الفصل الثاني

6K 253 14
                                    

الفصل الثاني

بمنزل عائلة مصطفى بعد عدة أيام
تدخل سميحة مسرعة لغرفة مصطفى : قوم يا مصطفى بسرعة غير هدومك
اعتدل جالسا : ليه يا ماما حصل حاجة ؟؟
سميحة : ايوة هنروح حفلة خطوبة اخو مرات اخوك
نظر لها ببلاهة : خطوبة مين !!
جلست أمامه بنفس الحماس : بص بقا انت هتسمع كلامى من سكات وسيبك من كلام ابوك ده خالص .بلا بنت عمك بلا بنت عمتك .أنا عاوزاك تاخد عروسة نقاوة عينى
ضحك ملء قلبه بسعادة فمنذ عاد ووالديه يتباريان فى إيجاد العروس المناسبة له ، فوالده يرى وجوب زواجه من بنات عمومته بينما تخالف والدته ذلك .وهو بين هذا وذاك يستمتع باهتمام طال فقدانه .
اطاع والدته بصدر رحب حتى إن لم يلتق بعروس أحلامه فى ذالك الاحتفال فيكفيه صحبة والدته التى يرى الفخر والسعادة بعينيها .

*****

خرجت أفرين من غرفتها بعد أن استعدت لحضور خطبة ابنة عمتها لتجد حسين وسمية يجلسان بصمت .
ارتفعت الأعين لها فور ظهورها ، مظهرها محتشم ومريح ، يفخر حسين بها دائما .
ابتسمت بود : أنا جاهزة يا حلوين
اتسعت ابتسامة حسين بينما نظرة سمية مبهمة كالعادة واكتفت بالنهوض والتقدم للأمام : طيب يلا علشان مانتأخرش
لينهض حسين فيحيط كتف ابنته الجميلة ويلحقا بها .هو يشعر بمعاناة زوجته ويلتمس لها عذرا .

*******

تشعر بالاختناق فى تلك الأجواء ، تلك الصالات المغلقة ، الموسيقى الصاخبة ، الضحكات المتكلفة .
رياء .. رياء..رياء
هكذا ترى الجميع ورغم ذلك لا تسمح لها سمية بنزع ابتسامتها عن وجهها طيلة الحفل .
شردت لحظات رغما عنها تتخيل نفسها مكان ابنة عمتها ، ما كانت لتحتفل بتلك الطريقة السوقية .. دارت أفكارها إلى فستان خطبتها كما تتمنى ليتجهم وجهها رغما عنها وتعود لها ذكرياتها المخزية .
وكزتها سمية بحدة : افردى وشك ولا عاوزة عمتك تفكرك غيرانة من بنتها .
نظرت لها بصدمة : وهغير من بنتها ليه بس يا ماما ربنا يسعدها ..
قاطعتها بحدة : انت اللى جايبة لنفسك ميلة البخت .شايفة البنات بتعمل ايه؟؟ قومى اتحركى كدة ولا ارقصى زيهم
زادت صدمة أفرين : انت بتقولى إيه يا ماما ؟؟ عاوزانى ارقص قدام الناس ليه وربنا فين ؟؟ حرام عليك يا ماما مش علشان اتجوز اخسر دينى لو الجواز هيجى كدة أنا مش عاوزاه
نظرت لها سمية بغضب لم تتمكن من  إخفاءه واشاحت وجهها بعيدا عنها . لتتعجب أفرين لقد كانت بخير منذ لحظات وتتحدث إلى احداهن بفخر بها : لا أفرين مش زى حد
فما بالها بعد دقائق تطلب منها أن تحذو حذوهن !!
تقدم حسين من الطاولة حين شعر بتوتر الأجواء ليحنى هامته متسائلا : مالكم حصل إيه؟
ابتسمت أفرين وكأن شيئا لم يكن : ولا حاجة يا بابا أنا بس مضايقة من الدوشة .
امسك كفها لتنهض مرغمة : تعالى نقف فى التراس شوية .
تبعتهما سمية بنظرات مشتعلة لتزفر بضيق ثم تغادر الطاولة ايضا وتسير فى الإتجاه المعاكس

أفرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن