انهــــال أوس باللكمات مجدداً على منسي الذي كان عاجزاً أمامه حتى عن الدفاع عن نفسه ، وبدى للحظة أنه قد فقد وعيه من شدة الضربات ، بينما تابعت تقى ما يحدث بنظرات مرعوبة ، وظنت أن ذلك الغريب الشرس سيقتل – لا محـــالة – ابن حارتها ، لذا فكرت سريعاً في أن تتدخل وتلهيه عمــا يفعل للحظات حتى يتمكن منسي من الفرار من براثنه ، و....
-تقى بصوت مختنق : حرام عليك هايموت في ايدك ، سيبوه بقى ! انت ايه !!
لم يعبأ بها أوس ، وظل ينفس عن غضبه في منسي الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الهلاك حتماً ...
لذا استجمعت تقى قدراً من شجاعتها الغائبة ، وركضت في اتجاه أوس الجاثي فوق منسي ثم قامت بضربه بكفي يدها بقوة كبيرة على ظهره ، مما جعله يستدير برأسه ناحيتها ورمقها بنظراته المحتقنة ، فتراجعت هي للخلف ، ونهض هو سريعاً عنه ، ثم اعتدل في وقفته ، وســـار في اتجاهها ..
أستندت تقى بظهرها على الحائط الملاصق لباب منزلها ، وحدقت في ذلك البغيض بنظرات مرتعدة ..
وقف أوس قبالتها ، ولم يرمش بطرف عينيه ، بل حدجها بنظرات قاسية متوعدة من عينيه التي تحولتا إلى جمرتين متقدتين ، ثم مـــد يده ناحية عنقها ليخنقها منه ، ولكنها أمسكت بكف يده بقبضتيها لتمنعه من الاقتراب منها أو حتى لمسها ، ثم قربت شفتيها من كفه ، وقامت بغرس أسنانها فيه وعضته بقسوة ..
ورغم تآلمه الذي ظهر على ملامح وجهه ، والدمـــاء التي بدأت تنزف منه ، إلا أنه لم يهتز للحظة ، وتركها تفعل ما تريد ، ثم وضع يده الأخــرى على رأسها ، وقام بجذبها بعنف من فروة شعرها ، لتصرخ هي متأوهة من الآلم و..
-تقى بصراخ عنيف : آآآآآه .. سيبني
-أوس وهو يصر على أسنانه في غيظ : ازاي تتجرأي عليا يا بنت الـ .....في نفس التوقيت بدأ الجيران في التجمع على أثر صوت الصراخ والشجار العنيف ، وتدخل البعض منهم للحول بين أوس وتقى ، و...
-جار ما بنبرة قوية : سيب البت يا جدع انت
-جارة أخرى بعويل مرتفع : يا لهوي ، الحقونا يا ناس ، الراجل هيموتها
-جار أخـــر بضيق : كلموا رجالة الشارع يجوا يمسكوا الواد ده اللي طايح في الكل
-أوس بنبرة متصلبة ، ونظرات نارية : واد !!! انتو مفكرين إني هخاف ، يبقوا انتو مش عارفين أنا مينثم بدأ بالتشاجر معهم بعد أن أبعدت الجارة أم بطة تقى وادخلتها إلى داخل منزلها المتواضع ، وقام أحد الجيران بسحب منسي الملقى على الأرضية ، وحاول إفاقته ..
احتدم الصراع على أشده ، وتم التراشق بالألفاظ والعبارات الحادة بين الجميع ، ولم يخلوْ أيضاً من التطاول بالأيدي .. ثم انضم إلى المشاجرة ضباط الشرطة ، وبعض المرافقين لأوس ، وقاموا بفض الاشتباك الدائر ، ثم أحاطوا بأوس وأخرجوه من تلك البناية المتهالكة ..تسائل الجيران عمــا يحدث ، وخاصة حينما عرفوا بمسألة اقتياد كلاً من حكمت وفردوس إلى قسم الشرطة بسبب السرقة ..
ظلت تقى تدافع عن والدتها وهي تبكي بحرقة و...
-تقى بنبرة متشنجة للغاية : ماما معملتش حاجة ، هي بريئة ، والله ماخدت حاجة
-أم بطة بنبرة شامتة وهي تمط شفتيها في استنكار : الحوجة وحشة يا بنتي ، تلاقي أمك معرفتش تدبرها منين ، فقالت أما أسرق
-تقى بنبرة منفعلة ، ونظرات محتقنة : أمي مش كده ، عمرها ما تسرق ، عمرها ....!!!
أنت تقرأ
ذئاب لا تعرف الحب
Romanceتفنن في تعذيبهن قبل أن يتركهن حُطـــــام .. وبإرادتهن خضعن له ، وإخترن أن يكُن ضحايـــاه .. وحينما لم يجد بينهن ضالته ، نبذهن عن عمـــد عراة ، ورحل حتى بلا وداع .. فقد يأس أن يجد فيهن سلواه ... ولكن ،،، التقى بها مصادفة في عرينه ، فأقسم ألا تكون لإح...