ياقوت

الفصل الثالث

الفصل الثالث.......

_ يعنى إيه يا ماما، انتى مش هتنزلى معايا مصر

تنهدت فريدة بتعب قائلة :
_ يا حبيبتى مش هينع اخد إجازة مرة واحدة كدا وبعدين انتى عارفة ظروف شغلى مقدرش اغيب عنه مرة واحدة كدا..

قالت ياقوت بضياع :
_ طب وأنا؟ هعيش ازاى من غيرك فى بلد عمرى ما رحتها...

_ ياقوت دا كان قررك وانتى اللى اخدتيه ممكن تكونى قده بقا ياريت تتعودى تتحملى قرراتك انتى عايزة تنزلى مصر وانا وافقت مطلوب منى إيه تانى؟

_ بس انا فكرتك هتكونى معايا!

اقتربت فريدة من ابنتها الصغيرة مُمسكة بوجها قائلة :
_ انا عمرى ما هسيبك ابداً، بصى فى واحد انا كلمته انتى هتقعدى معاه الفترة دى وصدقينى هو هيهتم بيكى جدا وكمان هيكون منتظرك فى المطار...

اردفت ياقوت معترضة :
_ بس انا كنت بفكر أسكن مع ياسمين صاحبتى

_ طبعا انا مش موافقة ازاى تعيشى فى بيت واحدة عارفاها من على النت... ياقوت انا قلت كلمتى ومش هتتكرر.. مفهوم

_ حاضر..

_ طيب، يلا حضرى شنطتك... عشان بكرا الصبح طيارتك...اردفت فريدة وهي تدلف خارج الغرفة...

اتجهت ياقوت صوب تلك الشرفة التى تطل على البحر تماما، نَظرةً لذلك البدر الذى يزين السماء وكأنه حجر كريم فى الأفق...

تنهدت ياقوت بخفوت قائلة :
_ انا اللى اخدت القرار دا ليه خايفة دلوقتى؟ فى حاجة غريبة بتشدنى عشان أسافر، أنا اصلا مستغربة نفسى ! أنا ليه مُصره انى أسافر؟!

وبالناحية الأخرى يجلس أحدهم مُتطلعاً لذلك القمر....

_ خلاص معدش فيه هروب لازم اواجه مشاكلى انا فضلت طول عمرى بهرب بسبب أخطاء أنا برئ منها ، لازم ارجع عشان أثبت برأتى..

أعقب حديثه بالنظر للقمر مرة أخرى ولكن هذة المرة بدا القمر مختلفاً وكأنه أجمل من اى مرة يراه فيها!!! وإذا بوجهها يظهر على القمر فيضيف إليه جمالاً فوق جماله...

فزع هو برؤية تلك الفتاة مجهولة الهوية بالنسبة له فجأة وعلى القمر فأردف بأستهزاء:
_ إيه جو أفلام ابيض وأسود دا... شكلى سهرت اكتر من اللازم ادخل انام احسن.....

******

صباحاً... بمطار روما....

كانت كلاتهما تحاول إخفاء تلك الدموع المهددة بالسقوط حتى لا تدخل الحزن بقلب الأخرى.. وأخيراً استطاعت ياقوت الحديث قائلة:
_ ماما لو انتى مش عايزانى أسافر خلاص هفضل معاكى..

ابتسمت فريدة لأبنتها بحب قائلة:
_ أنا كفاية عندى إنك تحطينى رقم واحد فى حياتك وكلامك دلوقتى بيثبتلى دا.. ياقوت انتى لازم تسافرى لأنك عايزة كدا بالرغم من الحزن اللى فى عينك دا بس انا شايفة شغف انك تسافرى مصر وانا عمرى ما همنعك من حاجة انتى حبها.... أعقبت حديثها بعناق قوى لها..