اقتباس

5.9K 85 3
                                    

كانت تسير بخفة على أطراف أصابعها فى ذلك المكان البعيد الهادئ والرائع بالنسبة لها تطلعت لنفسها برضا  لأرتدائها ذلك الفستان الأبيض الذى يتناسب مع هدوء هذا المكان... كانت التجمعات حولها من بتلات الأزهار الفواحة التى تشعرك بفصل الربيع لها عامل فى جعلها سعيدة...

_ياقوت...

تطلعت إلى الخلف بسرعة لتجد أحدهم مرتدى بذلة سوداء يبدو عليه الشباب رغم كبر ملامح وجهه... دققت النظر إليه لتتسع عينيها بفزع قائلة:
_ بابا....

لم يكن أتى اليها من قبل بأى حلم من أحلامها وهى تجده الأن أمام عينيها يشبه كثيراً تلك الصورة التى توجد بغرفة والدتها ولكن هناك اختلاف بهيئته هناك ما يؤلمه تبينت ذلك من ملامح وجهه المرهقة والتى يبدو عليها التعب..

اقترب منها فارس محيطاً ذراعيها بيده قائلا :
_ كبرتى ما شاء الله...

اجهشت الأخرى فى البكاء قائلة:
_ وحشتنى اووى يا بابا...

_ وانتى كمان وحشتيني جدا... بس انتى ليه جيتى هنا..

_ مضايقة شوية قلت اتمشى فوصلت هنا... بس انا مبسوطة جدا ومش هسيبك هنا لوحدك وهفضل معاك...

_ لا يا ياقوت لازم ترجعى عشان ماما هيه مش هتقدر تعيش من غيرك...

_ وانا مش قادرة أعيش من غيرك، وماما دايما بتبعدنى عنك ومش عايزانى اعرف حاجة عنك... عشان كدا انا نزلت مصر يا بابا عشان ادور على أهلى طول عمرى عايشة وحيدة ومش عندى عيلة بس ماما اللى فى حياتى...

_ وهيه ماما مش كافية ليكى يا ياقوت؟

اسرعت الأخرى قائلة:
_ لا بالعكس ماما احسن حاجة فى الدنيا بس هيه سبتنى اجى هنا لوحدى ومش اهتمت بيا، حسيت انى وحيدة بعد اللى عملته...

_ ياقوت لازم تعرفى حاجة... فريدة طول عمرها بتحبك وهتفضل تحبك يمكن هيه مش سافرت معاكى عشان تسيبلك الفرصة تدورى عليا براحتك وعشان هيه مش عايزة تقف قدام سعادتك... فهمتينى...

_ بجد؟ ماما عارفة كل حاجة؟

ضحك فارس قائلاً:
_ طبعا يا ياقوت... وأنا مستنيكى تدورى عليا بس اخر حاجة عايز اقولهالك انك تحمى نفسك انتى وفريدة أنا مقدرتش احمى نفسى ولا حتى انتم، مش تترددى أبداً انك تطلبى المساعدة من شخص انتى بتحبيه يا ياقوت لأن الشخص دا هو اللى هيوصلك ليا...

ضمها فارس لصدره مكملاً:
_ هستناكى تجيبلى حقى وحق أمك وحق بعدى عنكم يا ياقوت... وصدقينى هفضل معاكى دايماً.....

فتحت ياقوت عينيها قائلة بصراخ:
_باباااااااااا....

الفصل السادس غداً السبت الساعة التاسعة مساءً....

#هديل_هلال

ياقوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن