(3)
استغربت اوى مى من رد الفعل : مالك يا صفاء ؟
انتبهت لنفسها صفاء :
_ لا مفيش بس الفضول مخلينى عاوزه أعرف مش أكتر
_ فضول طيب
_ مين بقي دا اسرار ؟
_ لا اسرار ولا بتاع الى شاغل حياه عليا اخوها وابنه وشغلها والشخص المجهول ؟
_ مين الشخص المجهول دا .. حد موجود معانا فى الشركه ؟
_ ايه الذكاء دا ازاى مجهول ومعانا فى الشركه ؟
_ اقصد يعنى ان اغلب وقتها فى الشركه وكده فقلت يمكن حد من الزملاء
مي رجعت بضهرها وسندت ضهرها فى الكرسي وربعت ايديها :
تصدقى ممكن اصل عليا متغيره بقالها فتره ممكن تكون لاقته ومش قالتلى .؟
صفاء وهى متوتره : لا أزاى لازم تعرفى يا مى اومال اصحاب ايه ؟
_ اكيد مش هسيبها الا لما اعرف المهم يلا علشان هنتاخر كده
_ اسبقينى انتى وانا جايه وراكى
_ اوكيه سلام
قعدت صفاء محتاره ومتوتره من كلام مى على احتمال الشخص يكون أحمد و وبالتفكير بتصرفات احمد الى بتزود شكوكها ان بينهم حاجة أكبر من أصحاب زى ما بيقولها .
أستمرت صفاء فى مراقبة أحمد وعليا , وفى يوم أحمد راح مكتب صفاء :
_ صباح الخير يا صفاء
_ صباح الخير يا مستر احمد
_ كنت عاوز اخد رائيك فى حاجه ؟
_ اتفضل ؟
_ كنت عاوز اعمل حفله صغيره فى الشركه كده أحتفال بعيد ميلاد عليا قرب
_ عيد ميلاد عليا ؟
_ ايوة بين الزملاء وتقريب العلاقات وشيل الحواجز
_ نقرب من بعض وشيل حواجز ,, والمدير رأيه ايه ؟
_ انا اخدت اذنه وكنت عاوزك انتى تحضريها كمفاجاءه ليها
_ انا ؟؟؟
_ فاضل أسبوعين ع عيد ميلادها ف يومها ويوم عيد ميلادها هى عندها شغل بره وهروح معاها نخلصه وهنرجع تكونى جهزتى الحفلة وكده تمام .. أتفقنا
من المفاجاءه والصدمة صفاء سكتت ومن غير ما ترد سابها وأخد موافقتها ومشي وهو سعيد , فضلت صفاء تفكر تعمل ايه وبالاخص بعد ما أتاكدت إنها تراجعت جدًا من حياة أحمد بعد ما كانت أول حد يفكر فيه فى الشركة ومن بعد ظهور عليا بقي مش شايفها لدرجة مر عيد ميلادها ومفكرش يحتفل به واكتفي بتهنئتها فى بوست على الفيسبوك مجمع .
