الفصل الثالث
لم يعترض حسين على لقاء مصطفى حين أخبره محمد بطلبه فى اليوم التالى .
وفى الموعد المحدد كان مصطفى يجلس بالمكان المتفق عليه بانتظار حسين الذى لم يطل غيابه
جلس أمامه يتساءل باحترام عن خضوع أفرين للفحص الطبي بشكل يلائم تلك الحالة التى أخبره بها محمد .
ليفاجأه حسين بأسماء كبار أساتذة الطب ، ذلك الرجل لم يدخر جهدا ولا مالا بحثا عن سعادتها .
إذا ما خطبها ؟؟
ابتسم بود : هى أفرين بنت حضرتك الوحيدة مش كدة ؟
ابتسم حسين : ايوة بنتى الوحيدة .
مصطفى : اسمها مميز جدا
اتسعت ابتسامة حسين : طول فترة الحمل وانا ووالدتها بنتخانق على اسم المولود . أنا اتجوزت والدتها بعد قصة حب ..يمكن تستغرب لأننا من جيل قديم لكن فعلا كنت بحبها اوي . كانت زملتى فى المدرسة اتعينت بعدى بأربع سنين .
حمحم مصطفى متعجبا : هو ليه حضرتك بتكلم بصيغة الماضى ؟؟
تنهد حسين بألم : ده سبب اسم أفرين . والدتها اتوفت بعد الولادة بأقل من ساعة يادوب خدتها فى حضنها .علت الدهشة ملامحه : علشان كده اسمها أفرين
حسين : ايوة علشان كل ما انادى عليها تعرف أنى مرحب بيها فى قلبى رغم الوجع . رغم وجع فراق حب عمرى ما اثرش على فرحتى بوجودها فى حياتى ولا هيأثر . أفرين كانت وهتفضل اجمل حاجة اتمنيناها وربنا حققها لنا
صمت طال لدقائق معدودة ليقطعه حسين : اتجوزت بعد سنة سمية . كانت زميلتنا بردو والحمد لله كانت نعم الام ل أفرين
ليشعر مصطفى بشئ يوغر صدره تجاه تلك السمية فيتساءل : ومدام سمية ماخلفتش خالص ؟
ليتنهد حسين بأسف : للأسف خلفت بنت بس اتوفت بعد شهرين . وحاولت كتير بعد ما فاقت من الصدمة إنها تخلف تانى بس ربنا ماارادش .
زاد ضيق مصطفى وتخبطه ، أيتعاطف معها !!! ام يجارى شعوره بالضيق !!
عاد الصمت ليقطعه مصطفى : تسمح حضرتك نيجى أنا ووالدتى ووالدى يتعرفوا بحضرتك
نظر له حسين بقلق : بعد اللى حكيته ليك عاوز تيجى ؟
مصطفى بود : وليا الشرف طبعا
سيقابلها اذا . هذه الفتاة تخفى أمرا يجب أن يكتشفه ..الفضول يتآكله ليعرف ما وراء هذه الفتاة ،او وجد بهذا الدافع غطاء مثالى لرغبته فى قربها التى يرفض الإعتراف بها .*****
منزل حسين بعد عدة أيام
منذ اعلمها والدها بشأن هذا العريس وهى ترتعد خوفا ، تعلم كيف سينتهى الأمر ..
لا تريد أن تمر بهذا مرة أخرى .. ورغم ذلك داخلها صوت ضعيف واهن يخبرها أنها تستحق السعادة وعليها أن تستمر في المحاولة
تجلس بصمت تتابع التلفاز بشرود بجوار والدها الذى تتعلق عينيه بساعة الحائط منتظرا عودة سمية التى تأخرت في عودتها جدا .
لقد أخبرته أنها ستزور إحدى صديقاتها ، وها هي تغيب لأكثر من ثلاث ساعات .
لذا يجلس هو أيضا شارد الذهن ..
اخيرا فتح الباب لتدخل سمية بخطوات منهكة تحمل بعض الحقائب .
ينظر لها معاتبا : كنت فين سمية ؟ كل ده بتزورى صاحبتك ؟
جلست سمية بجوار أفرين بتعب : صراحة ماكنتش بزور حد .
لتتبدل نظراته للغضب بينما تقول : كنت بجيب ل أفرين فستان جديد تقابل بيه الضيوف بكرة .
لتعترض أفرين فورا : ليه يا ماما عندى كتير
سمية : علشان كدة ماقولتش ..عارفة مش هترضى
تنهد حسين براحة ورضا ليقول : خلاص بقا يا أفرين ماتكسفيش مامتك
اسرعت سمية تخرج الفستان بحماس : قولى رأيك بقا وقيسيه بسرعة علشان لو محتاج يتغير ارجع بيه دلوقتي .
ابتسمت أفرين فالأزرق لونها المفضل تناولت الفستان بإمتنان : حاضر هدخل اقيسه .
توجهت للداخل لينظر حسين ل سمية بحنان ، يخشى أن يشكرها ويخشى ألا يفعل ، اتخذ قراره وهو يقترب منها ليقبل رأسها بحنان فيكتفى وتكتفى .