخص اجنبى...

_ يمكن يكون كلامك صح... هو فعلا عاش تقريباً نص عمره فى أمريكا...

_ بجد...

_ اه كان عايش فى نيويورك...

_ كويس جدا على فكره انا بحب الأشخاص اللى بيسافروا دايما... اكيد طبعا عشان شغل أهله زى كدا...

_لأ... بصى انا مش فاكرة الموضوع اوى لأنى كنت صغيرة جدا بس اللى فاكره أن والدة جواد ماتت وهو صغير خالص وباباه كان بيسافر دايما فهو تقريباً كان عايش معانا... بس مرة واحدة باباه اُتهم فى جريمة قتل تقريبا أو جده مش فاكره فدخلو السجن...

شهقت ياقوت قائلة:
_ بتهزرى... انتو بتدخلوا واحد أهله مجرمين بيتكم...

وقفت ياسمين بسرعة قائلة ببكاء:
_ وعشان كدا جواد سافر عشان نظرة الناس ليه... لسه فاكرة عمار ازاى كان يوم والتانى يمسك خناقة مع زمايلة عشان كلامهم ليه... جواد طول عمره انسان طيب وقلبه كبير وحنين جدا... بس بعد الحادثة دى بقا انسان غريب ومنعزل عن الناس... عمار دايما كان بيساعده عشان يخرج من الحالة دى، لحد ما جه الوقت اللى قرر فيه يدرس فى جامعة برا ويبعد عن هنا... الموضوع كان صعب علينا جدا وخصوصا على عمار وماما، كانت ماما دايما تهتم بيه زى ابنها وطبعا صعب على اى أم تشوف ابنها بيبعد عن حضنها...وكمان عمار الصدمة كانت صعبة عليه جدا لأن عمار جزء لا ينفصل عن جواد.. يمكن هما الاتنين صحاب بس هما اخوات بالدم.. تحسى بجد انهم شخص واحد حتى شخصيهم واحد... كانوا دايما سند لبعض وهيفضلوا لأن يا ياقوت النوع دا من الصداقة مش بينتهى ابدا..... فبعض الأصدقاء كالطيور المهاجرة ترحل اذا تغير الجو، ويظهر أن هذا النوع ليس هو أبداً.....