كانت عليا أسبوعيًا تزور أهلها فى المقابر , وتصرف تلقائي منها كنت بتهتم بمقبره عائلة مصطفي بعد ما عرفت قصة وفاه زوجته بعد صراع مع المرض , في يوم عليا فى زيارة , خرجت واتجهت لمقبرة عائلة مصطفي شافت عربيته موجودة وسكرتيرة معاه تبادل معاها التحية وعرفت ان مصطفي موجود, شافته ووقفت انتظرت واحترمت خصوصيته لزيارة وأنتظرت لغاية ما يخلص زيارته وهو خارج شافها :
- عليا ,, ايه الصدفة الجميلة دي ؟
_ فعلا صدفه جميلة
_انتى مروحه ؟
_ ايوه كنت جايه هنا لكن اعتقد بوجودك كل حاجة تمام
- الحارس قالي ع زيارتك واهتمامك الاسبوعي للمكان فى غيابي كنت مسافر
_ لا ابدا دى حاجة بسيطة
_ بجد كل مره بتبهريني بتصرف مش عارف ارد كل دا ازاي ؟
_ انك تخلي بالك ع صحتك دا المهم
ابتسم : اتفضلي معايا أوصلك
_ لا لا شكرًا ,انا أصلا راجعه الشركة
- هوصلك فى طريقي
_ مش عاوزة اعطل حضرتك انا هطلب عربية وهتعامل
_ لا مفيش عطلة ولا حاجة , وبعدين مينفعش أسيبك كمان ع الاقل اعتبري التوصيلة دي شكرًا ع كل حاجة عملتيها , ممكن ولا هتحرجيني ؟
شعرت عليا بالاحراج ووافقت على توصيلها للشغل فى الطريق اتكلموا :
- أخبار صحتك ايه ؟
_ الحمدلله أحسن من الأول مع ان الشغل مش بيسيب حد فى حاله
_ يارب دايما بخير
_ فى مشاكل فى التعامل مع الشركة عندي ؟
_ لا ابدًا كله تمام والاعلانات فى ميعادها
سكتوا للحظات واتكلم مصطفي :
_ هو الكارت ضاع منك ؟
_لا معايا ..
_ مش هأكد عليكي لو محتاجة اى حاجة متتردديش وتكلميني ولا عاوزة تعملي فرق ؟
_لا ابدًا,, بس بجد مفيش حاجة
_ انتى شكلك بتحبى الشغل اوى انتى ملكيش اصدقاء تخرجى معاهم يعنى تغيير من الشغل
عليا بتلقائيه : انا مش عندى غير مي وهى معايا فى الشغل واخويا وابنه وبس والحمد الله
_ جميل أحساس ان يكون فى حياتك شخص قريب منك غير الشغل
تذكرت عليا وفاه زوجته :
_ أكيد يعني عندك قرايب أو أصحاب
_ قرايبي بعيد عني وعالم البيزنس اصدقاء مصلحة أكتر , حياتي شغل في شغل مليت الفراغ بالشغل
_ لكن الصداقة مهمة او معني أصح علاقات برا نطاق العمل يساعدك ع الانتاجية والابداع
_ الانسان مش دايما بياخد كل حاجة وانا راضي بنصيبي انى أعيش لوحدي
استشعرت عليا نبره الحزن وحياة مصطفي المليئة بالوحدة فبتلقائية قالتله :
_حضرتك شخصية محترمة وأكيد كتير يتمنوا صداقتك , لو توافق ممكن تقبلني صديقة لك
ابتسم: صعبت عليكي
_ لا ابدًا , احنا فى الحياة موجودين لبعض , مش يمكن الصدف اللى جمعتنا أشارة لنوع علاقة مميزة بينا
_ يعني بالعقل اصدقائك فى نفس المرحلة العمرية ليه بنت جميلة زيك تصادق شخص عجوز زي
_ عجوز ازاي يعني , العجز دا هو عدم القدره ع الحياة وطول ماانت عايش تبقي شباب
_ شكرًا ع مجاملتك
_ انا بتكلم بجد الصداقة ملهاش علاقة بالعمر عادي اننا نكون اصدقاء الاهم من العمر الراحة النفسية فى صداقتنا , لو موجوده خلاص مفيش اى عائق تاني , ولا انت رافض صداقتي بس الذوق ؟
_ لا ابدًا دا شئ يسعدني جدًا بس مش عاوز اسببلك أزعاج بوجودي
_ مفيش أزعاج بين الاصدقاء
استمرا بالحديث فى شتي المواضيع حتى وصلوا أمام مقر شركة , أستاذنت عليا واتجهت لداخل الشركة وبالصدفة شافتها صفاء وهى نازله وهى سعيدة وبتودع شخص كبير فى العمر شعره أبيض والعربية أحدث موديل وبسائق .
الاسبوع التالي فى نفس الموعد ذهبت عليا لزيارة والديها فى المقابر بالاتفاق مع مصطفي وتقابلا هناك وعادا سويا تم ايصالها الى الشركة وذهب , قبل يوم الاتنين بيومين كانت عليا مش فى الشركه ولا مي فطلب أحمد من صفاء يقابلها فى كافيه المجاور للشركة :
_ أتاخرتي ليه يا صفاء
_ فى ايه يا أحمد جيت أهو كان فى ايدي شغل
_ومالك اكنك جايه غضب عنك زمان كنتى بتيجى والابتسامه مبتروحش
_ سيب زمان لزمان قولى عاوز ايه علشان عندى شغل
_ مش احنا اصحاب وعشرة عمر
بصوت واطي: كنت فاكره كده , خير يااحمد
_ جهزتي كل حاجة لعيد ميلاد عليا زى ما اتفقنا
_ ايوه اتفقت ع تورته وحاجة ساقعه
_ والزينة ؟
_ زينة ايه يا أحمد ,, احنا فى الشركة وبعدين المفروض أنها زميلة انت مكبر الموضوع ليه , انت محسني انك هتخطبها .
_ اهو أتي قولتي اللى عاوزة
بنظره صدمة : عاوز ايه تخطب ,, تخطب عليا ؟
_ بصراحة ايوة, بس محتاج مساعدتك
_ ازاى ,, اروح اطلبهالك ؟
_ يعني انهاردة يعد الحفلة تتكلمي معاها وتشوفي حست ب ايه بالمفاجاءه لاني عاوز اخد خطوة بعد عيد ميلادها .
صفاء وهى فى حاله ذهول من الى بتسمعه : انت بتتكلم بجد عاوز تتشجع وتتقدملها, هى لمحتلك بحاجه او فهمتك حاجه
_ بصراحه معاملتها معايا كويسه جدا, ولما اتقابلنا واتجمعنا فى نفس الشركة حسيتها إشاره وفرصة وعاوز انتهز الفرصه .. ساعدينى يا صفاء
صفاء فى حاله صدمة وذهول مفيش رد
_ صفاء انتى روحتى فين ؟
_ ها معاك كمل
_مفيش عاوزك تتكلمى معاها وتيجى تقوليلى النتيجه وفى نفس الوقت تلمحيلها عليا
صفاء وباصاله بصه غريبه : كمان ..متكلمتش ليه مع مي هى اقربلها
- مى اقربلها بس مش اقربلى انتى اقربلى من اى حد هنا
_هو علشان اقربلك تعمل فيا كده ؟
_اعمل ايه ؟
_قولى يااحمد تصرفاتك الى كانت فى الاول مكنتش لله فى الله شيكولاتات وعزومات وتخفيف شغل كان بسبب انجذابك ليها صح مش زماله زى ما قلت
احمد لحظه صمت كده وبيحرك المج ال معاه ع التربيزه : بصراحه اه انا من ايام الجامعه وفى حاجه اتجاهها وطبعًا وقتها مكنش ينفع اتكلم لكن دلواقتي الوضع اتغير
_ ايه اللى اتغير ؟
- انا جاهز للخطوة
صفاء فى ذهووول تام من الى بتسمعه : احمد انت قبل ما تيجى عليا ومى كنت قايلى ان فى واحده قريبه ليك حاسس بحاجه اتجاهها وكنت هتتشجع وتاخد خطوه وتصارحها راحت فين ؟
_وايه فكرك بيها ؟
_ ارجوك رد عليا راحت فين ؟
_ممكن تقولى لما شفت عليا فقت وحسيت انى منستش احساسي إتجاهها ولو كنت فاتحت البنت دي كنت هظلمها معايا واخسرها
صفاء وبتكلم نفسها : فقت ولحقت لتخسرها
احمد: قلتى ايه هتساعدينى
صفاء : ها اه ماشى ان شاء الله
صفاء وهى متلغبطه : انا هقوم بقى علشان عندى شغل وحاجات وبتاع وكده سلام
وهى قايمه كانت هتتخبط فى الكرسى لحقت نفسها وهى بتردد الكلام الى سمعته, طلعت مكتبها تراجع الكلام وتراجع علاقته معاها قبل عليا ما تظهر بقربه ليه واهتمامه بيها عن اى حد وتلميحاته ليها الى بنت عليه احلام كتيره ,وصدمتها من الى سمعته دلواقتى وللحظه جه فى بالها ان لولا ظهور عليا كان اتقدملها هي ومتراجعش وقررت ان عليا لازم تمشى من الشركه وزى ما جبتها تمشيها .
