زين.. زين مالك

141 12 1
                                    

إلى الرحلة رقم ١٤٥٧،س ج، الرجاء التوجه إلى البوابة رقم ١٤
، ستقلع الطائرة بعد عشرين دقيقة
صدح صوت المضيفة العالي الذي تخلل اذناي و اخترق موسيقاي المفضلة..
القيت نظرة اخيرة على مطار موطني و انا احمل حقيبتي و اضعها فوق ظهري و اخذت اجُر الأخرى ورائي،
وصلت لمكان استقبال المغادرين على متن رحلتي،
وقفت في الطابور منتظرة دوري، لازلت مترددة في الرحيل لكنني لن اضحي بأخر ما تبقى لي
، لم يكن لي حل سوى الهرب،
انا لن اضحي بحياتي كما فعلت اختي الكبرى و دفنت نفسها و هي حية!
قاطع تفكيري صوت المرأة التي كانت تقف امامي بملابسها الرسمية بأكبر ابتسامة مزيفة قد تصنعها و هي تطلب مني جواز سفري و تذكرتي ايضا،
اعطيتهم لها و اخذت مقعدي الذي كان بجانب نافذة الطائرة ترا ما افضل من ذلك؟

انظر إلى الارض من النافذة و انا اضع الاغاني الهادئة بأُذناي غير مبالية بالارشادات التي تذاع على متن الطائرة..
هل ما فعلته صحيح؟
اشاهد الارض تصغر ببطئ إلى ان اصبحت أراها كمكعبات الاطفال
، سأشتاق لأمي، و ابي.. قليلا!
كان عقلي يلومني على ما فعلته تارا و يشجعني على ما فعلته تارا  إلى ان منعته من التحدث لي و استسلمت للنوم...

ايقظتني المضيفة التي كانت توزع الطعام
، ابتسمت لها و اخذت الطعام امامي، انهيته و انا لا اشعر سوى بتأنيب الضمير و الندم،
او الفراغ؟
كل ما توصلت له ان لا شئ بيدي الان و انني غادرت بلدي و لن استطع العودة لها سوى بعد تجميع المال الذي لن استطيع ان اجمعه الآن...

بعد اربع ساعات اخيرا نزلت إلى مطار لندن
، اخدت حقائبي من السِير و انا اخرج بها بعد انهاء الاجراءات الامنية و ما الى ذلك.

انظر حولي و انا اتأمل الشوارع،
تبدو منظمة جدا مما يثير اعجابي، أوقفت ال"تاكسي" و انا اخبره على عنوان الفندق الذي حجزته إلكترونيا قبل ان اسافر بأسبوع،
اخذ مني الرجل الذي يستقبل الوافدين على فندقه أمواله و اخبرني عن رقم غرفتي و أعطاني مفتاحي ايضا.

صعد معي الرجل الذي ينقل الحقائب، ووضعهم بغرفتي  بدلت ملابسي إلى ملابس النوم و انا القي نفسي بإهمال على السرير..
و انا مستعدة تماما للنوم!

استيقظت بالعاشرة صباحا ،بدلت ملابسي و انا اخذ اموالي و اضعها بحقيبتي.. اخذت المفتاح و اغلقت الغرفة جيدا قبل الخروج منها..

خرجت لأستكشف المكان سيراً و انا القى نظرات على مقهى تبدو مختلفة نوعا ما من نوعها، كانت من الطراز القديم،
لها رائحة مميزة و كأنها كتاب جديد فتحته و انا استنشق رائحته،
كما الكراسي، التي تبدو قديمة و لكنها قابلة للجلوس،
وزعت نظرات عشوائية بينما انا جالسة على الطاولة المخصصة لشخصين وحدي! كان من الموجودين الأحباء،
و منهم من تبدو على وجههم الحزن، و منهم من لا يشعر بشئ، و منهم من تائه!

قاطعني صوت أحدهم و هو يطلب مني الجلوس امامي فلا يوجد اماكن فارغة فوافقت بابتسامة، فتحت الرواية و انا اقرأها بإهتمام لكن صوته اوقفني تلك المرة ايضا،"الرواية تلك، اين وجدتيها من فضلك؟" سألني بلطف يبدو و كأنه كان يبحث عنها لوقت طويل.
"امم لم اشتريها من هنا حقا"
تمتم هو ب "اووه"
"يمكنك استعارتها اذا اردت" أخبرته
"حقا؟"
سألني و هو يوسع عينيه العسليتين تلك و انا اومأ له بنعم
"يومين و سأرجعها لكي حسنا؟ "
اومأت له بالموافقة
مد لي يده" زين، زين مالك"
"وانا انجل"
______________________________

طبعا البارت قصير لانه اول بارت 💓
حبيت اوضح كام نقطة كدة بس 💕
فوت 😊💕

Cruel!... H.S *تم تعديلها*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن