> 4 <

21 3 0
                                    


لوسي....

كنت اسير في الشارع بينما اتناول سيجارتي و أنفثها في الهواء... لا تسألوني كيف وجدتها !! لقد كنت غاضبة بشأن عدم ايجاد مكان مناسب لأبيت فيه و أول فتى قابلته كان يحمل هذه السيجارة مستعدا لتناولها و بكل بساطة سرقتها منه مع تبريحه ضربا لاعتراضه طبعا

لم يولد بعد الذي سيقدر على هزيمتي او حتى الوقوف في وجهي

فتحت عينتي و انا احس بان لا شيء في هذا العالم يستحق ان اقلق بشأنه و مستمتعة بسيجارتي و فجأة رأيت فتاة تحمل سكينا و هي تجرح نفسها به

كنت سأتجاهل الامر لولا دمعاتها تلك.. ذهبت اليها بخطى سريعة كونها كانت على قرب مني و اخذت السكين منها و رميته في البحر الذي كان قربنا.. لقد كان المكان مظلم و خالي من البشر و موجود قرب البحر نظرت الي بصدمة تنظر بعينين دامعتين و فجأة قالت لي بصياح

* لما فعلتي هذا ؟؟ بعد ان تخطيت خوفي و جبني.. لما اوقفتني بعد ان تقبلت موتي ؟! *

كانت عيناها تحكي لي الالم و الانكسار و انها بلا حيلة حقا.. برأيي ان لا شيء يدعوا للانتحار! لا يمكن للانسان ان يتخلى عن حياته بسبب بعض المشاكل.. كل تلك الكلمات صرخ بها عقلي لاقولها و لكني بقيت صامتة بينما هي كانت تصرح و تبكي و تردد

* لا امل لي.. انا لا شيء.. دعيني اموت.. اقتليني!!*

واو الفتاة كانت مدمرة حقا!! في نهاية كلامها اقتربت منها لأعانقها و أمسح على راسها بهدوء محاولة تهدأتها.. و يبدو ان الامر قد اعجبها!!

اتظننا في مسلسل نمثل فيه ؟! أاااه كم اكره الدراما !

كانت تبكي بينما انا اتبعت دور الام في هذه المسرحية التافهة و كنت اردد لها كلمات لتهدأ

* لا باس.. كل شيء سيكون بخير.. لا تقلقي انا معك....*

منذ متى لوسي الفتاة التي لا تقهر القاتلة و المجرمة و السارقة و كل شيء سيء و قبيح بها.. و هاهي تواسي فتاة اخرى في محنتها.. ابتسمت بسخرية على حالي تبا لي.. انا لن احتمل هذا كثيرا لذا ابعدتها عني بهدوء و امسكت كتفاها بينما قلت لها بهدوء

*و هيا ايتها الصغيرة كفى بكاءا بحق الله.. و اخبريني ما حدث معك! هيا ايتها الجميلة تعالي نجلس لنتحدث قليلا *

ابتسمت بسخرية و هي ترى الفتاة امامها تومئ بنعم كطفلة في الرابعة.. تبا انها تبدو اكبر مني حتى

بعد ان جلسنا على العشب بدأت هي بالحديث و هي توجه نظرها الى الفراغ امامها

* اولا انا ادعى اليزا قبل خمسة اشهر التحقت بجامعة حقوق منذ اول يوم تعرضت للتنمر.. خمسة اشخاص جعلوا حياتي جحيما.. كنت دائما ما افكر بالانتحار و لكني لا استطيع لأني جبانة و اليوم مزقوا مشروعي الذي تعبت عليه و قد عذرني الاستاذ و لكن اثناء خروجي اوقفني الاستاذ و هو يتهمني بضرب احدى الفتيات التي تتنمر علي... اقسم لقد كان اتهاما باطلا !! انا من كنت اتعرض للضرب و الاهانة الى ان كرهت هذه الحياة..!!*

friends foreverحيث تعيش القصص. اكتشف الآن