يوم الاتنين عليا راحت الشغل وسابت مي ونزلت مقابله خارج الشركة مع احمد واليوم كان ماشي زى ما رتب أحمد , خلصوا المقابله ورجعت المكتب لاقت المفاجاءه :
متفاجئه عليا : ايه دا الى انا شيفاه
_ كل سنه وانتى طيبه ويارب دايما فى سعاده وتوفيق فى احسن حال
وطلع من جيبه علبه وادهالها :
_ ياريت تقبلى الهديه البسيطه ديه سلسله فضه بما انك بتحبيها عليها سوره الكرسي علشان تحفظك
اخدتها بفرحه وبنظره هتنفجر صفاء
قربت ليها مي : لولى حبيببه قلبى كل سنه وانتى طيبه ياعمرى
صفاء: كل سنه وانتى طيبه يا عليا دى حاجه بسيطه مننا زمايلك فى الشغل
عليا بسعادة :بجد ميرسى ليكم اوووى لمجرد انكم فكرتوا فيا
اقترب أحمد حامل التورته :
_ يلا بقى طفى الشمع الكل مستنى التورته جعانين
الكل ضحك الا صفاء كانت عامله زى برج المراقبه بتراقب تصرفات احمد وعليا, طفت الشمع وبصت على مكتبها كان فى بوكيه ورد كبير دخلت تبص عليه لاقت كارت مكتوب فيه
(كل سنه وانتى طيبه واتمنالك عمر كله سعاده ونجاح _ مصطفى )
وبعد ما قرات الكارت مع ابتسامه واضحه على المجامله الجميله رن موابيلها كان مصطفي بيهنيها بعيد ميلادها وفى نفس الوقت كان احمد بيراقب عليا من بعيد وهى بتتكلم وفى وشها ابتسامه وكانت صفاء بتراقب احمد وعليا من بعيد , دخلت مي على عليا بعد ما خصلت تليفونها واتحدثت بسخرية :
_ صديقك المسن دا صح
_ متقوليش كده يا مي هزعل
_ ماهو بالعقل كده اصدقاء أزاي , حد اكبر منك ب 20 سنه يبقي صديقك ليه , مش لاقيه حد وبعدين ركزى حواليكى كده
عليا: فى ايه حواليا
_هو بصراحه بوكيه تحفه جدااا , لكن بصي ع الاعمار اغلبنا قريبين لبعض مش فرق 20 سنه ,,
_ عاوزة تقولي ايه ؟
_ عاوزة أقولك انا امنيتي ليكي فى عيد ميلادك انك تعقلي وتخفي هبل لانك وصلتي لمرحلة خطر,, يلا يلا علشان التتار اللى برا
خرجوا وكانت صفاء واقفه بجوار بوكية الورد الكبير :
_ جميل الورد دا وواضح انه من مكان غالي جدًا
- ايوه هدية جميلة من صديق عزيز
_ هو نفسه الصديق العزيز اللى بيوصلك هنا انا شوفته بالصدفه
_ ايوه هو .
- بس واضح انك مبسوطة بالهدية دى أوي عندك حق غالية
_ اى حد يفتكرنى اكيد هبقى مبسوطه زى ما مبسوطه بحفلتكم واهتمامكم
صفاء بسخريه : لا الشكر ل مستر احمد صاحب الفكره والتكاليف علشان نقرب لبعض
كان احمد قرب منهم وشكرته عليا , ووقف أحمد مع عليا بيتكلم وبيضحك وكانت صفاء مضايقة جدًا كل ما بتفتكر كلام احمد وتشوف نظراته لعليا وتجاهله ليها .