الأخير
منذ دخل هذا الرجل منزلهم بالأمس وجو من التشاحن يسود المنزل وإن إلتزم الجميع بالهدوء .
وها هو حسين يجلس متمسكا بهدوءه لأقصى درجة مراقبا نظرات مشفقة لا يدرى سببا لها .
هز عدنان رأسه بأسف وتوجه بحديثه ل سمية : حضرتك اتظلمت كتير .. انت نفسك ماتعرفيش ليه وازاى .لم يفهم ايهما ما يتفوه به ليتابع بنفس الهدوء : الموت والحياة بإيد ربنا سبحانه وتعالى . ومهما كان سبب الوفاة فهو فى الأول والآخر مجرد سبب كل إنسان مننا مكتوب أجله عليه .
لم يتمكن حسين من ملازمة الهدوء اكثر من ذلك فزفر بضيق : ممكن توضح كلامك وبلاش ألغاز .
لم يلتفت له عدنان بل نكس رأسه وقال : ديما
لهفة لم يتمكن أى منهما من اخفاءها لترفع سمية اناملها وتتلمس سلسال معلق برقبتها هامسة : بنتى ...رفع عدنان رأسه : زخر إن شاء الله
ليفقد هنا حسين كل صبره وهدوءه ورزانته المعروفة ويقول بغضب : أنا مش فاهم حكايتك إيه !!! دخلت البيت علشان أفرين وبعدين طلبت تكلم سمية ودلوقتي بتكلم عن ديما .. انت عاوز إيه بالضبط ؟؟نظر له عدنان بحزم : عاوز اساعدكم .. ومش عاوز أى مقابل ..من فضلك يا استاذ حسين اصبر شوية
شعرت سمية أن هذا الرجل ليس بالسوء الذى ظنته عليه ، تساءلت بحزن : مين كلمك عن ديما ؟؟
تمتم بالاستغفار ثم قال : مخلوق ماتعرفيهوش .
ليعود حسين للغضب : يعنى إيه مخلوق !! أنا قولت ل مصطفى وواضح إنه قالك وانت جيت قبله علشان توهمنا إنك عرفت بطريقة تانية .
هز عدنان رأسه بأسف ولم يرد بينما نهض حسين بغضب ليفتح الباب لطارق يتوقعه .لحظات وكان مصطفى يجلس برفقتهم متعجبا سوء مقابلة حسين الذى لم يخف غضبه عن الجميع..
توجهت سمية ل مصطفى : انت اللى حكيت للشيخ عن ديما بنتى !!
ظهرت صدمة واضحة على ملامح مصطفى الذى نظر ل عدنان وقال بتوتر : ابدا ماحصلش وبعدين أنا معرفش إن اسمها ديما . كل اللى عمى قاله إن بنت حضرتك توفت .انتبه حسين لهذه النقطة بينما أسرع عقله يخبره أن معرفة اسم الرضيعة المتوفاة ليس بالأمر الجلل .
نكس عدنان رأسه وقال بهدوء : عيبنا نحن البشر سرعة إطلاق الأحكام دون التأكد من الظواهر والحقائق . وده بيخلينا نظلم .. والظلم ظلمات ...
شعر مصطفى أن الحديث موجه له فقد أصدر حكما مسبقا على سمية واجزم فيه أنها وراء إيذاء أفرين .. وهو غير نادم على ذلك الحكم ..فمن غيرها قد يفعل !!!بينما تأكد حسين أن الحديث موجه له وأن هذا الشيخ يحاول استمالته ويحاصره نفسيا ليتقبل ما سيقدمه له لاحقا .
ساد صمت مشحون والكل مترقب بينما لم يرفع عدنان ناظريه عن الأرض ولم يتوقف عن تمتمة لم يفهم أحدهم كلمة منها حتى طرق الباب مجددا ليرفع عينيه بحزم : أنا منتظر القادم .. افتح من فضلك يا استاذ حسين .
ورغم التعجب لم يملك إلا الانصياع ليقول عدنان دون أن ينظر ل سمية : من فضلك يا مدام بلغى آنسة أفرين إن خالتها سميرة وصلت .